English

موقع CrowdVoice.org يسعى لإسماع أصوات الأقليات في الشرق الأوسط عبر استخدام الابتكار الرقمي

English

موقع CrowdVoice.org يسعى لإسماع أصوات الأقليات في الشرق الأوسط عبر استخدام الابتكار الرقمي

إسراء الشافعي هي مؤسسة خدمة المستخدم CrowdVoice.org التي تتتبع أصوات المحتجين عبر جميع أنحاء العالم من خلال إسماع أصوات المجموعات. وهي أيضا مؤسسة MideastYouth.com، ومديرتها، وهي منظمة تهدف إلى إسماع الأصوات المتنوعة والتقدمية التي تدعو إلى التغيير في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باستخدام وسائل الإعلام الرقمية. وهي أيضا مؤسسة mideastunes.com، وهو منبر للموسيقيين الصغار في منطقة الشرق الأوسط، و Ahwaa.org التي تعزز ميكانيكيات الألعاب لتسهيل التفاعلات عالية الجودة.

تلقت الشافعي جوائز إنسانية عدة عن أعمالها. فقد تلقت جائزة بيركمان من مركز بيركمان في جامعة هارفارد للإنترنت والمجتمع عن "المساهمات البارزة في الإنترنت وتأثيرها على المجتمع" وهي حاليا من زملاء تيد الكبار.

تتحدث الشافعي من البحرين إلى المعرفة في وارتن بالعربية عن كيف سمحت لها مواكبة الابتكارات الرقمية بالتقدم في مهمتها حتى في مواجهة المعارضة الرسمية والتيارات الشعبية. وتقول إن شبكة الانترنت تسمح للناس بالتغلب على الحواجز التي تعرقل التفاهم وتجاوز العراقيل، وهو السبب الذي يحتم حماية مجانية الخطاب على الانترنت.

فيما يلي مقتطفات متصرف فيها من الحديث:

المعرفة في وارتن بالعربية: لقد أشار إليك ريتشارد برانسن Richard Branson، الرئيس التنفيذي لشركة فيرجن، في تدوين له مؤخرا عندما تحدث عن أهمية الحقوق الرقمية. هل ترينها في خطر؟

إسراء الشافعي: علينا حماية الإنترنت بكل الطرق الممكنة، لأنها الوسيلة الأساسية التي من خلالها يمكننا التعبير عن أنفسنا من دون المرور عبر بوابات الحراسة، سواء المحلية منها أو الدولية. إنها الطريقة الوحيدة بالنسبة لنا لنشر الكلمة فعليا. إن كثيرا مما نتحدث عنه ليس بظاهرة جديدة، ويكمن الفرق في أن الإنترنت تتيح لنا اكتشاف هذه الحركات، والتواصل مع العالم حول تفاصيلها بطريقة لم نكن قادرين على القيام بها من قبل. إنها تتيح لنا أشياء مثل كشف الانتهاكات وجرائم الإبادة الجماعية و توثيقها. وهو ما لم نكن لنعرفه لولا وجود الانترنت.

هناك عدد قليل من الحكومات اليوم التي يمكنها التملص من الجرائم أو انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها، حيث يتم توثيقها بشكل كبير وعرضها على شبكة الإنترنت. لقد حاولت حكومة الولايات المتحدة نفسها جعل يوتوب يحذف شرائط تصور وحشية الشرطة خلال احتجاجات أوكيباي. لا ينحصر الأمر في الشرق الأوسط لوحده. إن الحقوق الرقمية عالمية وتحاول العديد من الحكومات تضييق الخناق عليها إذ لا أحد يريد أن تكشف الحقيقة.

إن هذا هو ما جعلني أنشأ CrowdVoice. لقد أدركت أن لدينا كل المعلومات، وتبقى فقط مسألة كيفية تنظيمها. إن هذا ما نفعله فيCrowdVoice . إننا نجمع المحتوى من مختلف المواقع. أشياء لم يعد الناس يسمعون عنها شيئا لأنها أصبحت أخبارا قديمة، ولكنها ما تزال صراعا مستمرا يقاتل الناس من أجله. من المهم جمع هذه المعلومات وحفظها ونشرها، أو على الأقل حفظها في مكان يلجأ إليه الناس عند بحثهم عن المزيد من المعلومات حول هذه المواضيع.

المعرفة في وارتن بالعربية: ما هي بعض التحديات التي واجهتك؟

الشافعي: إن المحزن في الأمر هو أن هناك الكثير من الدعاية على الانترنت كذلك. لقد أصبح الجميع هواة تكنولوجيا هذه الأيام. هناك حرب على الأنترنت بقدر ما هي موجودة خارجه. وبصرف النظر عن الرقابة، فإننا دائما ما نواجه محاولات للقرصنة. إذ على سبيل المثال، يتم اختراق kurdishrights.org غالبا على نحو شهري. و علينا العمل بضراوة للتأكد من عدم تراجع خدمتنا و أن مادتنا مدعومة. هناك الكثير ممن يحاولون إسكات هذه الأصوات، ليس الحكومات فقط، ولكن أيضا الناس من القوميين المتطرفين.

المعرفة في وارتن بالعربية: هل تقلقين أنت وزملائك على سلامتكم؟

الشافعي: ليس عليك أن تكون ناشطا بشكل كامل. كل ما عليك القيام به هو تعرية أشياء من هذا القبيل، وسيحاول الجميع إخراسك. ولهذا هو السبب فإن معظم مستخدمي تويتر مجهولو الهوية. إن لديهم أسماء مستخدمين لكنهم لا يفصحون عن أنفسهم و لا عن محلات إقامتهم حفاظا على سلامتهم. إذ عندما يسقط شخص ما، يمس ذلك العائلة بأكملها، ولذلك يجب توخي الحذر بشكل كبير. لقد تعرض موقعنا على الانترنت للرقابة في اليمن لبضعة أيام، وكان ذلك أيضا رد فعل على صفحة تطرقت لحالة اليمن.

المعرفة في وارتن بالعربية: كيف يمكنكم الاستمرار في الابتكار؟

الشافعي: نحن نصنع أشياء للآي فون والآندرويد. كما نعد شيئا ضخما للآي باد، وسيكون حقا ضخما. وهذا ما يجعلني متحمسة. أحب التفكير فيما تأخذنا إليه التكنولوجيا، وكيف نتصرف عندئذ. لا يمكن فقط الجلوس واستخدام تويتر أو مشاركة الأشياء في الفيسبوك أو المدونات. أعتقد حقا أن على من يرغب في ترك بصمة في المجتمع وجعل صوته مسموعا القيام بأشياء مختلفة. على الإنسان صنع مساره الخاص لكي يتمكن الآخرون من رؤيته والاستماع إليه. هناك مواضيع كثيرة على CrowdVoice لا يتحدث الناس عنها غالبا. كيف يمكننا استخدام هذا المنبر لنقول: "حسنا، ها هي كل المعلومات التي تحتاجون إلى معرفتها. و الآن يمكنكم الكتابة عن ذلك أكثر". لقد قدمنا ​​لهم خيارات لمشاركة المعلومات وتبادلها وتوزيعها. وإذا ما وجدت المزيد من الطرق لتشجيع الناس على الكتابة والأشياء فسوف يفعلون ذلك.

لقد أقمنا أيضا ميديست تيونز في الآونة الأخيرة وتم استقباله بشكل جيد للغاية سواء محليا أو خارجيا. إنها منصة تعمل بمثابة محرك لاكتشاف الموسيقيين الصغار الذين يستخدمون الموسيقى كأداة للتغيير الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط. إنه مشروع عمل رائع لأننا دائما ما نجد طرق جديدة وخلاقة لإسماع أصوات المعارضة، والموسيقى هي في الواقع وسيلة مؤثرة لفعل ذلك.

المعرفة في وارتن بالعربية: كيف يمكنكم المواكبة و الحفاظ على خط سيركم؟

الشافعي: عليك أن تكون مهووسا بالتكنولوجيات الجديدة المتاحة. إن صفحتي الرئيسية مليئة بمدونات التكنولوجيا. بل إنها أول شيء أراه حتى قبل مشاهدة الأنباء. أريد معرفة آخر الأدوات المصدرة، حتى نتمكن من معرفة كيف يمكننا جعل خدماتنا متوافقة وإياها؟ أريد الوصول إلى أصحاب المشاريع، وأن أرى كيف يمكن استعمال خدمتهم لأجلنا على وجه التحديد. أريد الوصول إلى هؤلاء الأفراد ممن يساعدون على تشكيل شبكة الإنترنت، ونحن نريد أن نتأكد من أن قضايانا ستكون هناك معهم. هناك الكثير من أصحاب المشاريع الذين لا يهتمون إلا بالمال والدعاية وهذا شيء حسن. إن هدفهم هو كسب المال، و يصعب أحيانا حملهم على التفكير في أمور أبعد من ذلك.

إن مثالي المفضل هو مؤسس ووردبرس لأنه يهتم بحرية التعبير ويظهرها. إنه يحب المصادر المفتوحة، وأعتقد أن هذا هو السبب الذي يجعله من المانحين لنا كذلك. لقد اتصلت بمنشط رسوم متحركة وكان كل ما قلته له هو: "لدي قصة وأريد مساعدتكم للوصول بها إلى الحياة بصريا. ليس لدي مال لأعطيه على الإطلاق، ولكن إذا كنت مهتما بمساعدتي على تحقيق ذلك... " لقد فعل ذلك مجانا. إن هذا الرجل هو صانع رسوم متحركة من الطراز الرفيع و يتعامل مع شبكات كبيرة حقا. لقد أجابني قائلا: "أنا أهتم بهذه القضية. أنا مهتم برؤيتك. وأرغب في تحقيق ذلك."

إننا نعمل على أشياء كثيرة مثيرة للجدل لا يرتاح لها الجميع. لكنني أعرف أيضا أنه من الصعب جعل الناس يهتمون بالقضايا الصغرى وقضايا الأقليات. إذا كنا نتصرف حيال الفقر أو الأطفال، فمن السهل التواصل وجعل الناس يرتبطون بالموضوع. لكننا نتعامل مع هذه الموضوعات المثيرة للجدل، فيقول الناس: "لا، أنا لا أريد الارتباط بهذا. هذا أمر مخيف جدا ". خاصة إذا كنت من أصحاب المشاريع أو رائدا في الصناعة، وهذا أيضا هو السبب الذي يبقي الشركات بعيدا عن مثل هذه الأمور.

إن هذا هو هاجسنا الأول، أي أننا نريد الرفع من الناس الذين لا يخشون الحديث عن هذه الأمور. وللأسف، هناك الكثير من الناس الذين يفضلون عدم الارتباط بهذه الأمور لأنه من الأسهل أن نقول: "أوه، أنا أجمع المال لمساعدة الأطفال ودور الأيتام أو المدارس". يستطيع كل شخص التوصل مع الأطفال المشردين و التعاطف معهم.

المعرفة في وارتن بالعربية: كيف تقومون حاليا بتمويل مواقعكم؟

الشافعي: واحد من الممولين الرئيسيين إلى غاية الآن هو شبكة أوميديار، وهي شركة استثمارية خيرية أسسها مؤسس إي باي بيير اوميديار. لقد مولوا 200 مشروع ركز معظمها على الحكومة والشفافية ووسائل الإعلام. إنهم يمولون عدة تطبيقات رفيعة المستوى على الإنترنت وويكيبيديا، ونحن من بين أول الشركاء في منطقة الشرق الأوسط لديهم.

المعرفة في وارتن بالعربية: هل تعملين بدوام كامل؟

الشافعي: أعمل بدوام كامل بفضل التمويل الذي نتلقاه من شبكة أوميديار. لقد كنت أمول هذا بنفسي عند البداية من خلال عمل الاستشارات. فقد كنت أقوم بتطوير المواقع رفقة شريكي. وكنا نقوم بالتصميم والتطوير لعملاء آخرين، مما ساعدني على دفع فواتيري في حين كنت أجمع التبرعات. ولحسن الحظ مع أوميديار، كنت قادرة على جعل هذا وظيفة بدوام كامل. إنني أتلقي راتب وظيفة ثانوية عن عمل بدوام كامل. و لكني أركز على الفريق لأن لدي العديد من الناس ممن يعملون بدوام جزئي. لا أحد يعمل بدوام كامل حتى الآن. إننا نحاول حقا جمع تبرعات أكثر. لسنا بفريق كبير. وأنا أحب العمل في فرق صغيرة.

يسأل الناس: "ما هو السر في أن تكون موجودا بوفرة؟" وأنا أقول، قم بالحد من الناس الذين تتعامل معهم. إذا كان لديك شخصان أو ثلاثة يعملون على تصميم ما ويتعاونون عليه ويطورونه، يتم إنجازه بسرعة. إن الناس يفترضون دائما بأنه إذا ما عملت مع الكثير من الناس فستقوم بأشياء كثيرة جدا بطرق مختلفة. إن هذا الأمر غير صحيح وهذا هو أسوأ قرار قد يتخذه شخص ما. وهذا هو السبب الذي جعلنا بطيئين في عملنا ما بين 2006 و 2008. ولهذا السبب لم نحصل في تلك الفترة لا على التمويل ولا الاعتراف ولا الوعي الدولي بعملنا حتى وإن كنا نقوم بمشاريع كثيرة والكثير من الأعمال. لقد كان مدونونا يصبحون معروفين محليا و لكن ليس على الصعيد الدولي. و لم يتحقق ذلك فعليا إلا عندما بدأنا في الحد من الأشخاص في الفريق. وعلى الرغم من أنهم كانوا جميعا من المتطوعين، فقد كانوا جميعا من صناع القرار وقلنا إننا نريد فقط اختيار ثلاثة أو أربعة أشخاص الأفضل وجعلهم يعملون بدوام جزئي.

المعرفة في وارتن بالعربية: تتلقون الأموال من الزبائن، فهل هناك طرق تمكنكم من جلب الأموال من خلال موقعكم؟

الشافعي: بالنسبة لميديست تيونز، عندما يتعلق الأمر ببيع الموسيقى، فإننا لم نتمكن من تحقيق ذلك لأننا نفضل أن تكون الأغاني متاحة مجانا، وعادة ما تكون للفرق طرق أخرى لبيع موسيقاها مثل الصفقات الحصرية مع آي تيونز أو CDbaby.com ومثل هذه الخدمات. لقد فكرنا كثيرا في كيف يمكننا أن نجعل ذلك مربحا، ولكننا نصر على جعل الموسيقى نفسها متاحة ومجانية لأنها موسيقى تغني للتغيير الاجتماعي ومن غير المنطقي إطلاقا جعل الناس يدفعون مقابلا للاستماع إلى هذه الإيقاعات الملهمة. من الوارد أن نحاول في مرحلة ما بيع تطبيقات مماثلة. أما حاليا، ستبقى مجانية لأننا نريد نشر الرسالة.

حين يصبح الموقع كبيرا بما فيه الكفاية و تكون لنا آلاف الفرق الموسيقية وهي المرحلة التي سيصبح فيها الناس مستعدين للدفع، سنقوم بالتأكيد بفرض رسوم على التطبيقات والأدوات وقائمات المقطوعات الموسيقية. لن يدر الأمر الملايين لكنه سيعطي قسما لائقا يمكننا على الأقل من الحفاظ على أجزاء من منظمتنا. ونحن نحاول أيضا العثور على مزيد من الطرق للحصول على النقد مقابل التكنولوجيا لدينا - مثل بيع الشيفرة المصدر لبعض من أدواتنا لشركات ناشئة و بعض المنظمات. إنها أدوات رفيعة المستوى قضينا سنوات في صنعها، وسيوفر الناس الكثير من المال في نهاية المطاف إذا ما اشتروها منا مع تخصيصها بدلا من تقليدها. إن بعضا من منتجاتنا هي مصدر مفتوح ولكننا نستطيع نقد العناصر وتخصيصها

نشر في ٣٠ نيسان ٢٠١٢ على موقع Arabic Knowledge@Wharton

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.