English

غرادبيري يعرف الشركات الصغيرة بخريجي الجامعات الجدد في الشرق الأوسط

English

غرادبيري يعرف الشركات الصغيرة بخريجي الجامعات الجدد في الشرق الأوسط

بعد أن أظهر استطلاع أجراه موقع بيت.كوم Bayt.com مؤخراً عن مفهوم الوظيفة لدى خريجي الجامعات أن معظمهم في الوطن العربي يفضلون وظائف حكومية أو متعلقة بالخدمة المدنية أو في القطاع المالي، بدا جليا بأن الكثير من الخريجين يختارون لأنفسهم مساراتٍ مهنيةٍ واضحة المعالم. إلا أن موقع البحث عن الوظائف الجديد غرادبيري Gradberry قد يفتح للخريجين الجدد سبل الوصول إلى نطاقٍ أوسع من الاختيارات في شركاتٍ صغيرة أو متوسطة الحجم، عن طريق عرض فرص عمل لحديثي التوظف، وفرص التدريب المهني والوظائف الحرة.

قد يساعد ذلك أيضاً الشركات في تبسيط عملية إدارة طلبات التوظف المقدمة حيث تصلهم غالباً أعداداً هائلةً من السير الذاتية التي قد لاتناسب تماماً الوظيفة الشاغرة المعروضة. يطمح في تحقيق هذا الهدف أيضاً موقع البحث عن وظائف ليمون Laimoon في الوظائف المتخصصة بالتسويق والمبيعات. ومع أن غرادبيري سوف يشكل في النهاية منافساً لمواقع مثل ليمون وبيت.كوم ودوبيزل Dubizzle وغالف تالنت Gulf Talent إلا أنه حالياً قد يكون موضع اهتمام خاص من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة ذوات الميزانية المحدودة من أجل الحصول على المواهب والكفاءات.

لقد بنى غرادبيري بالفعل شبكة تتألف من 4000 شاب وشابة في الإمارات منذ إنطلاقته التجريبية في سبتمبر الماضي. أجرى سيد حميدة المحرر في ومضة تحقيقاً مع الشريك المؤسس لغرادبيري إباء مسعود للتعرف على خطتهم في التوسع.

كيف تسير خدمة عرض قوائم الوظائف الشاغرة في دولة الإمارات؟ وما السوق الذي تستهدفه؟


إن استحداث خدمة عرض قوائم التوظيف والإعلانات المبوبة للوظائف الشاغرة في أي مكان في العالم تتطلب استراتيجية خاصة تأخذ بالاعتبار اقتصاديات العرض و الطلب. فعلى الموقع التأكد من موازنة  العرض و الطلب إلى حدٍ ما بناءاً على النسبة المرغوبة في القطاع الذي تنتمي إليه الشركة الناشئة. في اعتقادنا فإن الطلب على خدماتنا ليس محدوداً بدولة الإمارت العربية المتحدة، كما نتوقع أن يكون معظم عملائنا من الشركات الصغيرة أو المتوسطة. إذا أردنا التحدث بالأرقام، فإن 9 من أصل 10 من أصحاب العمل وجدوا الخريج الملائم المطابق لما يحتاجونه عن طريق غرادبيري، كما عاود 85% منهم عرض وظائفهم الشاغرة على موقعنا.

هل ترى بأن عرض فرص تدريب مهني غير مأجور هو عملية رابحة في كل الأحوال للشركات التي تقوم بذلك؟ ما هي فلسفة غرادبيري فيما يتعلق بالتدريب المهني غير مدفوع الأجر؟

إن نموذج التدريب المهني غير مدفوع الأجر لا يكون ناجحاً إلا إن كان تدريباً مرتكزاً على التعليم والتطوير للمتدرب. إن كنت تستفيد من توظيف مواهب طالبٍ بشكل مجاني عليك التأكد من تعويض المتدرب بشكلٍ آخر كتعليمه مهارات وضع استراتجيات إنشاء المشاريع، ووسائل الاتصال الاجتماعي، وتطوير الأعمال وأسس التمويل. لقد رصدنا نتائج رائعة للتدريبات التي تعتمد على تطوير المتدرب وإرشاده، حتث يتعلم الطلاب من خلالها أكثر مما يتعلمونه في فصلٍ دراسيٍ كامل. إلا أن العكس قد يحدث كذلك أحياناً، عندما تستغل الكثير من الشركات المتدربين غير مدفوعي الأجر، وخاصةً في الشرق الأوسط. إن هذا ضارٌ جدّاً لكل من المتدرب وصاحب العمل ويجب أن يتوقف. إن غرادبيري من الداعيين بقوة إلى تقديم تعويضات ملائمة من قبل أصحاب العمل سواءاً أكان ذلك بطرقٍ ماديةٍ أم غير مادية.

كشركةٍ، هل بإماكنك إعطائي أسباباً جيدةً لأخاطر بتعيين خريجٍ جديدٍ في الوقت الذي أستطيع فيه تعيين شخصٍ ذي خبرة؟
إن المواهب الكامنة في حديثي التخرج تعطي الشركة ميزة التفكير و التطوير خارج نطاق المألوف والبديهي. لقد تعاملنا مع الكثير من الشركات الصغيرة و المتوسطة الذين كانوا مترددين في تعيين المواهب حديثة التخرج لكن بعد إطلاعهم على المهارات التي يتمتع بها الخريجون الجدد (من الحماس والوعي والانفتاح على التغيير ومعرفتهم بأحدث التقنيات) قاموا بعرض وظائفهم الشاغرة لدينا. وتظهر التقييمات حالياً بأن الخريجين الجدد العاملين لدى الشركات كانوا الأكثر تقديما للأفكار الجديدة وتأقلماً مع التغيير ومساهمةً في وضع استراتيجية العمل عموماً في تلك الشركات الناشئة.

ما هو الحد العمري لما يمكن أن يُعدَّ "موهبةً جديدةً"؟

بالنسبة لنا، نحن نستهدف من يمتلكون خبرةً تتراوح بين 0- 2 سنوات بغض النظر عن العمر. فقد عرفنا خريجين جدد بعمر 19 وآخرين بعمر 27 لا يمتلكون أية خبرةٍ عملية. نحن نرى عادةً بأن الفئة العمرية ما بين 18 إلى 24 عاماً عادةً ما تُصنَّف كأصحاب مواهب جديدة من قبل أصحاب العمل.

لم قرر غرادبيري أن يكون البادئ في هذه العملية؟

أردنا أن نبني مشروعنا الناشئ وفق شروطنا نحن. لقد تم اختيارنا في البدء كإحدى شركات دعم تسريع المشاريع الناشئة في الشرق الأوسط، إلا أننا وجدنا أن الشروط والمعايير تصب في صالح المستثمرين أكثر من المؤسسين. فكرنا في الانتقال إلى الخارج و تقديم طلباتنا لشركات دعم المشاريع التكنولوجية، إلا أن هدفنا كان أن إحداث فرقٍ و تغييرٍ في منطقتنا. إن نسبة البطالة في فئة الشباب في الشرق الأوسط هي الأعلى في العالم و تبلغ 24%. لقد كان قراراً صعباً, لكنه حتى الآن قد آتى أُكله واستحق المخاطرة. لقد تمكننا من استرجاع حوالى 30% من استثمارنا بعد شهر واحد فقط من انطلاقتنا. ومن الناحية التقنية فنحن لم ننفق شيئاً يذكر لأننا أنشأنا الموقع بأنفسنا. معظم استثمارنا تم إنفاقه في الحصول على فريقٍ قانونيٍ وتسجيل الشركة رسميّاً فهذا أمر مكلف للغاية في دولة الإمارات.

كيف شعرتم وقد قدمتم الكثير في سبيل فكرة؟ هل تلقيتم أي دعمٍ من الآخرين سواء أكان معنويا أو بأشكالٍ أخرى؟ لو عاد بك الزمن وأعطيت الاختيار مجددا هل كنت ستقوم بهذا المشروع؟

بصراحةٍ تامة، لم يكن أعلم بأن تطبيق فكرةٍ ما يتطلب تقديم هذا القدر من التضحيات. ربما لم نكن لنواجه كل هذه الصعوبات لو أننا أسسنا لهذا المشروع في منطقة أخرى، لكنني مؤمن بأننا قمنا بالشيء الصحيح بصمودنا و إصرارنا على فكرتنا و مشروعنا. إن منطقتنا بحاجة لمزيد من رواد الأعمال لتغذية الاقتصاد ودفع عجلة التقدم في الاتجاه الصحيح.

أن تكون رائداً في مجال الأعمال يعني بأنك يجب أن تكون دائم التفكير في مشروعك الناشئ وكيفية تطويره. إنه أمر متعب للغاية ويعني البقاء ليالٍ بلا نوم، عدم الحصول على عطلات، والعمل طوال الإسبوع. هل أعيد التجربة لو أتيحت لي الفرصة؟ نعم. لقد تعلمت خلال الأشهر الثلاث الماضية مع غرادبيري أكثر مما تعلمته كموظف لمدة 16 شهراً. والكم الكبير من الدعم الذي حصلنا عليه من الطلاب يشهد على جودة وفائدة العمل الذي نقوم به. ففي خلال شهرٍ واحدٍ منذ انطلاقتنا الرسمية تم توظيف 15 خريجاً من خلال غرادبيري. ونخطط لإدخال ميزاتٍ أكثر بكثير في نسختنا التجريبية غرادبيري 2.0، التي سيتم اختبارها ببطئ وإطلاقها خلال عام 2012، لتحسين تجربة التوظيف للطلاب  والخريجين و أصحاب العمل على حدٍ سواء.

هل تقوم بدعم بعض المتقدمين للحصول على وظائف وتقديم التوصية لصالحهم؟ هل تعتقد أنهم بحاجة للتوصية والدعم؟

بالنسبة لدعم المتقدمين بطلب وظائف، فنحن نساعدهم من خلال إعطائهم نصائح خاصة بكتابة سيرتهم الذاتية وطلبات الالتحاق بوظيفة. فعلى سبيل المثال، لقد كان لدينا مؤخراً خريجة من جامعة ستيلار تقدمت بطلب للحصول على وظيفة إلا أنها نسيت إضافة صفحاتها في شبكات التواصل الاجتماعي في الطلب الخاص بوظيفة إدارة مجتمع ووسائل تواصل اجتماعي. راسلناها عبر الإيميل وطلبنا منها إضافة المزيد من التفاصيل لسيرتها الذاتية عن صفحاتها على الانترنت. قامت بإعادة إرسال الطلب، وبعد أسبوعين حصلت على الوظيفة! بالنسبة للدعم نقوم أيضاً بتقديم النصائح المهنية وأخرى متعلقة بطلبات التوظيف وكتابة السير الذاتية عن طريق المدونة الخاصة بنا The Fruit Bowl، حيث يضيف الخريجون تعليقاتهم ويطلبون العون و المساعدة مباشرةً على الانترنت فيما يتعلق بطلبات التحاقهم بوظيفة.

لو أردت أن تعطي الخريجين الجدد نصيحة واحدة، ماذا ستكون؟

ركزوا في اتجاهٍ محدد وانشدوا الوظائف التي تلائم مهاراتكم ومؤهلاتكم. الكثير من الخريجين يتقدمون بطلب على العديد من الوظائف بشكلٍ عشوائي وفي آنٍ واحد، وهي وظائف لاتلائم مؤهلاتهم وقدراتهم، في هذا تضييع لوقتهم ووقت أصحاب الوظائف الثمين. بدلاً من التقدم بمئات الطلبات، لم لا تمض 25-45 دقيقة على كل طلب وظيفة لتظهر لصاحب العمل كيف أنك تلائم المركز والشركة تماماً.

ما السبب وراء شغف مؤسسي غرادبيري الكبير بهذه الفكرة؟

نحن أنفسنا خريجون جدد. فقد تخرجت عام 2010، أما شريكي فقد تخرج عام 2011 لذا فقد مررنا باختبارات وتحديات أن تكون خريجاً جديداً في النطاق الاقتصادي الحالي. لقد تركت وظيفتي من أجل التفرغ لهذا المشروع لأنني مؤمن بأن المواهب موجودة، إلا أنها غير مستغلة بالشكل الصحيح والكافي. الشباب بحاجة للمساعدة. الكثير من أصحاب العمل والشركات بحاجة للبدأ ببرامج تدريبية للخريجين الجدد و أخرى للطلاب، لتمكينهم بالفعل من القيام بأخذ أول خطواتهم في المجال، والذي هو أصعب ما يواجهه الخريج الجديد. لهذا الهدف نحاول سد هذه الفجوة ونساعد الطلاب لإيجاد مكانهم في هذا العالم.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.