English

ما الذي يضع 'كايمو' في طليعة قطاع التجارة الإلكترونية في الجزائر؟

English

ما الذي يضع 'كايمو' في طليعة قطاع التجارة الإلكترونية في الجزائر؟

Kaymu, numéro 1 du e-commerce en Algérie

"كايمو" تقود قطاع التجارة الإلكترونية الناشئة في الجزائر. (الصورة من "كايمو")

في بلدٍ يضمّ قرابة 40 مليون نسمة، بدأت السوق الرقمية غير المستَغَلّة في الجزائر بجذب اهتمام "كايمو" Kaymu، أحد كبار اللاعبين في مجال التجارة الإلكترونية.

في حين قد يرى البعض أنّ التحدّيات في هذه السوق، مثل النقص في بوّابات الدفع الإلكترونيّ وقلّة انتشار الإنترنت، بمثابة عقبات، يرى البعض الآخر فيها فرصاً.

منذ عام 2009، أطلق بعض روّاد الأعمال الجزائريين عدّة مواقع إلكترونية للتجارة لكنّ معظمها لم يكن ناجحاً. عير أنّ وصول "مجموعة إنترنت أفريقيا" Africa Internet Group المدعومة من "روكيت إنترنت" Rocket Internet عام 2014 بدأ يغيّر قواعد اللعبة.

منذ ذلك الحين، كانت "مجموعة إنترنت أفريقيا" AIG واضحةً بشأن طموحها الذي يقضي بأن تصبح اللاعب الأوّل في اقتصادات أفريقيا الناشئة.

واليوم بات لدى هذه المجموعة عدّة علاماتٍ تجارية رئيسية في قطاع الاقتصاد الرقميّ، كالتي تعمل في مجالات بيع العقارات وبيع السيارات، وتوصيل الطعام، بما فيها شركة "كايمو" التي تنافس "إي باي" eBay.

وبالتالي، أصبحَت "كايمو" أوّل موقعٍ للتجارة الإلكترونية في الجزائر، بحسب شركة "أليكسا" Alexa للتحليلات.

وضع عقباتٍ أمام دخول الآخرين

يقول حسين تمار، مدير "كايمو" في الجزائر خلال الأشهر الستّة الماضية، إنّهم أرادوا "إطلاق شركة تجارةٍ إلكترونيةٍ في الجزائر، ولم نكن ننتظر أن يسبقنا أحدٌ إلى ذلك."

عندما انطلقت "كايمو" في شهر كانون الثاني/يناير 2014، كان يوجد لاعبٌ محلّيٌّ واحد في قطاع الاقتصاد الرقميّ وهو موقع الإعلانات المبوّبة "وادكنيس" Ouedkniss. بعد ذلك، بدأت تنطلق عدّة مواقع إلكترونية بما فيها "جوميا" Jumia، وهي علامةٌ تجاريةٌ تملكها "مجموعة إنترنت أفريقيا" تشبه "أمازون" Amazon، وموقع التجارة الإلكترونية المحلّي "بتوليس" Batolis. أمّا شركة "جديني" Guiddini التي انطلقَت في عام 2009 وتمكّنَت من تحديث موقعها الإلكتروني، فهي ما تزال بعيدةً عن اللحاق بشركة "كايمو".

يؤكّد تمار هنا أنّ "السوق كبيرةٌ كفاية لجذب الكثير من الناس، ولكنّنا نهدف لأن نبقى الرقم واحد."

وفيما تستفيد "كايمو" من موقعها كمحرّكٍ اوّل للسوق، يقول تمّار إنّ "الأشهر الستّة الماضية شهدَت نموّاً أكبر ممّا عرفَته في العامَين الماضيين." ويضيف في حديثه مع "ومضة"، أنّه بفضل فريق العمل القويّ الذي يتألّف من 20 شخصاً، يحظى موقع الشركة الإلكترونيّ الآن بأكثر من 500 ألف زيارة شهرياً، فيما شهدَت زيادةً في المبيعات الشهرية بعشرات الأضعاف.

Un seul moyen de paiement

خيارٌ واحدٌ للدفع فقط.

ما الذي يمّز "كايمو"؟

لا يقتصر نجاح "كايمو" على كونها المحرّك الأوّل للسوق وحسب، وفقاً لتمار، بل يتعدّاه إلى عدّة عوامل.

"أعتقد أنّ نموذج ’كايمو‘ أكثر تطوّراً بالنسبة إلى السوق الجزائرية من نموذج ’جوميا‘، أمّا الفارق الأكبر بين المنصّتَين فهو يكمن في وفرة البائعين لدى كلٍّ منها: ففي حين تعرض ’جوميا‘ العلامات التجارية والمتاجر القائمة فقط، توفّر ’كايمو‘ خدماتها لمختلف البائعين سواء كانوا مستورِدين أم بائعي جملة وأصحاب متاجر صغيرة وحتّى أفراداً."

يقولها تمار، مضيفاً أنّ نموّ "كايمو" يعود إلى العلاقة الوثيقة للشركة مع البائعين، بحيث "يَشعُر البائعون أنّهم جزءاً من عائلة ’كايمو‘."

كثرٌ هُم البائعون من الطلّاب الذين بدأوا أعمالهم من خلال بيع بعض المنتَجات وصولاً إلى بيع المئات منها في الشهر. فشركة "كايمو" تعمل مع كلّ بائعٍ على حدة لكي تعلّمه أساسيات البيع عبر الإنترنت، في حين يستفيد البائعون الأكثر خبرةً من هذه التعليمات.

بالطبع استفادَت "كايمو" من كونها شركةً تابعةً لـ"مجموعة إنترنت أفريقيا"، فهي تمتلك ميزانيةً ضخمة، وشبكةً عالمية لا يمكن للمنافِسين المحلّيين الحصول على مثلها. ومع ذلك، لم تفتَح الشركة بعد نارَها على كلّ الجبهات، بحيث لم تبدأ بالتسويق بعد.

التوصيل خلال أسبوع

للنجاح في هكذا سوقٍ ناشئة، تحتاج الشركة إلى الصبر وإلى ميزانيةٍ كبيرةٍ لتطوير الأدوات المناسبة التي يحتاجها المستخدِمون في عملية شراء المنتَجات.

وعن الصعوبة الأولى التي تكمن في غياب المدفوعات عبر الإنترنت، يقول تمار: "لقد عملنا مع مفهوم الدفع عند التوصيل CoD وسار الأمر على ما يُرام." أمرٌ يؤكّده كمال رجاد، مؤسّس أوّل موقعٍ للتجارة الإلكترونية في المغرب، "إتش مول" Hmall.ma، الذي يشير إلى أنّ الدفع عند التوصيل هو الخيار المفضّل للدفع حتّى الآن.

بالرغم من أنّ شركات التجارة الإلكترونية تنتقد الدفع عند التوصيل لأنّه يرفع كثيراً معدّل إرجاع المنتِجات، بحيث يتمّ إرجاع ما معدّله 20% من السلع في الجزائر، لا يرى تمار في هذه المسألة أمراً يقلقه، ويقول إنّ "الوقت الذي تتطلّبه عملية الشحن يلعب دوراً أهمّ في معدّل إرجاع الطلبات أكثر من الدفع النقديّ."

فالجزائر التي تُعَدّ البلد العاشر من حيث المساحة، وتتألّف معظمها من أراضٍ صحراوية، يُعتبَر التوصيل فيها كمشروعٍ طموحٍ ومعقّد. لذلك تعمل "كايمو" في الوقت الحاليّ مع شركاء محلّيين عارفين بالبنى التحتية للخدمات اللوجستية في البلاد.

واليوم، في حين توفّر "كايمو" إمكانية توصيل طلبات المستخدِمين في الجزائر خلال يومَين اثنَين، فإنّ سواها يحتاج إلى أسبوعٍ كاملٍ كمعدّلٍ لإتمام هذه العملية. وبالتالي، يرى تمار أنّ تحسين الخدمة وتقليل معدّل إرجاع المنتَجات يعودان إلى تقليل الوقت الذي تحتاجه عملية الشحن.

في المقابل، يوجد هامشٌ كبيرٌ لتحسين الخدمات. في الوقت الحاليّ لا يتّصل بالإنترنت سوى 18.1% من الجزائريين، وذلك بفضل إطلاق خدمة إنترنت الجيل الثالث 3G حديثاً. وبحسب "لو كوتيديان دوران" Le Quotidien d’Oran، فلقد تضاعف انتشار الإنترنت في الجزائر أربع مرّات في عام 2014، وهو ما يعدّ أسرع من النموّ الذي حصل في المغرب خلال 6 سنوات. وبالتالي إذا حافظَت الجزائر على معدّل انتشار الإنترنت بهذه الوتيرة، يمكن لقطاع التجارية الإلكترونية المحلّي أن يشهد طفرةً كبيرة.

قد يهمّك قراءة المواضيع التالية:

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.