عربي

ماذا ينتظر تطبيق 'رايح' بعد الفوز في برشلونة؟

English

ماذا ينتظر تطبيق 'رايح' بعد الفوز في برشلونة؟

 

سميرة أحمد (في الوسط) أثناء تسلّمها جائزة المركز الثاني. (الصور من "المؤتمر العالمي للجوال")

لاتزال الشركات الناشئة المصرية تتسابق على حلّ مشكلة الازدحام المروري في مصر، بلد الـ90 مليون نسمة. فقد قدّرت دراسات "البنك الدولي" خسائر زحمة السير على الناتج القومي بنحو 56 مليار جنيه مصري (8 مليار دولار) في نهايات عام 2012.

وتقدّر نسبة السيارات الخاصّة في شوارع القاهرة بأكثر من 70% من إجمالي المركبات على الطريق، وتقلّ ما معدّله 1.6 شخص فقط في السيارة الواحدة.

من أجل حلّ هذه المشكلة، أطلق الأخوان سميرة وأحمد نجم في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2014 تطبيق "رايح" Raye7، الذي يسمح بتشارك السيارات الخاصّة في القاهرة، ويقدّم حلولاً لمشكلة الازدحام المروري، وارتفاع سعر الوقود، وارتفاع معدلات إهلاك السيارات الخاصّة، بتخفيف عبء السيارات عن الشارع المصري.

اعتمدت فكرة التطبيق آنذاك على الاشتراك عبر صفحة "فايسبوك"، بحيث يمكن لأصحاب الطريق المشترك طلب مشاركة المشوار مع صاحب السيارة مقابل رسمٍ ماليٍّ يتمّ الاتفاق عليه، ويُحوَّل إلكترونياً.

نجاح عالمي بعد عامٍ واحد

بعد مرور عام واحد على إطلاقه، فاز تطبيق "رايح" مطلع الشهر الجاري، بالمركز الثاني على مستوى العالم بمسابقة "المؤتمر العالمي للجوال" Mobile World Congress في برشلونة.

تأهّل "رايح" إلى المسابقة العالمية بعد فوزه (ضمن 5 فرق عربية أخرى) في مسابقة "التحدي العربي للجوال" Arab Mobile Challenge التي أقيمَت في الجزائر نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.

كان على الأخوين نجم عرض فكرة مشروعهما أمام جمهور عالمي، ليحصدا المركز الثاني على مستوى العالم، وتنافسا في ذلك مع 20 فريقاً آخر من مختلف أنحاء العالم.

المؤسّسان الأخوان، أحمد وسميرة نجم، خلال "المؤتمر العالمي للجوال" في برشلونة

"خضنا تصفيات أخرى ضمن المسابقة العالمية المتخصّصة في حلول المحمول، وتمّت تصفيتنا إلى 10 فرق، وكنّا الفريق العربي الوحيد الفائز في النهائيات مع فريق هولندي وآخر من قرغيزستان"، حسبما تقول سميرة نجم.

"لم نحصل على جائزةٍ مالية، ولكنّنا حصلنا على انتشارٍ عالميٍّ وشبكة علاقات غير اعتيادية، بالإضافة إلى أسبوع تدريبٍ في مسرّعة أعمال "فينتشر لاب" Venture Lab من "آي إي بزنس سكول" IE business School في إسبانيا".

كيف كانت خطوات "رايح" قبل الفوز

طور المؤسِّسان تطبيقاً يعمل على نظامَي التشغيل "أندرويد" Android و"آي أو إس" iOS في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما وحرصا على إضافة مزايا لخدمات تشارك السيارات بما يتناسب مع ثقافة المنطقة، كإمكانية حجب بيانات الإناث عن الذكور، أو مشاركة البيانات مع أفراد المجتمع الواحد دون غيرهم.

وفي حواره مع "ومضة"، قال أحمد نجم، الشريك المؤسِّس ومدير العلاقات الخارجية، إنّ مستخدمي "رايح" بلغ عددهم الآن 6 آلاف مستخدِمٍ قاموا بـ 50 ألف رحلة.

ويوضح نجم أنّه "يمكن لمستخدم تطبيق ’رايح‘ تقييم زميله مالك السيارة، لنضمن بناء شبكةٍ آمنة للمستخدمين."

على مدار الربع الأول من العام الجاري، تعاقد المؤسِّسان مع عددٍ من الشركات الكبرى على أن تقوم بالدفع عن موظفيها في حال استخدامهم للتطبيق. وعليه، تقوم إدارة الموارد البشرية بالدفع عن كلّ راكبٍ لصاحب السيارة، وهو ما تراه الشركات بديلاً عن توفير خدمة مواصلات جماعية لنقل الموظّفين عبر مناطق متفرّقة، وتوفّر الكثير من المال على الشركات، ويتمّ التسعير وفقاً للمسافة وسعر الوقود المستخدم.

التسويق المباشر للشركات استقطب المستخدمين، وانضمّ لمجتمع "رايح" حتّى الآن أكثر من 15 مجتمعاً. ومن ضمن هؤلاء مساحة العمل المشتركة "ذا ديستركت" The District، و"الجامعة الألمانية بالقاهرة" GUC، و"ذا جريك كامبس" The Greek campus.

كعادة الشركات الناشئة، يفضّل المؤسِّسون الانتظار على جني العوائد لحين ثبوت الحاجة إلى المنتَج أو الخدمة التي يطرحونها. وتوضح سميرة نجم أنّهم لم يحصلوا على مقابلٍ مالي من الشركات حتى الآن، و"كلّ ما نريده فقط هو تحقيق الانتشار، لكنّنا نعتزم تحويل الخدمة إلى خدمةٍ مدفوعةٍ للشركات فقط بحلول الربع الثالث من العام الجاري."

مساعٍ لجذب استثمار

يرجع لجوء الأخوين نجم إلى التسويق المباشر للشركات إلى نقص الموارد المالية، فهما لا يزالا يتكفلان بالإنفاق على مشروعهما.

وبعد نضج الفكرة محليّاً وعالميّاً، قرّر الاثنان بدأ رحلةٍ جادّة لجمع جولة تمويل أولى تمكّنهما من النموّ داخل مصر ثمّ خارجها في وقتٍ لاحق.

تني نجم حوارها مع "ومضة" بالحديث عن خططها لتطبيق "رايح" قائلةً "إنّنا نتطلع للتوسّع إلى دولٍ ناميةٍ تعاني من الازدحام المروري، لينطبق عليها الوضع في مصر. ولكن إذا لم نحصل سوى على تمويلٍ يكفي للتوسّع المحلي، سنركّز على السوق المصري فقط، على أن نتوسّع في المحافظات الكبرى، ونُطلق حملاتٍ تسويقيةً تستهدف الأفراد B2C، ومن ثمّ نصل إلى شرائح أكبر من المستخدِمين".

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.