عربي

ما هو مستقبل التعلم عن بعد؟

English

ما هو مستقبل التعلم عن بعد؟
جمال الجسمي

جمال الجسمي، مدير عام معهد الإمارات للدراسات المصرفية

أصبح قطاع التعليم من بين القطاعات الأكثر تضررا بعد الاضطرابات الناجمة عن جائحة كورونا، وفي مواجهة الإغلاق تكيفت المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم بشكل سريع مع وضع التعلم عن بعدـ في حالات الطواري وفي وقت أفادت فيه منظمة الأمم المتحدة اليونسكو، بانقطاع 290 مليون طالب وطالبة على مستوى العالم عن الذهاب إلى المدرسة بسبب فيروس «كورونا» المستجد،

وانطلاقا من هذا طبقت حكومة الإمارات مبادرة «التعلم عن بُعد» لضمان استمرارية التعليم لكافة الطلبة المواطنين والمقيمين على أرضها لتصبح مثالاً يحتذى به من خلال استشرافها للمستقبل منذ سنوات، وتوفيرها سبل ووسائل عززت البنية التحتية وخلقت فرصاً للتعلم عن بُعد في المدارس الحكومية والخاصة باستخدام التكنولوجيا الحديثة والحلول التعليمية وإدخال الذكاء الاصطناعي، منحتها القدرة بتعميم تلك المبادرة على كافة المؤسسات التعليمية بالدولة...

بالنظر إلى السيناريو الحالي، يبدو أن مبادرة «التعلم عن بُعد» قابلة فعلياً لاستمرارها لفترات طويلة إذا استدعى الأمر، وهو ما يعكس الاستعدادات وجاهزية البنية التحتية للمنظومة التعليمية في الدولة، فيما يرى أن استمرار تطبيق المبادرة أفضل كثيرا من انقطاع الطلبة عن دوامهم المدرسي، خاصة أن الجميع أصبح مؤهلاً لتنفيذها، كما أن نهج التعلم المدمج - الذي يدمج الفصل الدراسي والتعلم عبر الإنترنت بسلاسة - هو النموذج المفضل والأكثر فعالية. مما لا شك فيه أن النهج المختلط سيؤدي إلى تحسين الوصول إلى التعليم في الإمارات العربية المتحدة وفي جميع أنحاء العالم. ليس ذلك فحسب، بل سيضمن هذا النهج استمرار مشاركة الطلاب طوال الوقت وإقامة صلة متزايدة بين ما يتم تدريسه داخل الفصل الدراسي والعالم الخارجي - مما يؤدي إلى زيادة استعداد الطلاب لدخول سوق العمل شديد التنافسية.

على الصعيد الاقتصادي، سيعمل اعتماد نموذج تعليمي مرن على تعزيز ثقافة التعلم مدى الحياة مع المزيد من الأشخاص الذين يلتحقون بدورات أقصر ومتكررة لتعزيز مهاراتهم لتلائم متطلبات السوق الحالية. ومع ذلك، لكي يعمل هذا النهج، يجب أن تتطور مؤسسات التعليم العالي وأن تلقي نظرة فاحصة على النظام البيئي التعليمي الشامل الخاص بها. 

في هذا السياق ، قدم معهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية مؤخرًا برنامجًا جديدًا لتطوير القيادة بالتعاون مع Sad Business School ، بجامعة أكسفورد لتزويد المواهب المحلية الشابة والطموحة في قطاع التمويل بمجموعة المهارات المناسبة وتمكينهم من تولي أدوار قيادية في العالم الجديد . بالانتقال إلى عام 2021 ، يتبنى معهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية نهجًا تعليميًا مختلطًا ويستكشف موارد واستراتيجيات جديدة .. حيث أطلق المعهد أول منصة تعليمية الكترونية في تعليم القطاع المصرفي باسم "إنسايت" بأكثر من 100 دورة تدريبية. وتم استقبال اكثر من 5000 طلب للاشتراك خلال الشهر الأول منذ انطلاقها

وبقدر ما تعاطينا مع الظروف الجديدة، والإمكانات المتاحة، نكون قد نقلنا التعليم إلى بيئة أكثر فاعلية، وأوفر جدوى، وعلى الرغم من أن التعليم عن بُعد يوصف بانه تعليم عن بُعد إلا أنني أرى أنه قد ساهم في تقريب الأسرة والطالب والمدرس في بيئة تعليمية افتراضية جديدة مثالية في آن واحد.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.