عربي

جهاز تكنولوجي يسهل اندماج ذوي المشاكل السمعية في المجتمع

جهاز تكنولوجي يسهل اندماج ذوي المشاكل السمعية في المجتمع

ولدت فكرة جهاز "كين ترانس" Kin Trans الذي يترجم لغة الإشارة الى اللغة المحكية، على رصيف مترو الأنفاق في القاهرة قبل سنوات عدة. في تلك الليلة، كان محمد الوزير شاهداً على حادثة أثّرت به كثيراً: طفل صغير يحاول، بلغة الإشارة، إخبار شرطيّ بأمر ما من دون جدوى. "حينها، أحسست أنني أريد المساعدة، ولكن، لم يكن بيدي حيلة"، يقول الوزير.

كان عليه أن ينتظر التخرّج من كلية الهندسة في جامعة عين شمس ليكتشف طريقة لمساعدة ذوي المشاكل السمعية. ويخبرنا "رأيت الأولاد والشباب يلعبون "البلاي ستاشيون"playstation و"الكينكت" xbox kinect  ولاحظت كيف يستجيب الجهاز للاشارات التي يقومون بها. وبدأت المغامرة والتجارب لتطوير "كين ترانس".

الا أنّ الوزير احتاج الى الكثير من التصميم والمثابرة لتطوير فكرته. فبعد أن أوصدت العديد من الشركات أبوابها أمام الوزير ( "مش عارف ليش رفضت الفكرة!)، قررّ خوض المسابقات، ومن بينها مسابقة وزارة الاتصالات "تمكين". لينضمّ اليه أيمن طه، مدير قسم المعلومات والاتصالات في وزارة الاتصالات المصرية وإيمان حسن لتطوير جهاز وجدوا أنه "لم يكن متوفراً تجارياً في العالم." "نريد أن يتوفّر "كين ترانس" كمنتج في كل الأسواق وأن نطوّر خدمات إضافية لتحسين حياة ذوي المشاكل السمعية،" يقول الوزير.

ولكن، سرعان ما أدرك الفريق أنه بحاجة الى المزيد من الدعم التقني والمالي والارشاد، فشاركوا في مسابقة عرض الأفكار Demo Days التي نظّمتها مسرّعة النمو "تورن 8" Turn8 وتم اختيارهم من بين 400 مشروع لبرنامج الحضانة. منحتهم مسرّعة النمو تمويلاً بقيمة 24000 دولار لمدة أربعة أشهر للعمل على المشروع في دبي، في أيلول/ سبتمبر 2013 بالاضافة الى فرصة للتشبيك والحصول على انتباه وسائل الاعلام والمستثمرين.

كيف يعمل "كين ترانس"؟ 

اختار الوزير وفريقه تسمية "كين ترانس" كاختصار لعبارة "ترجمة الحركة" Kinematics Translation واتّخذوا من "وردة الحظ" شعاراً لهم للتعبير عن "الهدية التي تجمع بيننا وبين الصمّ ألا وهي التواصل،" يقول الوزير.

ويشبه "كين ترانس" جهاز plug and play الذي يمكن وضعه في الأماكن العامة كمكاتب الاستعلامات ومراكز الشرطة والمستشفيات والفنادق. يقف الشخص الذي يعاني من مشكلة سمعية أمام الجهاز، يلوّح بيديه، لتشغيل الجهاز. وحالما يبدأ تحريك يديه بلغة الإشارة، تترجم "كين ترانس" حركاته الى اللغة المحكية، بالعربية أم الانجليزية، بحسب الطلب. "عندما يصل الى الفندق، يستطيع أن يحجز غرفة ويحدد  التاريخ وكل الخدمات التي يريدها، بلغة الإشارة،" يقول الوزير.

وعلى الرغم من وجود آلات لترجمة النصوص الى لغة إشاراة مثل شركة البرمجيات المصرية "خليفة جروب" ( كانوا سيتعاونون معها قبل الانضمام الى تورن8!)،الا أن فريق "كين ترانس" يريد أن يقدّم خدمة جديدة ألا وهي ترجمة لغة الإشارة الى صوت مع مراعاة الحالة النفسية لذوي المشاكل السمعية لتكون التجربة من أسهل ما يكون لهم.  وسيعمل الفريق على تطوير التواصل في الاتّجاهين: ترجمة الصوت الى رسالة  والاشارة الى صوت.

كما ويتحدث الوزير عن عدد من الشركات الناشئة التي تحاول ترجمة لغة الاشارة، الا أنها تختلف عن جهاز "كين ترانس". فبحسب الويزر، تقدم "تك إنابلينج" Technabling في المملكة المتحدة   هذه الخدمة مستخدمة تقنية الكاميرا الملوّنة مما يجعل  ترجمة الاشارة غير دقيقة وبطيئة . أما شركة"إينابل تاك" Enable Talk الأوكرانية، فتملك قفّازات تترجم الاشارات الى صوت. وهنا يشرح لنا الوزير أن الفرق بين "كين ترانس"والشركة الأولى يكمن في استخدامه لكاميرا العمق مما يسمح بترجمة بغاية الدقة والسرعة. في حين أن "كين ترانسس" تختلف عن الشركة الثانية بأنها لا تلجأ الى أي أجهزة استشعار على أيدي الأشخاص ذوي المشاكل السمعية".

ولا شك أن من أكبر التحديات التقنية التي واجهت فريق "كين ترانس" في تطوير هذا الجهاز هو تحديد الاشارات وتفرقتها لجعل عملية الترجمة السريعة أكثر سهولة.

ولم يكشف الوزير عن سعر الجهاز وذلك بسبب المنافسة على حدّ قوله. "هناك لاعبون كبار يحاولون القيام بأمور مماثلة، ونريد الحفاظ على حظوظنا،" يقول الوزير. ويستهدف "كين ترانس" الحكومات أو المؤسسات الكبيرة كالمطارات والمتاجر والمستشفيات والفنادق.

ولكن كل الأمور تتوقّف على الحصول على استثمار بقيمة 500 ألف دولار ضروري للتوظيف وتطوير المنتج. وبدأ الوزير وفريقه عملية البحث. ويتوّجه الآن الوزير الى مستثمري رأس المال المخاطر  ويجري مفاوضات فضّل عدم الكشف عنها.

بانتظار الحصول على التمويل، يواصل فريق "كين ترانس" العمل على تسويق هذا المنتج لا سيما لدى المنظّمات التي تهتم بذوي الحاجات الخاصة، وعلى الانترنت كونه "الوسيلة المجانية الأكثر فعالية".

وتبقى الامارات العربية المتحدة الهدف الأول لـ"كين ترانس" لأن فريق العمل يريد "أن يجعل من دبي أول وأفضل مكان لذوي المشاكل السمعية". "بحسب توقعاتنا يسمح توزيع "كين ترانس" في دبي زيادة 400 ألف سائح.

"في يوم من الأيام، كان جهاز "كين ترانس" حلماً اعتبره كثيرون صعب المنال. ولكننا، سنصبح الشركة الأفضل بين الشركات الناشئة في المنطقة العربية،" هل يحقق الوزير مراده؟

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.