English

هل تمكنت هذه الشركة الناشئة في دبي من إنتاج الهاتف الذكي الأنحف في العالم؟

English

هل تمكنت هذه الشركة الناشئة في دبي من إنتاج الهاتف الذكي الأنحف في العالم؟

أعلنت إحدى الشركات الناشئة التي تتخذ من دبي مقرًا لها أنّها قامت بتصنيع الهاتف الذكي الأقل سمكًا في العالم، بعرض يساوي 4.6 مليمتر (وهو ما يزيد قليلًا عن نصف عرض هاتف "آيفون 6" iPhone 6)، وذلك باستخدام تقنية ألياف الكربون.

يقول فراس خليفة، المهندس في مجال الواقع الافتراضي والشريك المؤسّس لشركة "كاربون ووركس" Carbon Works، إنه نجح هو وشريكه جورج مارتينز في حل لغز الهواتف الذكية المصنّعة بتقنية ألياف الكربون.

وفي حواره مع "ومضة"، يذكر خليفة أنّهم يريدون أن يكونوا "الشركة الأولى في طرح هاتفٍ ذكيٍّ يجمع بين النحافة وأناقة التصميم، وهو ما لم يكن ليتحقق من دون استخدام ألياف الكربون."

إذا كان عرض هذا الهاتف، الذي أعلن خليفة أنه سيُطرح خلال "أسبوع جيتكس للتكنولوجي" Gitex Technology Week في تشرين الأول/أكتوبر القادم، يساوى 4.6 مليمتر فقط، فسوف يحقق رقمًا قياسيًا جديدًا ضمن موسوعة "جينيس" كأقلّ الهواتف الذكية سمكًا، بعد هاتف "إي لايف إس" Elife s الصيني الذي يبلغ عرضه 5.1 مليمتر والحاصل على الرقم القياسي حاليًا.

فراس خليفة، الشريك المؤسس لشركة "كاربون ووركس"

ألياف الكربون في التصنيع

تتميز ألياف الكربون بالمتانة الفائقة، لكنها في الوقت نفسه خفيفة الوزن وتشبه الفولاذ الصلب كما تتمتّع بملمسٍ ناعم. وتُستخدَم ألياف الكربون في العديد من عمليات التصنيع، مثل تكنولوجيا الفضاء، والسيارات، والمنتجات الرياضية، والطائرات بدون طيار، وقطع الأثاث سهلة التركيب وخفيفة الوزن.

ورغم شهرتها الكبيرة في مختلف الصناعات، فإنّ عمالقة تصنيع الهواتف، مثل "سامسونج" Samsung و"موتورولا" Motorolla، لم يقدموا على استخدام هذه التقنية.

في عام 2013، أعلنت "سامسونج" أنّها بصدد تكوين مجموعة مواد جديدة بهدف إنتاج غطاء هواتف أفضل – وهو ما قد يتضمن استخدام مواد الألياف الكربونية. ولكن بالرغم من ذلك، ليس واضحًا ما إذا كانت الشركة الكورية قد أطلقت بالفعل هاتفاً كهذا، لأنّ الموقع الإلكتروني للشركة لا يتضمّن أيّ هاتفٍ بهذه المواصفات.

أمّا "موتورولا"، فقد أعلنت عن إطلاق هاتفٍ ذكي بتقنية ألياف الكربون في عام 2011، ولكن يبدو أنّها قامت بسحب الهاتف لأنّ موقعها الإلكتروني هي الأخرى لا يتضمن أيّ هواتف يدخل في مواصفاتها استخدام الألياف الكربونية.

تقول شركة "كربون ووركس" إنّها نجحت في تصنيع الهاتف الذكي الأقل سمكًا في العالم (الصور من "كاربون ووركس")

اكتشاف الحل

في حواره مع "ومضة"، يرى خليفة أنّ شركته وجدت حلًا للمشكلة التي حيّرت الآخرين، وأنّها ستعرضون في تشرن الأول/أكتوبر المقبل مجموعةً تتألف من 20 جهازًا لوحيًا بالتعاون مع شركة الاتصالات المحلية "اتصالات" Etisalat.

ولكن عند محاولتنا الاستيضاح حول مزيدٍ من التفاصيل، يجيب خليفة بمصطلحات فنية مبهمة، ويقول: "لقد استخدمنا مادةً مركّبة خاصّة [من ألياف الكربون] تمّ ابتكارها منذ بضع سنوات، وقمنا بتعديل سلوكها كي تقوم بدور هيكل الهاتف."

والهيكل chassis هو الإطار الذي يُستخدَم في السيارات والهواتف لتثبيت جميع الأجزاء معًا، والأهمّ من ذلك، تنظيم عملية طرد الحرارة من المحرك/البطارية. وهكذا، تمّ تعديل ألياف الكربون مع مكونات أخرى في الهاتف لأداء دور الهيكل القاعدي.

مع أنّ هذا الشرح يبدو مبهمًا، أو مبالغًا في التبسيط، فقد ظلّ خليفة ثابتًا على موقفه حيث يضيف أنّه "لا يستطيع الإفصاح عن المزيد من المعلومات قبل الإطلاق الرسمي لأنّ الأمر سرّي للغاية. نحن نعمل على توثيق براءة الاختراع في الولايات المتحدة" لأنّ الشركة مسجّلة هناك.

شكوك حول الهاتف الجديد

بعض المشكّكين ومن بينهم فؤاد فتّال، الشريك المؤسس لشركة "كريمستون" Krimston، التي أنتجت أول هاتف "آي فون" يدعم الشريحة المزدوجة، تساورهم المخاوف إزاء مشكلة كبرى؛ ألا وهي الارتفاع الشديد في درجة حرارة البطارية ومن ثم إمكانية انفجارها.

"طرد الحرارة من البطارية يمثل تحديًا كبيرًا عند تصميم الهواتف الذكية (التي تكون مضغوطة بطبيعة الحال)، لأنّ البطارية هي الجزء الوحيد الذي لا يمكن ضغطه في الهاتف"، بحسب فتّال الذي يشرح أنّ "السبب في ذلك يعود إلى أنّ الطريقة التي تعمل بها البطارية، بما تحتويه من مادة الليثيوم وطبقاتها، تجعلها غير قابلة للانضغاط عند مستوى معين".

جورج مارتينز، الشريك المؤسس لشركة "كاربون ووركس"

في هذا الوقت، هناك العديد من الحوادث الناجمة عن الارتفاع الشديد في حرارة البطارية على مستوى العالم، أبرزها فضيحة "نوت7" Note 7، حيث اضطرّت الشركة العملاقة الكورية "سامسونج" إلى سحب آلاف الهواتف من الأسواق جرّاء مثل هذا الحادث.

فهل يمكن أن نتوقع مشكلة الارتفاع الشديد في درجة الحرارة في هاتف مضغوط بعرض 4.6 مليمتر فقط؟

يجيب فتّال بـ"نعم، أتوقع ذلك؛ غير أنّهم ربما يكونون قد غيروا كفاءة استهلاك الطاقة في أجزاء بعينها من الهاتف مثل الشاشة، أو ربما يكونون قد تعاملوا بطرق مختلفة مع سُمك جدار الهاتف بحيث يبدو أقل سمكًا. علينا أن ننتظر ونرى."

رحلة البحث عن مصنّع

التقى خليفة ومارتينز في عام 2014 أثناء عملهما معاً على مشروع تابع لمؤسسة "ماروون إنترأكتيف" Maroon Interactive الإعلامية المتخصّصة في مجال الواقع الافتراضي والتي كان يملكها خليفة آنذاك. عندما عُرض على مارتينز الانضمام إلى المؤسسة، سرعان ما وضع الاثنان تصميماً للهاتف الذكي وبدءا رحلة البحث عن المصنّعين في الصين في أوائل العام 2015.

كان الاثنان قد جمعا فيما بينهما من قبل مبلغاً من ستة أرقام، وكان عليهما الآن أن يبحثا في مكانٍ آخر، فتوجّها إلى الصين.

وكما هو الحال عند طرح أيّ تقنية جديدة، فإنّ نصف الجهات التي تواصلا معها لم يؤمنوا بالفكرة. أما النصف الآخر فقالوا: "’أرونا الهاتف، وسنعطيكم المال‘، لكنّنا كنا قد أنفقنا ما لدينا من مال على النموذج الأوليّ". هنا حاول خليفة الاستعانة بقدراته الإبداعية، إذ فقد لجأ إلى بعض الزملاء القدامى نظراً لخبرته كمهندس وملف إنجازاته الحافل بالابتكارات الجديدة (حيث يعمل مدير الابتكار في إحدى الشركات البلجيكية المتخصصة في الواقع الافتراضي والواقع المعزز).

في عامٍ واحد، زار المؤسسان 55 مصنّعًا في الصين وبعدها قاما بتقليص القائمة لتضم 27 مصنّعًا. وفي حين قام مارتينز بجميع الزيارات إلى الصين، بسبب مشاكل التأشيرة السورية التي واجهها خليفة، فقد استعان بمترجمٍ فوريّ طوال الوقت، لأنّ المهندسين الصينيين لم يكونوا يتحدثون الإنجليزية. وبحسب خليفة، "كان من الصعب للغاية التواصل معهم ونقل رسالتك إليهم بالمواصفات التي تريدها."

وفي الوقت الحالي، تُجري "كربون ووركس" محادثاتٍ مع عددٍ من المستثمرين لتمويل جولة من 500 ألف دولار في شهر تشرين الأول المقبل.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.