عربي

صندوق ‘ليب فينتشرز‘ جاهز للعمل مع 71 مليون دولار ‎

English

صندوق ‘ليب فينتشرز‘ جاهز للعمل مع 71 مليون دولار  ‎

كما أشرنا سابقاً، انصبّ تركيز جزءٍ من البيانات التي أذيعَت في "عرب نت" بيروت ArabNet Beirut على التمويل المتاح للشركات الصغيرة والمتوسّطة. وجاء من بينها بيانٌ لباسل عون من "صندوق دعم الابتكار في المؤسَّسات الصغيرة والمتوسطة الحجم" iSME، وهو صندوق التمويل ذو الـ30 مليون دولارٍ أميركيٍّ الذي يرعاه البنك الدوليّ، وبيانٌ لوليد حنّا من "شركاء المبادرات في الشرق الأوسط" MEVP يكشف فيه عن بعض التفاصيل عن صندوق التمويل "إمباكت فاند" Impact Fund ذي الـ70 مليون دولار.

وفي الصدارة، جاء بيانٌ لصندوق التمويل الذي يتمركز بين بيروت ودبي، "ليب فينتشرز" LEAP VENTURES، يعلن فيه عن اختتام المرحلة الأولى بـ71 مليون دولار. ويقول الشريك المؤسِّس لصندوق الاستثمار المُخاطر الذي أُطلق قبل عامٍ واحدٍ تقريباً، هنري عسيلي، إنّ الإغلاق الثاني يُتَوَقَّع أن يتمّ قبل الصيف المقبل، وهذا ما سيرفع حجم الصندوق إلى 80 مليون دولار على الأرجح.

مَن وراء "ليب فيتنشرز"؟

الفريق المركزيّ الذي يتألّف من أربعة شركاء لبنانيين ولديه مكتبٌ في دبي، يملك أعضاؤه الشباب خبرةً واسعةً. وحسبما يشير موقعهم الإلكترونيّ، فإنّهم يملكون خبرةً متراكمةً من 70 عاماً في "تأسيس وتخريج الشركات."

فعسيلي هو مؤسِّس موقع التسوّق الإلكترونيّ "شوبزيلّا" Shopzilla أو المعروف أيضاً بـ"بيزرايت" Bizrate، الذي بلغَت قيمة صفقة الاستحواذ عليه 569 مليون دولار، وذلك بالتعاون مع هالة فاضل التي تشغل منصب رئيسة مجلس إدارة "منتدى جائزة معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في المنطقة العربية"، بالإضافة إلى كونها رائدة أعمالٍ ومؤسِّسة مساحة العمل المشتركة في بيروت "كووركينج+961" Coworking+961.

وفي دبي، يوجد هيرفيه كوفيلييه، مؤسِّس "ديواني" Diwanee، شركة الوسائط الرقمية التي استحوذَت "ويبيديا" Webedia الفرنسية على معظم أسهمها عام 2014. ويضمّ الفريق أيضاً المستثمِرة التأسيسية نور سويد، العضو في مجلس إدارة "إنديفور" في الإمارات العربية المتّحدة Endeavor UAE، ومؤسِّسة "زين يوجا" Zen Yoga، سلسلة الاستديوهات في دبي التي أخرَجتها لاحقاً. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا جزءاً صغيراً ممّا فعله ويفعله هؤلاء الشركاء.

صفقات الاستحواذ الكبيرة تتطلّب أموالاً كبيرة

قبل عامٍ فقط، أعلن عسيلي عن أنّ "ليب فينتشرز" سوف يعمل على جمع ما قيمته 100 مليون دولار. "قالوا لي إنّني مجنون، غبي، والأشياء المعتادة التي تسمعها عندا تريد إطلاق شركة. حتّى أنّهم شبّهوا صندوق التمويل الذي أدرنا إطلاقه بالشركة الناشئة،" وفقاً لحديث عسيلي مع "ومضة" عبر الهاتف. ويضيف أنّ "المشكلة كانَت هناك، وكنتُ أريد معالجتها. وإذا جمعتُ 30 مليوناً فقط، فلا يمكنني فعل ذلك." والمشكلة التي يتحدّث عنها، هي النقص في توافر التمويل للشركات الصغيرة والمتوسّطة.

سيعمل هذا الصندوق بشكلٍ عامٍّ على استثمار ما يقارب 5 ملايين إلى 10 ملايين دولارٍ في الشركة الواحدة. لذا، فالشركات اللبنانية التي تكون في مرحلة النموّ أو المرحلة الثانية Series B، موضوعةٌ على جدول الأعمال. لا تمويل تأسيسيّ. وبالنسبة للقطاعات، يبحث الصندوق عن "القطاعات التي تستفيد من التكنولوجيا ويدفعها الابتكار."

ويقول عسيلي في اتّصاله مع "ومضة"، "خلال العام الماضي راقبنا حالة المشهد الاستثماريّ في كلّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فبدا واضحاً أنّ لا أحد كان يهتمّ فعلاً بالدورة الكاملة للبيئة الحاضنة."

معدِّداً حاجة مختلف الأشخاص للتمويل في كلّ مرحلة، يقول عسيلي إنّه قبل التعميم رقم 331 كان من الصعب جمع ما يفوق 4 ملايين دولار في أيّ مكانٍ من المنطقة. ويتابع عسيلي، " كيف يمكن أن تصل شركتك إلى مرحلة الاستحواذ عليها دون جمع كمّياتٍ كبيرةٍ من المال، علماً أنّه في الولايات المتحدة، من أجل أن تُباع به شركةٌ ناجحةٌ بـ243 مليون دولار، يحتاجون إلى جمع سُدس المبلغ من أجل القيام بذلك؟"

المدّ والجزر

ولماذا لم يتمّ توفير هذه الأنواع من التمويل من قبل؟ يصارحنا عسيلي القول، فيجيب أنّ "لا أحد لديه استعدادٌ للفشل، لا المستثمرين ولا روّاد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لا يوجد أحدٌ على استعدادٍ للبدء بهكذا خطوة."

"أعتقد أنّ المشاكل تكمن على حدٍّ سواء في المستثمرين وروّاد الأعمال،" كما يقول، مضيفاً أنّ "الأوّل يسأل دائماً كيف يمكن التقليل من المخاطر، وهذه ليست طريقة للتفكير في الاستثمار المخاطر؛ والثاني لا يملك رؤيةً عن كيفية التوسّع ومستقبله."

ومن جهةٍ ثانية، يشير المؤسِّس إلى أنّ المخاوف المستمرّة التي يبديها المستثمرون من سرقة شخصٍ ما لأموالهم، هي أيضاً محيّرة. "كيف يمكنني الإجابة على هذا السؤال؟ لا يكفّون عن السؤال بالرغم من كلّ الإطار القانونيّ الموجود، وهذا غريب."

ومع ذلك، يبدي عسيلي نظرةً متفائلة، إذ يقول إنّ الفرق بين عام 2013 وعام 2015 هو كالفرق بين الليل والنهار. فقد بات المال متوفّراً بكمّياتٍ كبيرةٍ "وتمّ نشره من قبِل مستثمرين واعين." ويشير أيضاً إلى أنّ التعميم رقم 331 يُعَدُّ إنجازاً كبيراً، ويؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في لبنان.

يقول عسيلي إنّ "ليب فينتشرز" سيعلن خلال الأسبوعَين المقبلَين عن استثماره الأوّل، بعدما تمّ إنجاز الدراسات الإعدادية وامتثل الجميع لمتطلّبات التعميم رقم 331.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.