English

رائدات الأعمال المصريات في تزايد: هبة حسني وآمالها في تمويل مشروعات الخير

English

رائدات الأعمال المصريات في تزايد: هبة حسني وآمالها في تمويل مشروعات الخير

في الوقت الذي خرج فيه المصريون للاعتصام في ميدان التحرير احتفالاً بمرور عام على الانتفاضة التي أدت إلى سقوط حسني مبارك، كانت إحدى رائدات الأعمال تحتفل بعيد ميلادها وتبث تفاؤلها الجديد في مشروع إجتماعي.

كانت "هبة حسني" - التي فازت بالمركز الثالث في ماراثون الأفكار Ideathon  الذي أقامته "عرب نت - القاهرة" في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي - تقوم بتطوير موقع "حالة واحدة" 7ala wa7da، وهي عبارة عن منصة جمع تبرعات للمنظمات غير الحكومية، تقوم بإبراز الحالات الطارئة والتي تحتاج إلى الأموال خلال فترة زمنية محدودة. تقول حسني إن الهدف من هذه المنصة هو جعل عملية التبرع سهلة وبسيطة، وذلك من خلال عرض حالة أو حالتان فقط هما القضايا الأكثر إلحاحاً في مصر في الفترة الزمنية التي يتم العرض خلالها.

تعمل حسني - خريجة قسم علوم الحاسب - في شركة ناشئة لتطوير التطبيقات "فيموف" Vimov، وقد جاءت بفكرة مشروعها بعد العمل لمدة 10 سنوات في نطاق المؤسسات غير الربحية. والآن التزمت حسني التزاماً تامّاً تجاه شغفها لدعم المنظمات غير الحكومية الصغيرة والمشروعات الناشئة الموجهة اجتماعياً مُستخدمةً لذلك نموذج "متوفر لفترة محدودة" المشهور في مواقع العروض اليومية. كما تقول: "كنتُ أعمل على موقع إلكتروني متخصص في الشراء الجماعي عندما أدركت أنني أريد أن أتبنى النموذج نفسه لجمع الأموال للمنظمات غير الحكومية."

لا تعمل هبة حسني لأجل مساعدة المنظمات غير الحكومية فحسب، بل يمتد دعمها إلى المنظمات التي تقوم بتنفيذ عمليات جراحية للمحتاجين أو تلك التي تقدم المساعدة في مجال التعليم، وتهتم ببعض الحالات الشخصية.

تقول حسني: "كنا نبحث منذ فترة عن تبرع لامرأة في السجن لأنها أرملة فقيرة وقد كانت تود أن تزوج ابنتها، لكن لم تكن تملك ما يكفي من المال، فقامت باقتراض مبلغاً عجزت فيما بعد عن تسديده مما أدى إلى حبسها أربعة سنوات. أردنا أن نطلق سراحها عن طريق جمع التبرعات لتسديد ديونها التي بلغت نحو 8000 جنيه مصري (1300 دولار أمريكي).

تعبر هذه القصة عن الواقع الصعب للمرأة المصرية التي ربما تمر بمرحلة انتقالية أيضاً. ويبقى أن نرى توجُّه "حزب الحرية والعدالة" - الذي أسسه الإخوان المسلمون والذي حصل على أغلبية مقاعد البرلمان المصري وقام بالفعل بانتخاب المتحدث باسمه- في شأن القضايا والقوانين التي تمس المرأة العاملة.

بالرغم من ذلك، تُبقِى هبة حسني على تفاؤلها وإيمانها بقدرة المرأة في مصر على التقدم والنجاح كرائدة أعمال. فقد فازت معظم الشركات التي تترأسها النساء في مؤتمر "عرب نت - القاهرة" في شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 2011، وتقول حسني "إن هذه الظاهرة مستمرة ومنتشرة حيث رأيناها في مسابقات أخرى أيضاً مثل "ستارت أب وينكيند الإسكندرية"، حيث كان من الواضح جدّاً  أن النساء قمن بطرح أفكاراً رائعة."

يتكون فريق "حالة واحدة" من فتاتان رائعتان تعملان على المشروع بدوام جزئي؛ هما المصممة داليا ومطوّرة البرامج بدريش. وقد حصلت الفتاتان على دعم من الأهل والزملاء والمُرشدين لجهودهم في جمع المنظمات غير الحكومية. وتقول حسني: "لقد بدأت الفكرة بينما كنت في عملي السابق في شركة "eSpace" حيث كنا نقوم بطرح أفكارنا المستقلة لنحصل على آراء وتعليقات مفيدة من مدرائنا."

وقد طورت الفكرة مُجدّداً في "ستارت اب ويك إند الإسكندرية"، من ثم حظيت "حالة واحدة" بالقبول والدعم الإجتماعي من شركة تحفيز نمو المشاريع المحلية "تحرير2", حيث تلقيا النصح من الرئيس التنفيذي سامر الصحن. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وصل المشروع إلى الدور النهائي في مسابقة الإبداع العالمي في العلوم والتكنولوجيا GIST Global Innovation Through Science & Technology في القمة العالمية الثانية لريادة الأعمال.

يستمر مشروع "حالة واحدة" في التطور وقد يوسّع من نطاق نشاطه ليتضمن جمع تمويل لتمويل مشروعات الشباب. تعمل حسني حاليا على مشاركة الدعم الذي أثار حماسها واندفاعها في المقام الأول. وتقول عن ذلك: "أحب أن أحفز النساء لإنشاء عملهن الخاص والمشاركة في المجتمع من أجلنا جميعاً. فقد حان الوقت لإعطاء المرأة الفرصة لتقديم أفكار. فعندما تسنح لنا الفرصة المناسبة، نقدّم أفكاراً عظيمة، ولا نكتفي بالطرح بل نحقق النجاح أيضاً."

تقول هبة حسني: "في الوقت الذي قد يطول فيه الصراع ضد الفساد في مصر، فإن الأهم بالنسبة لرواد الأعمال اليافعين الآن هو أنهم يرون فرصاً متاحة أمامهم." وتستطرد: "لم نكن نؤمن بالإبداع في ظل الفساد، ولكن الأمر اختلف الآن، فقد أصبح الأمل موجود وهذا هو الأهم!"

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.