عربي

قصص ثلاث رياديات يعملن من أجل تحسين المجتمعات العربية

English

قصص ثلاث رياديات يعملن من أجل تحسين المجتمعات العربية

هن صانعات تغيير في مجتمعاتهن العربية، واجهن تحديات مختلفة، كل حسب طبيعة بلدها العربي، لكنهن استطعن التغلب عليها، ليخطون خطوات ثابتة على طريقهن العصامي. التقت "ومضة" ثلاث رياديات من المغرب ومصر والأردن، ليروين مشوارهن كصاحبات مشاريع تنموية وتجارية، وما اعترضهن من عقبات؛ فمها التي بدأت مشروعا لتعليم الأطفال في الريف المغربي، لم تأخذها الجهات الرسمية على محمل الجد لصغر سنها، بينما كان العثور على موظفين كفؤين في مصر تحديا كبيرا ولا زال بالنسبة لأميرة، التي تعمل على مشروع يربط الجمعيات الخيرية بالمتطوعين والمتبرعين. كما تتكلم أفنان عن تجربتها في صنع مدفأة بشرية متنقلة، وكيف لم تتوفر لها امكانيات تقنية وتكنولوجية في الأردن، فضلا عن ميل أغلب المستثمرين الى الاستثمار في مشاريع مرتبطة بمجال البرمجيات والتكنولوجيا.

 

مها لازيري، مؤسسة "عَلِّم من أجل المغرب"

دفعت الفجوة العميقة في التطور والمدنية بين الريف والحضر المغربي، الشابة مها لازيري، إلى الغوص في ما وراء حياة المدينة وبناء مدارس جديدة للأطفال تمزج بين التعليم والترفيه، بالاضافة الى التواصل مع مدارس في القرى لإضافة مواد ترفيهية الى منهجها المدرسي. وتقول مها: "أشعر بأن آلامي الشخصية والحياتية تلتئم وأنا أقوم بذلك". 

لم يكن الطريق ممهدا لمها لتمضي قدما في مشروعها. فقد كان عمرها عشرون عاما حين فكرت بالمشروع، وبالتالي لم يسمح لها سنها أن تتعامل باستقلال مع الجهات الرسمية وما تطلبه من اجراءات لتسجيل المؤسسة وخلافه، ما أجبرها على الاستعانة بوالدها. واليوم، استطاعت مها مع فريق العمل المؤلف من عشرة أفراد، إضافة إلى متطوعين، أن يعيدوا بناء مدرسة ابتدائية في قرية بجبال الأطلس (إشباكن) والمضي قدما في تحسين أحوال التعليم على صعيد المدارس أو المناهج.

أما سرّ نجاحها؟ بناء الثقة مع الأهالي. وتقول مها ان "المشكلة في أنّ هؤلاء المهمشين دائما ما يسمعون وعودا لا تنفذ، وبالتالي تكون استجابتهم للعمل ضعيفة، ما يجعلهم يماطلون في تنفيذ العمل المراد. لكننا قد أبلغناهم أنه اذا لم ننتهي من المشروع في الوقت المحدد، فسوف نضطر إلى إعادة الأموال إلى أصحابها. وهنا بدأ الحماس".

أميرة صلاح، مؤسسة شريكة لموقع "خيرنا" في مصر

استقالت أميرة من عملها في التسويق الإلكتروني في كانون الثاني/ يناير 2011 مع اثنين من زملائها، لانشاء شركة "سوشيل فروتس" Social Fruits لبناء تطبيقات على المحمول تعتمد على مساهمات المستخدمين. أول مشروع كان موقع التواصل الاجتماعي "خيرنا" للأعمال الخيرية والتنموية، يهدف إلى ربط الجمعيات بالمتطوعين والمتبرعين، وهو مشروع لا يبغي الربح.

حدّثتنا أميرة عن أهم تحدٍ واجهته قائلة: "قضينا وقتا طويلا في تكوين فريق العمل لأنه من الصعب للغاية العثور على موظفين كفؤين على نفس الدرجة من الالتزام والحماس التي تجعلهم يسخّرون كل امكانياتهم من أجل انجاح المشروع". والآن، تحاول أميرة مع زميليها إدارة المشروع والمحافظة على ثقافة المؤسسة أو الكيان.

تشير أميرة إلى أن الكثير من منظمات المجتمع المدني في مصر التي لا تتواصل بشكل مباشر مع المواطنين، لمعرفة مشاكلهم التي قد تختلف عما تراه هذه المنظمات. توسع المؤسّسون في "خيرنا" ليقدموا أيضا إحصائيات عن التطوع في مصر، والذي يرونه مجالا موسميا غالبًا ما يتزايد خلال فترة الأعياد أو المناسبات الدينية. كما يعملون مع مجموعة تضم عدة منظمات مصرية في الولايات المتحدة لتطوير القوانين والتشريعات المتعلقة بالتنمية في مصر.

أفنان علي، مؤسسة "تيبلو" TEPLO في الأردن

أفنان مهندسة كهربائية صنعت مدفأة بشرية متنقلة، تتكون من صفائح رقيقة يمكن تثبيتها على الجهة الداخلية من الملابس أو أجزاء من الجسم، مثل البطن والظهر والأكتاف حتى يشعر المستخدم بالدفء في أي مكان، داخل أو خارج المباني دون الحاجة إلى ارتداء الكثير من طبقات الملابس، كما يمكن شحن بطاريتها.

للجهاز تطبيقات طبية أيضا حيث أن القطعة الأولى منه والتي تعتبر حزاما، يمكن تثبيته حول البطن لتنشيط الدورة الدموية وإرخاء العضلات وتخفيف أعراض أمراض البرد. مؤخرا، بدأ إنتاج وتسويق أول قطع من المدفأة البشرية وتم توقيع اتفاقية وكالة في السعودية لتصدير المدفأة، لكن الطريق إلى ذلك كان محفوفًا بالتحديات؛ أهمها كان عند تطوير المنتج من ناحية تقنية وتكنولوجية، حيث لم تتمكن أفنان من تطويره بالأردن لعدم توافر بعض المواد وتكنولوجيا التصنيع أو حتى الخبرات، فتوجهوا إلى ألمانيا ثم قرروا التصنيع في الصين.

أما التحدي الثاني فكان العثور على مستثمرين؛ فبالرغم من حصول المنتج على بعض الجوائز منها جائزة الملكة رانيا الوطنية للريادة وجائزة من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه لم ينجح في جذب المستثمرين الذين يفضلون البرمجيات عن الصناعة بسبب مخاطر هذه الأخيرة المرتفعة. تطمح أفنان إلى تأسيس أكاديمية مختصة بالتعليم التكنولوجي لمساعدة الشباب العربي في عملية التطوير والإبتكار وتسهيل عملية تحويل أفكارهم إلى منتجات.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.