English

مضحك على محمل الجد : بوابة الكوميديا ​​الأردنية طلاسم

English

نال موقع طلاسم دوت كوم الأردني أواخر أيلول الماضي على إحدى الجوائز الست في مسابقة سيدكامب (Seedcamp) البريطانية ففاز بجائزة مالية تبلغ قيمتها 50,000 يورو كتمويل. ولكن هذه الجائزة، كما يراها صبري حكيم أحد مؤسسي الموقع، ليست سوى خطوة أولى في الطريق نحو سيليكون فالي، مركز شركات الإنترنت والكمبيوتر في العالم.

بقلم أنس المصري

كان هذا العام عاماً جيداً لشركات الإنترنت الأردنية. فقد أعلنت ياهو في 25 آب أنها عازمة على شراء مكتوب دوت كوم  لقاء مبلغ ضخم (بقي طي الكتمان). وفي الشهر نفسه، تمكن موقع طلاسم، وهو مؤسسة أردنية أخرى، من التفوق على نحو 1500 شركة أخرى، واحتلال مكانه بين ستة فائزين في مسابقة سيدكامب المخصصة لاختيار أفضل موقع إنترنت ناشئ واعد، والتي تقام في لندن في سبتمبر/ أيلول من كل عام.

كان مكتوب دوت كوم أول موقع إلكتروني يقدم خدمات البريد الإلكتروني بنص عربي. وكان متوقعاً، من خلال تسويق ذكي طبعاً، أن يبلغ أعلى المستويات في مجال عمله. ولكن موقع طلاسم يقدم شيئاً مختلفاً تماماً: إنه قناة فكاهية على الإنترنت.

تعتبر الكوميديا بحد ذاتها نوعاً صعباً من الأعمال في الأردن. وعند وضعها على الإنترنت، يتعذر التنبؤ بما سيسفر عنه هذا المزيج. وفي الحقيقة فقد قال صبري حكيم، أحد مؤسسي طلاسم دوت كوم، مازحاً بعد فوزه بجائزة في سيدكامب إنه يريد تقديم الشكر لوالديه "لعدم إيمانهما مطلقاً بهذا المشروع".

ولكن حكيم، الذي أسس طلاسم مع صديقه زيد قدسي في 2005، قدم تفسيراً واضحاً لنجاح الموقع في سيدكامب. وقد قال: "كأي مستثمر، فإن سيدكامب تبحث عن الشركات التي تتمتع بمؤهلات النجاح والتي تكون قادرة على تحقيق عائد استثماري كبير. ولقد فزنا بسبب فرادة ما تقدمه أعمالنا."

ما هو طلاسم؟ "قد يقول البعض إنه موقع إلكتروني للفكاهة والتسلية. ولكنه، في الحقيقة، منبر يعبر فيه الشباب العربي في العالم بأسره عن أنفسهم من خلال وسائل فكاهية. إننا بمثابة جمعية فكاهية للعرب، هذا هو شعارنا". ويؤكد حكيم على أن طلاسم يقدم أكثر من مجرد الفكاهة: "إننا نستخدم الفكاهة كوسيلة للتعبير عن الذات وليس لمجرد كونها ترفيهاً. ومن وجهة نظرنا، فإن الفكاهة هي الوسيلة الأكثر فعالية لنقل الآراء والأفكار والمعتقدات والأيديولوجيات للشباب".


ولكن فكرة مبدعة لن تأخذك أبعد من ذلك إن بقيت وحدها. يقول حكيم: "لقد قمنا أيضاً بواجبنا، وعلمنا أن موظفينا وما نقدمه يسيران حقاً على ما يرام". وهو يشرح الرسالة التي حاول موقع طلاسم إيصالها من خلال ما يقدمه: "أردناهم أن يفهموا أن الشباب في العالم العربي لا يتاح لهم سوى عدد محدود من وسائل التعبير عن الذات، وأن طلاسم يقدم منبراً يشجع على التعبير عن الذات من خلال الكوميديا. كما أوضحنا لهم أيضاً أننا مشروع مربح فعلاً. هناك الكثير من المواقع الإلكترونية الخلاقة غير الواثقة من نموذج عائداتها. ولكننا بيّنّا لهم أننا شركة عربية خلاقة تدر أرباحاً".

هناك عدة مصادر دخل لموقع طلاسم، كما يشرح حكيم. فطلاسم يقوم ببيع منتجاته للتلفزيون والصحافة المطبوعة. ولديه أيضاً برنامج إذاعي يذاع أربع مرات أسبوعياً، كما بدأ مؤخراً بتنظيم عروض مسرحية لكوميديا الخطاب الفردي المباشر (كوميديا على الواقف). صحيح أن جائزة مالية بقيمة 50,000 يورو ليست مغرية جداً، لكن حكيم لا يقلل من قيمة هذه الجائزة فهو يشرح أن أي أعمال مزدهرة تحتاج إلى سيولة نقدية، ولكنه يؤكد على أن أهمية الجائزة تتخطى قيمتها المالية الحالية بكثير: "تكمن أهمية الإنجاز في أن تجد من يؤمن بك لدرجة أن يستثمر فيك. فالفكرة هي أن نأخذ هذا المبلغ لنجهز أنفسنا للذهاب بعد ذلك مع سيد كامب إلى سليكون فالي في شهر يناير/ كانون الثاني حيث سيجري تقديمنا لأحد المستثمرين. وتقدم لنا هذه المسابقة أيضاً الكثير من الشهرة النوعية. ففي الشهر القادم، سينشر مقال عنا في وايرد ماغازين (Wired Magazine) قد يساهم في تقديمنا إلى مستثمرين محتملين.

يضع موقع طلاسم حالياً أفكاراً حول خلق مشهد كوميديا فردية على الواقف في الشرق الأوسط، بدءً بعمان، حيث قام سلفاً بتنظيم بعض العروض. (إن كنت متابعاً لأجندة المناسبات في عمان، فلعلك رأيت إعلاناً لعروض طلاسم). إن حماس حكيم لمشروع كوميديا فردية على الواقف واضح. وسألته إن كان يعتقد أن الكوميديا الفردية على الواقف، التي تصفها تايم مغازين (Time Magazine) أنها "شكل فني أميركي فريد"، ستروق للعرب. فأجاب: "لا شك بأن الفكاهة قد تكون ذات حساسية جغرافية وثقافية، ولكن مفهوم الكوميديا يصبح تدريجياً مفهوماً قياسياً في العالم بأسره. انظر مثلاً إلى عدد مشاهدي مسلسل أصدقاء (Friends) الأميركي في العالم العربي. لقد أصبح العالم العربي يتقبل فن الكوميديا على الواقف بصورة كبيرة. وفي الحقيقة، فإن وقوف شخص على خشبة المسرح وتقديمه لموضوع خلاق، يعتبر نموذجاً ثقافياً عربياً أصيلاً، كإلقاء الشعر.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.