English

تعرّف على ريادية بحرينية تدير شركتين معاً

English

تعرّف على ريادية بحرينية تدير شركتين معاً

بعد مسيرة طويلة من العمل في عالمي الشركات والحكومة، قررت دعاء عيسى أن عام 2010 سيكون العام الذي تبدأ فيه شركتها الأولى. وعلى عكس الكليشيه السائد في عالم الريادة البحرينية عن أن النساء تتجهن نحو صالونات الجمال ومتاجر الـ"كب كيك" (Cup Cake)، أطلقت دعاء وصديقتاها "A2D" وهي أول شركة بحرينية للتخزين الشخصي (التي تحدثت عن تأسيسها لـ"ومضة" المؤسِّسة المشاركة دلال بوشهري).

بعد العمل في أميركان إكسبرس ومكتب الخدمة المدنية في البحرين، لم تتوقع دعاء دخول قطاع المطاعم ولا فتح شركة أخرى في ذلك العام نفسه. 

تعترف دلال قائلة "أحب الطعام وأبرع في الطبخ، ولكن لم أفكر أبداً في دخول عالم المطاعم إلى أن زرت صديقاً في الكويت". وهناك، اكتشفت مطعم "سالاد بوتيك" Salade Boutique والذي لديه أيضاً موقع في جدة، وأغرمت بالمفهوم وبعد أن أجرت بحثاً شاملاً عن الامتياز الكويتي، دخلت الشركة.

ومن بين المطاعم المنتشرة كالفطر في البحرين، ومعظمها للأكل السريع ومطابخ دولية، تقول دعاء إن "سالاد بوتيك" يتميّز بلائحة طعام واسعة تتخذ من السلطة وجبتها الرئيسية.

وتقول إن العثور على موردين يحافظون على نوعية منتظمة هو أحد أكبر التحديات التي واجهتها، مشيرة إلى أن "المطاعم هنا هي مشاريع محفوفة بالمخاطر لأنه بمجرد أن يواجه الزبون تجربة سيئة فلن يسامحك أبداً! لذلك كان علينا أن نجعل التجربة جيدة من أول مرة".

وتقدم لائحة السلطات ـ الأغلى التي أراها في حياتي ـ ثمانية أنواع من السلطة بينها السلطة الخضراء وسلطة الثمار البحرية والباستا وسلطة اللحوم. وبإمكان الزبائن أيضاً أن يطلبوا سلطات حسب رغبتهم على أن تضاف السلطة التي تحظى بأعلى شعبية إلى اللائحة. 

وسمح شركاء دعاء الكويتيين لها بأن تحدد الكمية والأسعار بما يناسب السوق البحريني. وتتراوح أسعار السلطات بين 8 دولارات وهو السعر الأدنى و265 دولار وهو سعر سلطة "بيلوغا كافيار".

ويقدم المطعم أيضاً خيارات للأشخاص الذين لا يهتمون كثيراً بالحمية الغذائية، مع أطباق مشبعة بالسعرات الحرارية مثل سلطة تشيزبرغر وسلطة ناتشو. غير أن المطعم يخطط لإطلاق خط للحمية في الكويت عام 2013 على أن ينتقل لاحقاً إلى البحرين.

التحديات

من بين التحديات التي واجهتها دعاء كونها صاحبة مطعم لأول مرة، كانت ضمان الاستثمار وتجديد مبنى قديم بالكامل وسط حالة سلامة وطنية معلنة في البلاد. ولضمان 530 ألف دولار من الاستثمار الأساسي، كان على دعاء أن تعزز شبكات معارفها. ولحسن الحظ أرادت شقيقاتها الستة الاستثمار في المشروع، ووضعن الثقة فيها لإدارة الشركة.   

وقالت لي أيضاً إن تجهيزات المطعم كانت باهظة الثمن وغير متوفرة كثيراً. غير أنها ممتنة للحصول على الكثير من الدعم من شركائها في الكويت وللبرنامج التقني في "تمكين" الذي غطّى 50% من تكاليف تجهيزات المطبخ. وتقول دعاء التي تحمل ماجيستير في إدارة الأعمال وإجازة في المحاسبة إن أحد أكبر الاستثمارات في المشروع تمثلت في ضمان موقع يسوّق لنفسه. فمطعم "سالاد بوتيك" يقع في أكثر أحياء المطاعم في البحرين حيوية وشهرة: بلوك 338، عدلية وهو موقع مثالي.

وبما أن المبنى كان متروكاً، قررت دعاء أن تهدمه وتعيد بناءه، ما أدخلها في مشاكل التراخيص والبيروقراطية. وقالت "كان عليّ أن أستعمل جميع شبكات معارفي كي أنجز الأمور بأسرع وقت ممكن. وقبل أن يصبح البناء جاهزاً كان لدينا جميع المعدات ولكن لم يكن هناك مكان نضعها فيه". وتضيف ضاحكة "لذلك انتهى الأمر بسالاد بوتيك بأن تصبح أول زبون لدى A2D (شركة دعاء للتخزين الشخصي)".

وقد افتتح المطعم أبوابه أيضاً قبل أسبوع من إعلان البحرين حالة السلامة الوطنية في آذار /مارس 2011، ولكنها نجحت في جذب الحشود ولم تغلق المطعم إلاّ لفترة وجيزة. وسمح لي النظر إلى المطعم المكتظ عند الساعة الرابعة في وقت الذروة يوم الثلاثاء أن أفهم لماذا الكثير من الزبائن يجدون جو المطعم العائلي الخالي من الكحول جذاباً. وتقول دعاء إن سالاد بوتيك شهد ازدياداً في قاعدة زبائنه بنسبة 45% منذ افتتاحه قبل 18 شهراً. 

سألتُ دعاء أين تواجه تحديات أكثر في "سالاد بوتيك" أم في "A2D" فأجابت "إدارة شركة للتخزين الشخصي هي بالتأكيد أمر أسهل بكثير من إدارة مطعم. فالتخزين الشخصي عملية مباشرة ولا تواجه فيها الأزمات اليومية التي تواجهها في المطعم". ولكن مع ذلك، تجد دعاء نفسها مرتاحة في إدارة المطعم إلى درجة أنها تفكر في افتتاح مطعمها الخاص. ومن دون أن تفصح عن الكثير ابتسمت وقالت "أعدك بأن يكون فريداً".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.