English

سوق.كوم لن يتخلّى عن عرشه

English

سوق.كوم لن يتخلّى عن عرشه

لقد زرت مؤخرًا المنافس الجديد، لذلك من الطبيعي أن أزور أيضًا البطل. من المبارز ومن البطل؟ ليس إلاّ "جوميا" (Jumia) و"سوق.كوم" (Souq.com). تصدّر موقع سوق.كوم لائحة الأسواق الإلكترونية في مصر لسنوات كثيرة، وأردت معرفة كيف خطّط للبقاء في المرتبة الأولى، لا سيما في ضوء المنافسة المستجدّة.

أوضح مدير عام "سوق.كوم" في مصر عمر سدودي أنّ "سوق.كوم" قد انطلق كموقع مزادات شبيه بـ "إي باي" eBay، لكن سرعان ما اعتمد نموذج الشراء والتسوّق الفوري. لطالما سعينا إلى تلبية حاجات الزبون، إنّما لم يكن نظام المزادات، في تلك الحالة، مقبولاً محليًّا بعد." كان هذا أول تحوّل محوري يقوم به سوق.كوم وقد برهن ذلك عن مرونةٍ شكّلت أساس أعماله. 

برهن سوق.كوم أيضًا عن روح رياديّة عبر جذب العلامات التجارية المصرية إلى الموقع الإلكتروني. ويتذكّر سدودي بوضوح "أنه خلال كأس الأمم الإفريقية لعام 2010، بدا منطقيًّا لنا أن نعرض قمصان الفريق الوطني المصري للبيع على الموقع. غير أنّ شركة "بوما" Puma، راعية الفريق وقتئذٍ، لم تقتنع بالفرصة المتاحة على الإنترنت. لكننا قرّرنا عرض القمصان في جميع الأحوال، وبدأنا في شرائها من "بوما" كلّما وُضعت طلبيّة. علاوةً على ذلك، صمّمنا معًا فيديو ترويجيّ يوميّ يضمّ أجمل مشاهد الأهداف المسجلة خلال المباريات، وقد شاهده حوالي 120 ألف مستخدم على مدى ثلاثين يومًا. عند انتهاء مباريات الكأس، كنّا قد حققنا مبيعات قمصان أعلى من مبيعات كلّ متاجر "بوما" في مصر مجموعةً. غني عن القول إنّ "بوما" لم تتجاهلنا مرّة أخرى. بالطريقة عينها، كنّا نعمل جاهدين منذ سنتين لكي نقنع العلامات الكبرى بإطلاق متجرها على موقعنا، أمّا اليوم فنتلقّى إتصالات منها لندرجها على موقعنا."

عمر يؤكد أنّ "نموّ سوق.كوم يعتمد أساسًا على الرياديين الذين اتّخذوا لهم متاجرًا على سوقنا الإلكتروني. صحيح أنّنا نملك فريقًا متخصّصًا في تطوير الأعمال، لكن بانضمام الرياديين نستفيد من وجود مئات مطوّري الأعمال الذين يأتون بمئات العلامات التجارية والكثير من المجالات. ولقد طوّرنا علاقات متينة طويلة الأمد مع البائعين لدينا، وأسسنا معهم شراكات، وساندناهم ونصحناهم وساعدناهم على النمو." ماذا عن البائعين في هذه الحالة؟ بالطبع ثمة نظام نظام تصنيف وتقييم لتحذير الزبائن، كما أنّ سوق.كوم يقوم بنفسه بمراقبة نوعيّة السلع المعروضة على نحو فاعل، إذ أنّنا "نزيل السلع التي تلقى تصنيفًا سيئًا باستمرار عن الموقع، ويخرج البائعون السيئون من سوق.كوم الذي يطمح إلى تطوير الجيّدين."

بالفعل، تحوّل سوق.كوم إلى مثال للتنمية والتطوّر. وتابع سدودي موضحًا بهذا الشأن أنّ "سوق.كوم مصنّفة رقم 1 في مصر، وتتصدّر لائحة المواقع الأربعين الأكثر شعبيّة في مصر بفضل 7 مليون زائر و 370 ألف معجب على صفحة فايسبوك، أضف إلى أنّ الشركة تنمو بنسبة تتراوح بين 15 و30% كلّ شهر. والمشهد الديمغرافي لبائعينا يتبدّل أيضًا، فمنذ سنتين، كان 50% من المستخدمين في أوائل العشرينات من عمرهم، أمّا اليوم فانخفضت النسبة إلى 30%". سدودي متمكّن من معلوماته المالية والإحصائة، وذاكرته حاضرة أبدًا... لكنّ الأرقام وحدها لا تكفي لإنجاح الشركة. 

يفتخر سدودي بأنّه "لدينا فريق رائع من الموظّفين المندفعين، يعون أنّ المجال مفتوح أمامهم لينموا مع الشركة ويجرّبوا نطاقات جديدة، ما يحثّهم على التطوّر وعلى تحقيق قدراتهم. يأتي نصف موظّفينا الجدد تقريبًا من المنظمة غير الحكومية "التعليم من أجل التوظيف" (Education for Employment) التي تدرّب هؤلاء الموظّفين الجدد بشكل جيّد على برنامج خاصّ بـ سوق.كوم. أي، وبمعنى آخر، يبدأ الموظّفون يومهم الأول في العمل بجهوزيّة تامّة، ويُشجَّعون على التصرّف كرياديين، نظرًا إلى أنّ سوق.كوم يهدف بشكل كبير إلى توعية الحسّ الريادي.

"خلال السنة الماضية، شهدنا توسّع شركات وأعمال واستثمارات من قبل مستثمرين محليّين ودوليين في قطاع التجارة الإلكترونية المصري، ما يعكس وجود فرص كثيرة. تموضعنا جيّدًا في مصر، حتى أنّنا باشرنا في شهر آذار/مارس ببيع منتجاتنا الخاصّة على أساس التسليم في اليوم التالي. أصبحنا الآن بائع تجزئة إلكترونيّ، وفضلاً عن امتلاكنا سوقنا المفتوحة الخاصّة، نحن نعمل أيضًا كمركز تجاري على الإنترنت، يملك مخزونًا خاصًا به وسلسلة توريد كاملة. نحن نحرص على إدراج منتجات مختلفة الأنواع، من العقارات إلى السيارات والسلع الحديثة، كما نواظب على توسيع نطاقنا الجغرافي. متسلّحين بطموحنا لخدمة الزبون على أكمل وجه، إعتمدنا مؤخرًا نظام الدفع "فوري"، ونحن في صدد تجريب نظام "مشاوير" لتسليم الطلبيات في اليوم ذاته. ولن ننسى طبعًا "صفقة اليوم" التي تضفي لمسة مميزة على أعمالنا... فالابتكار خبزنا اليومي!"

برهانًا على الحسّ الريادي ذاك، توِّج سوق.كوم الشركة المصرية الأولى الفائزة بجائزة أفضل تطبيق فايسبوك تفاعلي في مجال البيع بالتجزئة" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك خلال جائزة أفضل موقع عربي (Pan Arab Web Awards) التي عُقدت مؤخّرًا. ويتابع عمر قائلاً "بصراحة لم أكن على أدنى علم بأنّنا أُدخلنا أصلاً في المسابقة، إلى أن اتّصل بنا المنظّمون وأبلغونا أننا فزنا. كانت مفاجأة رائعة، وإنّي فخور للغاية بالفريق."

ماذا عن المنافسة الجديدة إذًا، وبخاصّةً بعد اكتساب "جوميا" جولة ثانية من التمويل الكبير؟ يجيب عمر: "نحن نعيش في حالة ارتياب دائمة على أي حال! كلّما حقّقنا شيئًا نستمتع بإنجازنا، ثم ندرس مباشرةً كيف يمكننا تحسينه بعد... نعي جيّدًا أنّه لا يمكننا الإكتفاء بما حققناه." بكلمات أخرى، عمر وفريقه غير قلقين حيال "جوميا"، بل على العكس، فهم يعتبرون هذه الأخيرة من بين المحفّزات على التطوّر. هذه الذهنيّة، هذه المقاربة، هي التي تبقي البطل بطلاً، حتى في وجه أشرس المنافسين.

يتّضح أنّ المستقبل القريب واعد جدًّا بالنسبة للمستهلك المصري على الإنترنت وللريادي المصري اليافع على حدّ سواء! 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.