English

خبر عاجل: مصرف إتش أس بي سي يغلق حسابات الشركات الناشئة في مصر

English

خبر عاجل: مصرف إتش أس بي سي يغلق حسابات الشركات الناشئة في مصر

في حين أنّ الوضع السياسي في مصر قد ألحق ضررًا كبيرًا بقطاع الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة، يأتي هذا الخبر المروّع ليزيد الطين بلة.

مصرف "إتش أس بي سي" مصر، وهو أحد أكبر المصارف المتعددة الجنسيات هناك، بعث برسالة إلى الكثير من الشركات الناشئة، معلنًا رغبته في إغلاق حساباتها فيه، معلّلا سبب ذلك باختصار. 

 تذكر الرسالة أنه بالرغم من هدف المصرف على مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على "النموّ والتوسّع عالميًّا" لأكثر من 30 سنة في مصر، يقوم إتش أس بي سي الآن بمراجعة زبائنه من الشركات بهدف "تأمين خبرات عالمية ودعم يتناسقان مع أهدافه الرئيسية كمصرف رائد عبر الحدود يدعم الأعمال". وتذكر الرسالة أيضًا، "لكن أيضًا بسبب أنظمة إتش أس بي سي الصارمة بمثابته مزود مصرفي عالمي".

وبعد أن مدح المصرف نفسه خلال ثلاث فقرات، أتى الخبر المروّع، بحسب ما قال متلقوا الرسالة.

"استنادًا إلى ما ذكر أعلاه، نحن نأسف بإطلاعكم أنه لن يعود بإمكانكم الاستفادة من الخدمات المصرفية للأعمال التي يقدّمها إتش أس بي سي وسنضطرّ إلى إغلاق حسابكم معنا".

وقد أمهل الموقع 60 يومًا للزبائن كي يغلقوا حساباتهم، لكن معظم متلقي الرسالة تقريبًا أفادوا أن الرسالة قد وصلتهم بعد 20 إلى 40 يوم من تاريخ إرسالها، ما سبّب غضبًا وإحباطًا كبيرين.

كارين كامل، مديرة "بريدج إيجيبت" BridgEgypt ، وهي شركة استشارات صغيرة تأسست منذ عام وتركز على المسؤولية الاجتماعية، قالت إنها شعرت "بخيانة" المصرف لها. تلقت الرسالة البارحة بالرغم من أنّها أرسِلت منذ ثلاثة أسابيع.

 وأكملت قائلة، "أدفع رسومًا للحصول على خدمة، وليس الأمر وكأنه يقدّم لي خدمة مجانًا. لم تكن المعاملة جيدة. توقعت اتصالاً واعتذارًا، لا رسالة".

وأضافت، "لم تكن الرسالة شخصية حتى".

 وبعضهم لم يتلقوا رسالة البتة. قالت كارين إن صديقتها، بعد سماع الخبر، سألت أمين الصندوق في المصرف عن وضع حسابها، وصُدِمت عند معرفة أن حسابها سيغلق أيضًا.

محمد سالم كريّم، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لـ "سوشيل فروتس" Social Fruits، شركة تملك حسابًا في المصرف منذ عام 2011، صرّح أن ذلك يدلّ على عدم تنظيم المصرف في مصر وعدم كفائته.

 وقد اختار، تمامًا مثل الآخرين، مصرف "إتش أس بي سي" لأنه كان المصرف الوحيد الذي يقدّم خدمات مصرفية على الإنترنت وتحويلات إلكترونية في ذلك الوقت. ومع حلول عام 2012، أوقف المصرف هذه الخدمة ووضع نظامًا جديدًا، تطلّب تشغيله ثلاثة أشهر، وفرض على الزبائن إعادة ذكر معلوماتهم للتفعيل. لقد أرسل الكثير من الكشاوى والرسائل الإلكترونية، لكن لم يرده أي جواب.

وقال "لم يتصلوا حتى. اعتبرت ذلك إهانة".   

"بدأت الآن في البحث عن خدمات أخرى، لكن على حدّ علمي، فإنّ إتش أس بي سي هو الوحيد الذي يقدّم خدمات مصرفية على الإنترنت مع تحويلات إلكترونية"، بحسب قوله.

لمَ حصل لك؟

تعذر الاتصال هاتفيًّا بالمصرف بالرغم من المحاولات المتعددة، وهذه النقلة تبدو مربكة بخاصة وأن المصرف، عام 2011، دخل في شراكة مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بهدف تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة وزيادة فرص العمل".

أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنّ شراكتها مع "إتش أس بي سي" ستقدّم مساعدة بحوالي 34 مليون دولار اميركي (بالعملة المحلية)، على مدى تسع سنوات، من أجل معالجة "مسألة نقص النفاذ إلى التمويل لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر، ما يزيل عائقًا كبيرًا امام النموّ الاقتصادي وخلق الوظائف".

ومع وجود برنامج دعم مدته تسع سنوات وإظهار التزام بالتمويل، يأتي قرار "إتش أس بي سي" فيقلب الأمور رأسًا على عقب ويرفع التساؤلات. لكن على ما يبدو، يعود السبب إلى أنّ هذه الخطوة هي استراتيجة عالمية واسعة هادفة إلى التخلي عن بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة.

 استنادًا إلى تقارير أخيرة، أرسل المصرف إشعارًا مدته 60 يومًا الشهر الماضي لزبائنه في الإمارات. ويعرب محمد التناهي، المدير العام لـ "برايت كرياشنز" Bright Creations ، شركة ناشئة مصرية أخرى، عن قلقه إزاء الإغلاق المفاجئ لحسابات الشركات الصغيرة والمتوسطة. وبالرغم من انه لم يتلق أيّ رسالة بعد، لكنه يعمل مع بعض الشركات الناشئة ويعلم أن الأمر سيحدث في أي وقت.  

 وقد قال في رسالة له، "سأضطر فجأة إلى إبلاغ كافة الزبائن بذلك، كي يغيروا حساباتهم، والتغيير يتطلب الحصول على بعض الموافقات استنادًا إلى نظامهم الداخلي".

بالرغم من أنه يحبّ فريق عمل "إتش أس بي سي" في الفرع الذي يقصده، لكنه يشعر أن معاملة المصرف كانت "غير مقبولة على الإطلاق"، ويبدو أن هذا الأمر هو خارج سيطرة الفريق المحلي.

وفي الوقت الراهن، تهرع الشركات الصغيرة والمتوسطة للبحث عن مصرف جديد، فيما تحاول اكتشاف ما هي المعايير التي يجب أن تستوفيها.

قال كامل، "لقد تحدثت مع حوالي خمس شركات اخرى تعاني من المشكلة نفسها، ونقوم ببحث الآن لمعرفة ما الخيارات المتوفرة. المسألة متعبة للغاية، فهي تتطلب وقتًا وجهدًا قد كرّستهما مسبقًا عند فتح حساب في إتش أس بي سي منذ عام". وهذا الوقت والمال الإضافيين، والموارد المستهلكة على مهمة متكررة هي امور لا يمكن لأي شركة ناشئة تكبدها.

لمتابعة آخر الأخبار عن هذا الموضوع، تابع وسم #HSBCEGFAIL المستخدم بكثافة الآن على توتير.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.