English

'لونش ساميت': الخبراء ينصحون الروّاد بإيجاد حلول للمشاكل المحلية

English

'لونش ساميت': الخبراء ينصحون الروّاد بإيجاد حلول للمشاكل المحلية

"الآن هو الوقت المناسب لكي تصبح رائد أعمال... فقبل عشر سنوات إذا قلتَ إنّك رائد أعمال كان الناس يظنّون أنّك لم تستطِع إيجاد وظيفةٍ لك، ولكنّ الأمر بات حقيقةً حالياً"، كما قال أندرو هايد من "تك ستارز" Techstars.

على خلاف معظم الفعاليات في المنطقة، برزَت قمّة "لونش ساميت" Launch Summit التي نظّمَتها "آلت سيتي" AltCity من خلال المكان الذي عُقِدَت فيه والمحتوى الذي تضمّنَته. ومع أكثر من 50 شريكاً من بينهم "تك ستارز" Techstars و"كلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال"  ESA Business Schoolو"تورش" Torch و"يونيسيف" لبنان UNICEF Lebanon، و"بيريتك" Berytech، كان حضور الفعالية أكثر من ضرورةٍ للشركات الناشئة في مراحلها الأولى التي تبحث عن الإلهام والتوجيه.

في حرم "الكلية العليا للأعمال" المحاط بالأشجار، اجتمع المئات من الأشخاص من أجل عرض أفكارهم وإلقاء المحاضرات والتعاون فيما بينهم.

وبالنسبة إلى بيئةٍ رياديةٍ صغيرةٍ نسبياً مثل لبنان، كان من المثير حضور ومشاركة ضيوف دوليين في هذه الفعالية، بمَن فيهم هايد من "تك ستارز" أكبر مسرّعة أعمال في العالم، ولوك آيزمان من "واي كومبينايتور" Y Combinator التي يُطلَق عليها عادةً صفة أقوى مسرّعةٍ عالمية. كما كان من بين هؤلاء لوك كروجر، رئيس "في إيه أينجلز" VA Angels، أكبر مجموعةٍ في كندا لرعاة الأعمال (مستثمرين أفراد)؛ وماتيو بارتولوميو من اللجنة المتخصّصة الإيطالية "أفازي" Avazi.

على مدار اليوم، برزَت ثلاثة مواضيع أكثر من سواها، هي التفكير بالمشاكل المحلّية مع تأثيرٍ عالميّ؛ والأجهزة البسيطة؛ وبعض الأفكار.

جانبٌ من "لونش ساميت" في بيروت. (الصورة من صفحة "اليونيسيف" على "فايسبوك")

التصدّي لمشكلاتٍ محلّيّة

قال آيزمان إنّه "ينبغي إعداد لائحة بالأعذار التي توضح لماذا الأوضاع في البلاد ليست جيدةً كما ينبغي أن تكون"، فيما قام الكثير من المحاضرين في الفعالية بتشجيع الأشخاص الذين يريدون أن يصبحوا روّاد أعمالٍ على الاستفادة من الفوضى ونقاط الضعف في لبنان.

وفي إحدى النقاشات بعنوان "المشاكل الكبيرة تعني فرصاً كبيرة" The bigger the problem, the bigger the opportunity، ناقشت أسمهان زين كيف تأسّسَت شركة "أرامكس" Aramex من خلال حاجةٍ لخدمات التوصيل في خضمّ الحرب الأهلية اللبنانية.

وبالتالي، عندما تحلّ المشاكل المتعلّقة ببيئتك، فأنت كذلك تضمن التواصل المباشر مع جمهورك المستهدَف، وهذا لا يعني بالضرورة أنّ الحلّ الذي تقدّمه لا يعالج مشكلةً عالميةً كذلك.

في هذا الإطار، لفت آيزمان إلى ضرورة "استخدام البيئة ما هو جيّد في البيئة، بحيث يمكن التعلّم من الناس الذين عانوا من الاضطرابات على المدى الطويل".

الأجهزة البسيطة

رأى المتحدّثون أنّ هناك حاجةً إلى الحلول ذات الأجهزة البسيطة. ففي حين ما زالت الحلول البرمجية مطلوبة، إلّا أنّ بعض الحلول المتعلّقة بالبنى التحتية، مثل إمدادات المياه المحسّنة أو معالجة المجارير بطرقٍ أفضل أو الطرقات الذكية، يمكنها الوصول إلى العالمية بسهولة.

وقد ذكر آيزمان أنّ حلول الأجهزة لم تعد تستغرق وقتاً طويلاً لإنجازها كما أنّها لم تعد مكلفةً كثيراً، ضارباً مثالاً بالشركة الناشئة المكسيكية "نيبيا" Nebia والتي تُنتِج رشراشات توفّر المياه بنسبة 70% كما تقول الشركة. بالإضافة إلى ذلك، من بين الأمثلة على الابتكارات على صعيد الأجهزة، أشار جايمس كرانويل ورد، أخصّائيّ الابتكار في "يونيسيف" لبنان، إلى "راسبيري باي" Raspberry Pi التي تُستخدَم لتعليم اللاجئين السوريين الشباب في لبنان، وإلى "ديجيتال درام" Digital Drum التي تقدّم كشكاً لحاسوبٍ يعمل بالطاقة الشمسية.

ومن جهةٍ ثانية، أوضح كرانويل ورد أنّ المفهوم الشائع بأنّ الابتكارات الاجتماعية لا تعود بالمال هو مفهومٌ خاطئ، مشجّعاً الشركات الناشئة التي تفكّر في إيجاد حلول لحاجاتٍ اجتماعية على التواصل من "مختبر الابتكار" Innovation Lab التابع لمنظّمة الـ"يونيسيف".

إحدى جلسات النقاش في القمّة. (الصورة لـ دانا بلوط)

بدوره حذّر هايد من أنّه قبل التوجّه نحو العمل بالأجهزة عليك أن ترى إذا كنتَ شغوفاً به، مضيفاً أنّ الأمر "يتطلّب أشخاصاً شغوفين لتجربته، فإذا لم تكن شغوفاً لا تبحث عن شيءٍ يراه غيرك مثيراً".

فكرتك لا قيمة لها

إذا كنتَ تعتقد أنّ فكرتك مثالية وأنّه ينبغي أن تبقى سرّاً، فهذا الأمر يعود عليك بنتائج عكسية. إذا لم يقم رائد الأعمال باختبار فكرته والتأكّد من أنّ المستخدمين يريدون منتَجه، عندها تكون الفكرة غير مجدية. في المقابل، عندما تتوصّل إلى فكرةٍ ما، عليك كرائد أعمالٍ أن تحرص على مشاركتها مع جميع مَن تعرفهم، لأنّ مناقشة المنتَج تساعد في تحسين الفكرة وتُبعدُك عن الأفكار المنسوخة.

ولفت هايد إلى أنّ"هناك ما يزيد عن 200 شخصٍ يستنسخون نموذج ’أسبوع الشركات الناشئة‘ Startup Weekend، لا أستطيع أن أسمّيّ أيّاً منهم، وعندما أردتُ المساعدة كنتُ خائفاً في بداية الأمر".

بالإضافة إلى ذلك، تضمّنت "لونش ساميت" مسابقةً لعرض الأفكار شارك فيها شركاتٌ ناشئةٌ في مراحلها الأولى، واشتملَت على ورش عمل ومحادثاتٍ تناولت يوغا النجاح وريادة الأعمال المؤسّسية والتوجّهات العالمية للاقتصاد التشاركيّ والتحضير للاستثمار في لبنان. كما استضافت حلقات النقاش محادثاتٍ بين روّاد أعمال محلّيين وإقليميين، مثل مي خليل من "ماراتون بيروت" Beirut Marathon، وميشال ألفتريادس من "ميوزيك هول" Music Hall، ووليد حنا من "شركاء المبادرات في الشرق الأوسط" Middle East Venture Partners، وسامي إسماعيل من "إنتيليكت" Intellect السورية.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.