عربي

لمحة حول سيدكامب (Seedcamp): أقوى شركة حاضنة في أوروبّا

English

لمحة حول سيدكامب (Seedcamp): أقوى شركة حاضنة في أوروبّا

مع نشوء المؤسّسات حاضنات المشاريع الناشئة في كافّة أنحاء العالم، والتي تَعِدُ بتعزيز الجيل التالي من الـ ستارتبس خلال فترة من الركود الاقتصادي العالمي، قد تكون هذه المؤسّسات لا أكثر من فقاعة سرعان ما تختفي. بعد تقرير شبكة إكسونومي (Xconomy) مؤخّرا، بعنوان "الدليل حول حاضنات المشاريع"، والذي أورد قائمة بـ 64 شركة حاضنة في الولايات المتّحدة، وهذا العدد يعادل ثلاثة أضعافه عن العام ٢٠٠٩، ازدادت المخاوف بأن تعمل حاضنات المشاريع التكنولوجيّة على إغراق العديد من الـ ستارتبس بالتمويل في مراحلها المبكّرة سواء في أوروبّا أو الولايات المتّحدة. بالرغم من الاعتراف في منطقة الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم بالحاجة إلى تعزيز النمو الاقتصادي من خلال تمكين المشاريع الصغيرة على نطاق واسع، إلاّ أنّ إنشاء عدد كبير من الحاضنات قد يأتي بنتائج عكسيّة غير محمودة، وبخاصّة إذا حصلت العديد من الـ ستارتبس، والتي تفتقد لنموذج الأعمال القابل للنمو، على التمويل، أو إذا جرى المستثمرون خلف الربح السريع بدل تطوير خطّة طويلة المدى للربح.

من خلال مراقبتي لمشهد ريادة الأعمال في تركيّا منذ العام ٢٠٠٠، والعمل لمدّة خمس سنوات في أوّل مؤسّسة حاضنة تطلقها شركة إريكسون في تركيّا، أعتقد بأنّ هذه المخاوف لا تزال في محلّها، فهناك فقاعة كبيرة من هذه المؤسّسات في أوروبّا والولايات المتحدة على الأقل. إلاّ أنّي أؤمن أيضا بأنّ ما نراه هو التطوّر الطبيعي في سوق ريادة الأعمال، والتنافس المتزايد، والاحتياجات الحقيقيّة للسوق، وكلّها ستحدّد اللاعبين في مجال الأعمال وتخلق التوازن.

نستطيع القول بأنّ العالم العربي لا يزال بمنأى عن خطر فيما وجود الكثير من المؤسّسات الحاضنة، بالرغم من أنّ عدد هذه المؤسّسات في المنطقة في تزايد مستمر، بدءا بـ أويسيز٥٠٠ (Oasis500)، التي تمّ إطلاقها في شهر أغسطس/آب من عام ٢٠١٠، والتي تبعها عدد آخر من هذه المؤسّسات، منها مؤسّسة فلات6لابس (Flat6Labs)، التي تمّ إطلاقها مؤخّرا في مصر.

لحسن الحظ في الولايات المتّحدة وأوروبّا، أنّ المؤسّسات الحاضنة الناجحة والقويّة، والتي استطاعت دعم نماذج أعمال رائدة وسليمة، تواصل نجاحاتها، بما فيها واي كومبينيتور (Y Combinator) في الولايات المتّحدة، تيك ستارز (TechStars) في الولايات المتّحدة، كيكلابس (Kicklabs) في الولايات المتّحدة، سيدكامب (Seedcamp) في المملكة المتّحدة، ستارتب بوتكامب (Startupbootcamp) في إسبانيا، وسبرينغ بورد (Springboard) في المملكة المتّحدة.

خلال حفل جوائز الـ ستارتب الأوروبيّة "يوروباس" (Europas) في الأسبوع الماضي، حيث تمّ تكريم الـ ستارتبس الواعدة ومؤسّسات الدعم في أوروبّا، برزت مؤسّسة سيدكامب بشكل خاص حيث حصلت على "جائزة أفضل برنامج ستارتب مستمر لعام ٢٠١١".

لا أعتقد أن تكون هذه النتيجة مفاجأة لك إن كنت قد التقيت بـ ريشما سوهوني، إحدى الشركاء في سيدكامب. لقد سررت بالحديث مع سوهوني حول البرنامج خلال قمّة ويبرازي (Webrazzi) في اسطنبول قبل أسبوعين. منذ ذلك الحين لم تتوانَ سوهوني عن الرد على رسائلي عبر البريد الإلكتروني خلال تنقّلاتها عبر دول الصين، وبانكوك، والمملكة المتّحدة، ودول أخرى ذكرتها خلال مراسلاتنا ولا أذكرها كلّها. بلا شك، فطاقاتها وحماسها عامل حاسم في تحقيق نجاح سيدكامب. بالنسبة للشركات في العالم العربي والتي تبحث عن إمكانية التوسّع إقليميّا أو حتّى على مستوى أوروبّا، فقد تكون سيدكامب عنوانا جيّدا للجوء إليه كمؤسّسة حاضنة. مؤخّرا ساعدت سيدكامب قناة الكوميديا الأردنيّة "طلاسم" (Talasim) على تطوير وبيع منصّتهم بنجاح للموقع الإقليمي "جيران" (Jeeran) والذي يعمل في مجال المحتوى الذي يقدّمه المستخدمون.

هل يمكن أن تعطينا لمحة حول سيدكامب؟ وكيف نجح برنامجك؟

سيدكامب عبارة عن صندوق استثمار في الشركات الناشئة في مراحلها المبكّرة، بالإضافة إلى أنّها برنامج توجيه أعمال. نواصل عملنا منذ أربع سنوات، ونحن فخورون بالتقدّم الذي أحرزناه خلال هذه السنوات، والذي يشمل 55 استثمارا حتّى الآن. لقد انطلقنا بهدف تعزيز أوروبّا كموقع مناسب للـ ستارتبس وإنشاء الأعمال على مستوى العالم، وقد قطعنا شوطا طويلا في تحقيق ذلك.

ما هو نموذج أعمالك؟

يقوم نموذج أعمالنا على تنظيم 10 فعاليّات لـ سيدكامب في السنة في جميع أنحاء أوروبّا، ونقوم باتّخاذ قراراتنا الاستثمارية بعد كل فعاليّة من هذه الفعاليّات بناء على النتائج. والنتيجة أنّ عددا كبيرا من المجموعات الدوليّة في مجال الأعمال أصبحت جزءا من عائلة سيدكامب.

ما نوع الـ ستارتبس التي تستهدفونها؟

ليست لدينا أيّة معايير فيما يتعلّق بعدد المؤسّسين أو الموقع الجغرافي، أو مرحلة المشروع، أو مجال نشاطه، وغير ذلك من المعايير. المعيار الرئيسي هو كفاءة رأس المال، بالإضافة إلى تطوير المشروع لنوع من المنتج الذي يمكن أن يُعرض لنا. نحبّ أن نتعامل مع الأشياء وأن نفهم المنتج من وجهة نظر المستهلك أو مستخدمي المشروع.

ما الذي يميّز مؤسّستكم عن باقي المؤسّسات والبرامج الحاضنة من حيث الإمكانات التي تقدّمونها؟

كل مؤسّسة حاضنة لديها هويّتها الخاصّة ومجال تركيزها الخاص، بالرغم من أنّه في بعض الأحيان من الصعب توضيح الفروقات. نحن نركّز بالأساس على أوروبّا، حيث نجد المبتكرين، والذين ربّما لا يتمكّنون من الوصول إلى شبكة مستثمرين واسعة، أو موجّهين أو أشخاص آخرين يمكن أن يساعدوهم على تطوير الـ ستارتبس خاصّتهم. نموذجنا في العثور على هؤلاء المبتكرين يقوم على أساس تنظيم الفعاليّات، والتي نعتبرها فريدة جدّا. نقوم بتنظيم فعاليّات سيدكامب مرّة واحدة كلّ شهر في جميع أنحاء أوروبّا، وأبعد منها. تجتذب فعاليّاتنا روّاد الأعمال في العالم، بحيث نتلقّى طلبات مشاركة من أكثر من ٣٠ دولة.

هل تحصلون على أسهما في الشركات أو حصصا من عائدات الشركات التي تضمّها محفظتكم؟

الشرط المعياري لـ سيدكامب هو الحصول على ٥٠ ألف يورو (حوالي ٦٧ ألف دولار أمريكي) لكل ٨-١٠% من الاستثمار في الأسهم. نحن نعتمد الشفافيّة في كل ما يتعلّق بعمليّاتنا، وخدمات التوجيه التي نقدّمها، بالإضافة إلى بنية المؤسّسة والوثائق القانونيّة المتعلّقة بها، والمتاحة على موقعنا الإلكتروني لمن يودّ الإطّلاع عليها.

هل أشرفتم على أيّة تخارجات ناجحة من المشاريع حتّى الآن؟

حتّى الآن، أشرفنا على ٣ عمليات تخارج: "موبكليكس" (Mobclix)، وهي شبكة تبادل إعلانات للجهاز المحمول، مقرّها الـ سيليكون فالي، "توكستا" (Toksta)، وهي شركة حلول دردشة ونصوص ألمانيّة، و "طلاسم" (Talasim) وهي قناة كوميديا أردنيّة. نحن نعمل من أجل المساهمة في بناء شركات عظيمة. ويقاس النجاح أيضا من خلال نموّ شركتنا. نسبة كبيرة من أعمالنا أحرزت خلال السنتين أو الثلاث الماضية أكثر من 1 مليون يورو كعائدات سنويّة، ما يمكن أن نعتبره أيضا مقياسا هامّا.

لماذا ينبغي على روّاد الأعمال اختيار سيدكامب بدلا من التوجّه إلى مؤسّسة استثماريّة محليّة أو حتّى التوجّه إلى خيارات أخرى في الولايات المتّحدة أو آسيا؟

بالنسبة للـ ستارتبس الأوروبيّة، فهناك عدّة مزايا يمكن أن تجدها في سيدكامب فيما يتعلّق بالبرامج المحليّة، وبخاصّة حجم شبكتنا وجودتها على المستوى الدولي. تضمّ شبكتنا أكثر من ألفي مرشد ينتشرون في كافّة أنحاء العالم، ممن يمتلكون الخبرات العالية في مجالات الاستثمار وإدارة الشركات الكبرى، بالإضافة إلى أنّ شبكتنا تضم روّاد أعمال ناجحين وخبراء إنتاج وتسويق، وخبراء في مجال التكنولوجيا. ونمتلك أيضا مجموعة رائعة من المستثمرين الخاصّين بنا، والذين يلعبون دورا كبيرا في تحقيق نجاحات الشركات التي تحتضنها سيدكامب. يقدّم هؤلاء المستثمرون أكثر من ٨٠% من التمويل اللاحق لمجموعاتنا. قد تكون سيدكامب أحد خيارات العناوين التي يمكن أن تتوجّه إليها أيّة شركة تكون أوروبّا جزءا من سوقها أو سوقا محتملا لها في المستقبل.

ما هي أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها روّاد الأعمال عند الالتقاء بكم؟

يمكن لروّاد الأعمال أن يجدوا معلومات كثيرة حول سيدكامب على موقعنا الإلكتروني، وعبر تويتر، والفيسبوك ومدوّنات أخرى. وربّما، نتيجة لهذا، تميل مجموعاتنا إلى أن تعرف ماذا يمكنها أن تتوقّع منّا. هؤلاء هم الذين لا يبرزون. لذلك، إحدى الأخطاء لديهم هي عدم استثمار الوقت الكافي في الإطّلاع على موقعنا ومعرفة من نحن وماذا نفعل. ومع ذلك، بشكل عام، أكبر الأخطاء التي أرى أنّ روّاد الأعمال يقعون فيها هي التعامل بمفهوم "الأخذ"، وليس التفاهم من منطلق "الأخذ والعطاء"، والذي هو في الحقيقة استراتيجيّة أمثل للتعامل مع أشخاص من خارج مؤسّستك. من الأخطاء الأخرى التي يقع فيها روّاد الأعمال هي التفكير بعمليّة الاستثمار تماما كالتفكير بالربح في ورقة اليانصيب، بينما في الحقيقة أنّ الاستثمار ما هو إلاّ البداية لشراكة طويلة الأمد مع المستثمر والتي لا تزال بحاجة إلى العمل الشاق.

بماذا تنصحين روّاد الأعمال الذين يبحثون عن التمويل؟ وما هي المعايير التي ينبغي عليهم اتباعها في اختيار المستثمر المناسب؟

هناك الكثير من المعلومات المتاحة لإطّلاع روّاد الأعمال هذه الأيّام، لكن هناك بعض القواعد الأساسيّة التي دائما نشجّع مجموعاتنا على التقيّد بها:

١- امنح نفسك الوقت الكافي في عمليّة جمع الأموال
٢- حاول تقديم نفسك بشكل شخصي لمستثمرين داعمين وأصحاب شركات رأس المال المخاطر
٣- حافظ على حماسك وطاقاتك في المشروع! واصل العمل على تطوير مشروعك لتجذب اهتمام أصحاب شركات رأس المال المخاطر للاستثمار في مشروعك
٤- كن على علم بكلّ ما يتعلّق بمجال أعمالك وصناعتك والمنافسين حولك
٥- حاول فهم معايير الاستثمار لكل مستثمر، وإن كانوا حقّا أشخاصا يمكن أن تستفيد منهم في مشروعك.

ينبغي أيضا امتلاك بعض الحس المشترك عند اختيار المستثمر المناسب. فهل ترتاحان للعمل معا؟ هل تمتلكان نفس الرؤية فيما يتعلّق بمجال الأعمال؟ إن كنت تبحث في مستثمرك عن ما هو أكثر من التمويل، فهل تجد ذلك عند هذا المستثمر؟ هل بإمكان هذا المستثمر أن يلبّي توقّعاتك؟ القاعدة الأساسيّة هي دائما إطلاع كل منكما الآخر على آخر مجريات الأمور فيما يتعلّق بالعمل، فلا أحد يحبّ المفاجآت. من الضروري أن تتّفقا على السوق التي يستهدفها المشروع وخطط التوسّع المستقبليّة.

في العام الماضي، نظّمنا فعاليّات بسيطة لـ "أيّام سيدكامب" في مومباي، وسنغافورة، وجوهانسبيرغ، إلاّ أنّ هذه الفعاليّات أيضا كشفت لنا عن مجموعة متنوّعة من روّاد الأعمال في هذه المواقع. لقد تعلّمنا الكثير عن كل من تلك المناطق حول العالم، وأسلوب تطوّر الأسواق فيها. نأمل أيضا تنظيم فعاليّات سيدكامب في موسكو خلال العام المقبل.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.