عربي

تقديم الفوترة في القرن ٢١: منصة غريندايزر (Greendizer)

English



يعتقد القائمون على الشركة المغربيّة الناشئة "غريندايزر" (Greendizer) بأنّ اتخاذ مركز معتبر في السوق لا ينفصل عن عمليّة تحقيق التنمية المستدامة. تشكّل الشركة منصّة للفوترة عبر الإنترنت لتأتي إلى القرن الـ ٢١ بنموذج مميّز لنظام الفوترة يجمع ما بين الخدمات الخالية من الورق، ومنهج المصادر المفتوحة، من خلال واجهة أنيقة. اشترك في تأسيس الشركة في العام ٢٠٠٩ كل من محمّد الطاهري، وحمزة البرنوصي, وأمين العزاريز، وسرعان ما تطوّرت الشركة الناشئة, التي اتخذت من الدار البيضاء مقراً لها, بعد الحصول على ٥٠٠ ألف يورو من شركة رأسمال المخاطر المغربيّة "إم آي تي سي كابيتال" في نوفمبر / تشرين ثاني من العام ٢٠١٠، لتعلن إطلاق الشركة بشكل رسمي خلال مؤتمر LeWeb لمسابقة المشاريع الناشئة في ديسمبر / كانون أول من العام نفسه. وبالرغم من المنافسة الشرسة التي يواجهها الموقع، في مجال الخدمات التي يوفرها Mint، و Freshbooks، و Blinksale، و The Invoice Machine، إلا أنه استطاع أن يحقق تميّزا في هذا المجال عبر تقديم خدماته مجّانا بشكل كامل (حيث تأتي العائدات من الإعلانات)، وتعدّد خدماته المتخصّصة، والامتياز في مجال أمن المعلومات، والواجهة باللغة الفرنسيّة التي يعمل على توفيرها قريباً.


لمعرفة المزيد عن غريندايزر، يمكنك مشاهدة هذا الفيديو حول كيفية بناء شركة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المغرب.

التقينا حمزة البرنوصي وطرحنا عليه أسئلة ومضة العشر.

١- كيف أتى قراركم بإنشاء هذه الشركة؟

جاءت فكرة إنشاء الشركة في نهاية العام 2008، حيث كان لدينا اعتقاد راسخ في ذلك الحين بأنّه من غير المعقول الاستمرار في هدر كميّات كبيرة من الورق من أجل إصدار الفواتير، في الوقت الذي تتيح فيه التكنولوجيا الفرصة لاعتماد أنظمة فوترة خالية من الورق بنسبة 100٪.

٢- أين ترى نجاح مشروعكم؟ في السوق المحليّة, أم الإقليمية, أم العالميّة؟

نحن نتواجد الآن في كل من الأسواق. مع أنّنا ننشط في المغرب وفرنسا عبر شركة تابعة، إلا أنّ هذا لا يعني أننا نحدّد مجال عملنا جغرافيا في هاتين الدولتين، بل على العكس من ذلك، فنحن نولي جلّ اهتمامنا لأن نصبح محرّكين فاعلين في مجال الحد من استخدام المواد في جميع أنحاء العالم.

٣- ما هي طموحاتكم؟ وما هي خططكم للنمو والتوسّع؟

طموحنا بسيط جدا: وهو أن نحدث ثورة جديدة في مجال دفع الفواتير عن طريق الإنترنت.
منذ بدء اعتماد نظام الفوترة الموحد، تمّ إجراء تغييرات بسيطة مع عمل تحسينات طفيفة. لكنّنا نحتاج الآن إلى إعادة تصميم لنظام الفوترة وعدم العودة إلى النماذج المتوفّرة، وذلك من أجل التخلص تماما من الحاجة إلى استخدام الورق.

تقوم استراتيجيّتنا بالأساس على الابتكار والجودة، وقد بنينا خدماتنا على شكل منصة مفتوحة، يمكن للمطوّرين الوصول إليها من خلال واجهة لبرمجة التطبيقات (API). ونأمل، من خلال تعزيز الانفتاح والابتكار لدينا، في إقناع الشركات على اعتماد نموذجنا، وإقناع أصحاب المدوّنات ووسائل الإعلام الأخرى المؤثّرة على شبكة الإنترنت من أجل خلق ضجة إعلامية حول خدماتنا.

٤- ما هي أهم القرارات التي قمتم باتخاذها في الشركة، أو ما هي نقطة التحوّل الرئيسيّة في النهج الذي تتبعونه؟

أهم القرارات التي اتخذناها تتعلّق بمسألة التمويل، حيث قرّرنا العمل مع صندوق استثمار مغربي وإنشاء مقر الشركة في المغرب (حيث كنّا نعمل في السابق في باريس) لأننا تأثّرنا جدا بالمناخ المشجّع على ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا الحديثة والذي قدّمه برنامج المغرب الرقمي 2013.

في حين أنّنا غالبا نبيع منتجاتنا في البلدان المتقدمة، إلا أنّنا نفخر بأن نكون جزءا من الشبكة الاقتصادية في المغرب، وتطوير التكنولوجيا المغربيّة بشكل كامل.

٥- ما هي أكبر الصعوبات التي واجهتموها خلال عملكم (أو ما زلتم تواجهون)، أو ما هي أكبر الأخطاء التي وقعتم بها كرائد أعمال؟

أكبر مشكلة واجهتنا هي إيجاد المستثمرين الجريئين بما يكفي للمراهنة علينا. كان يجب علينا إيجاد التمويل على وجه السرعة، حيث قرّر ثلاثتنا ترك وظائفنا السابقة من أجل تكريس أنفسنا تماما لتطوير غريندايزر.

ووقعنا أيضا في بعض الأخطاء الأخرى خلال مراحل التأسيس المبكّرة فيما يتعلّق باختيار أدوارنا واختيار مستشارينا الأوّلين. لكنّنا سرعان ما استجبنا إلى ضرورة إجراء التغييرات اللازمة.



٦- ما هو دورك في الشركة؟ وكيف تدير علاقتك مع شراكاتك إن كان لديك شركاء؟

أنا المسؤول عن الشؤون الإدارية، والمالية والتسويق في الشركة. وأنا جزء أيضا من الفريق الذي يركز على تحويل خدمات غريندايزر إلى أعمال مستدامة. في حين يدير شريكي محمد أمين العزاريز الفريق التقني، والذي يضمن أن نبقى في الطليعة فيما يتعلّق بالتطوّر التكنولوجي، أما شريكنا المؤسس الآخر, محمد الطاهري, فهو مسؤول عن تطوير أنظمة واجهة المستخدم ويدير استراتيجية الأعمال في الشركة. نتلقّى أيضا النصح والمشورة من مستثمرينا بشأن القرارات الاستراتيجية التي نتّخذها.

٧- هل كونكم تمتلكون الشركة يعطيكم شعورا أكبر بالأمن من الناحية الماليّة أم لا؟

البدء في أي نشاط تجاري لا بدّ وأن يكون له تأثير على مواردنا المالية الشخصية، بحيث لا يتوفّر الأمن الوظيفي. إلا أنّنا نستمتع بأن نخوض التجربة ونحاول العمل على إنجاح هذا المشروع.

٨- ما دور التكنولوجيا في تمكين أعمالكم؟ وما هي أداة التكنولوجيا التي لا غنى عنها في عملكم؟

يعتمد عمل شركتنا بالكامل على التكنولوجيا الحديثة والابتكار. والانترنت هي أيضا وسيلة تكنولوجيا رئيسية في أعمالنا لأنّ منصاتنا تعتمد بشكل كامل على الإنترنت

٩- ما رأي العائلة والأصدقاء في العمل الذي تقوم به شركتكم؟ وهل تنصح الآخرين بأن يصبحوا روّاد أعمال؟

لقد دعم الأهل والأصدقاء المقرّبون التوجّه الذي اتبعه وقالوا لي بأن أبقى مؤمنا بحلمي حتّى أتمكّن من تحقيقه. بالطبع كان من الممكن أن يكون والديّ أكثر راحة واطمئنانا لو كنت موظّفا في بنك أو مستشارا في شركة كبيرة، مع ذلك، فهم يثقون بقدرتي على النجاح.

أول ما أنصح به أي رائد أعمال طموح، هو أن يكون متأكّدا تماما من جودة المنتج والاستعداد لتقديم كل شيء لهذا المنتج خلال السنوات اللاحقة.

النصيحة الثانية التي أقدّمها هي عدم إغفال السوق التي يستهدفها ريادي الأعمال بمنتجاته.

وأخيرا، أنصح روّاد الأعمال باختيار الشركاء والموظّفين بعناية، حيث أنّ نجاح مشروعاتهم يعتمد على هذا الاختيار.

١٠- هل أثّرت الثورات التي شهدتها المنطقة مؤخّرا على النهج الذي تتبعونه؟

لم تتغيّر استراتيجيّتنا على إثر الثورات الأخيرة. إلاّ أنّنا نعتقد بأنّ هذه الموجة الجديدة من الحداثة والديمقراطيّة قد تقود إلى مناخ أكثر ملاءمة للقطاع التجاري وريادة الأعمال في المنطقة.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.