English

حزمة نصائح في مجال التسويق، يقدّمها صاحب مركز رياضي في دبي

English

حزمة نصائح في مجال التسويق، يقدّمها صاحب مركز رياضي في دبي


تقول لافتة يحيطها إطار باللونين الأسود والأصفر: "أصمت واجلس القرفصاء". ربّما هذه واحدة من أجمل العبارات الموجودة على جدار الصالة الرياضيّة في سيركيت فاكتوري (TCF)، مركز اللياقة البدنيّة الذي يعمل على مدار 24 ساعة في منطقة القوز، ويقدّم خدمات تدريب جماعيّة على مستوى عالي من الكفاءة. مؤسّس الشركة هو فيل باركنسون، وهو مدرّب رياضي شخصي سابق في دبي والذي تحوّل إلى رائد أعمال. بالرغم من توفّر خدمات مماثلة في دبي قبل تأسيس سيركيت فاكتوري، استطاع فيل وفريقه إنشاء قاعدة عملاء كبيرة وعمليّة متابعة واسعة.

إن كنت قد اطّلعت في يوم من الأيّام على مدوّنة فيل، أو تعاملت مع هذا الرجل بعيدا عن سيركيت فيل، فستعرف بأنّه لايمكن نشر معظم ما يقوله هنا. إحدى الكلمات المفضّلة لدى فيل، والتي يتمسك بها بقوة "حقيقيّ", مع أنها قد تغضب بعض الناس. يطبّق فيل نفس العقليّة للتدريب في سيركيت فاكتوري – نادرا ما تستمتع بهذه العمليّة. كيف يمكنك الاستمتاع بها، في الوقت الذي يعتقد فيل بأنّ دبي هي المكان المثالي لإعلان جوديير، وتسمع كلمة "مثير للشفقة" أكثر مما يمكن لأي شخص أن يتحمّله؟ ومع ذلك، حتما ستتمكّن من تحمّل "النتائج"، إحدى الكلمات الأخرى المفضّلة لدى فيل، فقد لاحظ بعض روّاد سيركت فاكتوري أنّهم قد فقدوا حوالي ٢٠ رطلا خلال شهرين.

فيل وافد بريطاني، انتقل إلى دبي في عام ٢٠١٠، ويمتلك خلفيّة في مجموعة من الفنون القتالية. على إثر مراقبته للتوجّهات العامّة في دبي، قرّر باركنسون أن يصبح مدرّبا رياضيّا شخصيّا، وسرعان ما سعى للحصول على شهادة اعتماد من الجمعيّة الوطنيّة للطب الرياضي. وأدرك سريعا أنّ ما يتمّ تقديمه للعملاء لا يخدم احتياجاتهم. وفكّر في إنشاء سيركيت فاكتوري كوسيلة لسدّ الفجوة في هذا السوق، وبالفعل افتتح فرعين لمركزه في موقعين في دبي منذ بدء أعماله في أغسطس/آب هذا العام.

تحدّثت ومضة مع فيل باركنسون حول خبرات سيركيت فاكتوري، الذي ألقى الضوء على عاملين هامّين ساهما في نجاح مشروعه حتّى الآن، وهما: الفهم العميق لاحتياجات العملاء وماذا يريدون، وحملة قويّة جدّا للعلامة التجاريّة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

ما أهميّة فهم عملائك؟

بحسب باركنسون، فنجاحه في صناعة التدريب الرياضي الشخصي بدأ عندما أدرك أخيرا أنّ 99% من الناس لا تكترث بشهاداتك أو مدى اتّساع معرفتك في مجال التشريح. كل ذلك غير مهم. في نهاية النهار، كلّ ما يهتم به الناس هو رؤية النتائج – لذلك من الأفضل أن تجعل الأمر بسيطا." عند هذه النقطة، عمل باركنسون على تطوير تعريفٍ واضحٍ للتدريب الرياضي الشخصي، الذي يعني شيئين: قدِّم للناس التدريب الشاق والتغذية الجيّدة، وكلّ ما عدا ذلك ليس سوى نوعا من "الإزعاج". تعلّم باركنسون تقسيم العملاء إلى مجموعات بحسب أهدافهم من التدريب، فهناك من يهدف إلى فقدان الوزن، ومنهم من يهدف إلى الحصول على اللياقة البدنيّة. يوضّح باركنسون قائلا، "اللياقة البدنيّة تحظى باهتمام خاص، وفقدان الوزن يؤثّر فعليّا على نمط حياتك، هناك حاجة حقيقيّة لذلك." يعتقد باركنسون بأنّه عندما يبدأ التفكير في توسيع قاعدة عملاء سيركيت فاكتوري في المستقبل، سيحتاج فريقه إلى التركيز على الناس المهتمّين بالحصول على اللياقة البدنيّة، فهذا هو "التحدّي الحقيقي." وبلغة الـ ستارتب، استطاع باركنسون أن يحدّد مواقع عملائه ويبدأ بتسويق عمله لهم، وهذه خطوة رئيسيّة لأيّ مشروع قادم.

العلامة التجاريّة ووسائل التواصل الاجتماعي

ربّما لا يستغرب معظم الناس سبب اهتمام باركنسون بوسائل التواصل الاجتماعي كواحدة من الأسباب الرئيسيّة وراء نجاح سيركيت فاكتوري. مع ذلك، لا يزال من الضروري التأكيد على فعاليّة وسائل التواصل الاجتماعي في الدعاية لخدمةٍ لا يتم توفيرها عبر الإنترنت.

من أهم ميّزات الحملة الإعلاميّة لـ سيركيت فاكتوري هو اعتماد مقاطع الفيديو. فحتّى كتابة هذا التقرير، سجّلت سيركيت فاكتوري ٣٢ مقطع فيديو على قناة الـ يوتيوب. يقول باركنسون، "مقاطع الفيديو هذه فعّالة للغاية. مع إطلاق كل مقطع فيديو، عادة أتلقّى حوالي ١٠ رسائل بريد إلكتروني تحتوي على استفسارات حول عملنا، والنتيجة تقريبا آنيّة. قد أقول أنّ ٩٠% من نجاحنا تأتي به أشرطة الفيديو، التي لا يكلّفني إنتاجها الكثير.

وعند سؤاله إذا ما كان يفكّر في اعتماد الإعلانات التلفزيونيّة العاديّة، استبعد باركنسون الفكرة، حيث يقول، "هناك ميزات عديدة لإنتاج أشرطة الفيديو الخاصّة بك. في هذه الحالة فأنت تسيطر على إنتاجها بشكل إبداعي، بحيث يمكنك إضافة الروابط الخاصّة بكافّة حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي على الفيديو ليتمكّن الناس من الوصول إليها. التلفزيون وسيلة قديمة." وما يميّز محتوى فيديوهات سيركيت فاكتوري هو اشتمالها على لقطات للعملاء وشهاداتهم. يقول باركنسون، "الجيّد في منصّات التواصل الاجتماعي ومشاركة الفيديو على هذه المنصّات هو أنّك لا تضطر إلى تقديم أي من أصحاب الشركة. الناس تريد أن ترى أناسا حقيقتين يمكنهم التواصل والتفاعل معهم، وهذا بالضبط ما يتمّ تقديمه لهم عبر الإنترنت."

يقول أحد العملاء تعقيبا على اعتماد سيركيت فاكتوري لوسائل التواصل الاجتماعي، "أعتقد أن هذا ضروريٌّ جدّا. فبدون مجموعة الفيسبوك ومقاطع فيديو الـ يوتيوب، لم يكن بإمكان سيركيت فاكتوري أن تصل إلى ما وصلت إليه. مقاطع الفيديو تجذب الآخرين، والمجموعة على الفيسبوك كانت نقطة محوريّة يستطيع الأعضاء الجدد والقدامى التواصل من خلالها وتبادل المعلومات والأفكار .. وغيرها. وهي أيضا أداة اتّصال فعّالة ما بين فيل وفريقه من جهة وأعضاء المجموعة من جهة أخرى. أعتقد أنّ نجاح سيركيت فاكتوري لا يكمن فقط في تعزيز وسائل التواصل الاجتماعي لمنتجهم، بل يكمن أيضا في قدرة فريق العمل على إبقاء منتجاتها ذات صلة بأهدافها، والحفاظ عليها وترسيخ قاعدة العملاء."

مرّة أخرى، وبلغة الـ ستارتب، يكمن سرّ النجاح في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بهدف خلق مجتمعات حقيقيّة تتجاوز عمليّة التسويق والترويج.

وأخيرا، طلبنا من فيل تقديم النصيحة لكافّة روّاد الأعمال الذين يحاولون الحفاظ على لياقتهم وصحّتهم، فيقول لهم، "إن كنت ترغب في الحصول على شكل رائع، أنظر إلى المرآة. وإن كان الأمر يتعلّق بالبقاء بصحّة جيّدة والاحتفاظ بشكل لائق، فما ينجح اليوم، كان قد نجح على مدى ١٠٠ سنة مضت. أنت لا تحتاج إلى أيّ شيء جديد. في الحقيقة أنت تحتاج إلى التدريب الشاق، والطعام النظيف. توقّف عن البحث عن المنتجات الصحيّة الجديدة القادمة والتي ستحلّ مشاكلك."

نصيحة حكيم: بلغة الشركات، ليس هناك حلّ سحري يغني عن العمل الشاق وتطوير المنتج الذي يحقق الرواج.


شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.