English

هل تبيع شركتك الناشئة لمنافس لك؟

English

هل تبيع شركتك الناشئة لمنافس لك؟

رواد الأعمال شغوفون بطبيعتهم. فهم يعملون بكدّ لجعل فكرتهم مشروعًا، ويكدّون في العمل أكثر لإبقاء هذا المشروع على قيد الحياة. وفي سوق صعبة مثل سوق الشرق الأوسط، فمن الضروري التعلّم من تجارب الفشل. وسواء غرقت شركتك أم بقيت عائمة، ما من شكّ أن الرحلة ستكون مليئة بالعمل الدؤوب والشغف.   

وفيما يشاهد رواد الأعمال شركتهم تنمو، قد يتعلقون بها كثيرًا لدرجة أنه يستحيل عليه تقبّل فكرة بيعها، مع أن ذلك علامة على أن الشركة ناجحة. بالنسبة لهم، إن التخلي عن الشركة هو كالتخلي عن طفل.

طرحنا مؤخرًا على صفحتنا على فايسبوك سؤالاً  نتوجه فيه إلى الجمهور لنعرف إن كانوا مستعدين لبيع شركتهم الناشئة إلى اكبر منافس لهم، في حال عُرضت عليهم صفقة بيع. معظم المجيبين (5 من أصل 9) قالوا إنهم لن يبيعوا، فيما برّر 3 لمَ البيع هو خيار جيد، شخص واحد لم يكن أكيدًا ما إذا كان ذلك قرارًا جيدًا ام لا. 

 وجهة نظر الجمهور

باش كاي عثمان، مهندس كمبيوتر، طرح مسألة مثيرة للاهتمام في جوابه: "إن أبدى منافس لك رغبته في شراء شركتك فهذا يعني أنه يرى فرص نجاح فيها. لا تبعها، لأنها تساوي الملايين!"  

آية صوفان، موظفة في C.E.O of my Life، وهو برنامج ريادي يساعد الشباب الأقل حظوة، وافق على جواب عثمان طارحًا: "يا له من سؤال صعب! هل يمكنك بيع ابنك؟ وصنع واحد آخر!"   

محمد طريف، الرئيس التنفيذي والمؤسّس لـ "فيش ترانسبورتر" Fishtransporter، شركة ناشئة لتوصيل ثمار البحر في البحرين وقد كتبت المساهمة في "ومضة"، لينا عليمي، مقالاً عنها مؤخرًا، وافق أيضًا على أنها ليست بالفكرة الجيدة أبدًا. "البيع لمنافس أمر صعب جدًّا. أفضّل الاستقالة من وظيفتي والبيع لمنافس دولي بدلاً من ذلك!"  

أما المجبيون الذين وافقوا على فكرة بيع الشركة لمنافس، اعتبروا أنّ القرار ليس سيئًا طالما أنّ "الأمر سيفيد القطاع الذي تحاول الشركة الناشئة إصلاحه، كما قال مؤسّس "فاين لاب" Vinelab وهي شركة محتوى، أو طالما أنّ صفقة البيع ستدرّ بالكثير من الأرباح للبائع، كما قال عبد الرحمن رفيق، "إن كان العرض جيدًا لدرجة يصعب رفضه، فنعم. المال هو ملك". 

وجهة نظر المؤسسين

فيما أنّ معظم المؤسسين ينظرون إلى البيع على أنه استراتيجة غير مناسبة نظرًا إلى الوقت والجهد الذي يبذله رائد الأعمال في بناء شركته الناشئة، لكن نظر المؤسسون إلى الأمر من وجهة نظر أخرى. تحدّثنا مع سهراب جهنباني، المؤسس الشريك لـ "جونابت" GoNabit (والآن الرئيس التنفيذي للعمليات في "ماركة في آي بي")، إيلي حبيب، مؤسس "أنغامي"، وموداسير شيخة، المؤسس الشريك لـ "كريم". 

خطّط لصفقة البيع 

قال إيلي حبيب من "أنغامي" إنّ "البيع ليس هدف تركيز (بالنسبة لرواد الأعمال)، ولا يجب أن يكون كذلك".   

ويتابع أنه يجب أن تبلغ الشركات الناشئة مستوى معينًا من النجاح قبل التطلّع إلى بيع الشركة. "يجب على رائد الأعمال العمل جاهدًا على بناء الشركة، بناء فريق، بناء منتج للفكرة، الاستمتاع بالتجربة، زيادة العائدات والنظر إلى غيرها من المعايير المهمة، والأهم خدمة الزبائن". ويكمل قائلاً "وبعد فترة، سيقرع البائعون المحتملون الباب – بطريقة أو بأخرى". 

في حالة "أنغامي"، قد يكون موقع "سبوتيفاي" Spotify، وهو موقع بثّ موسيقى عالمي، بائعًا محتملاً لأنغامي إذ أنه لم يدخل سوق المنطقة بعد. وعندما سئل حبيب إن كان سيبيع شركته لـ "سبوتيفاي" أجاب أنه سيركّز الآن على بناء الشركة، لكن "إن جمع البائع الصفات المناسبة، وكان يملك خطة تحدد ما سيحصل للشركة وللفريق، فسنكون عندها مستعدون للبيع". ما يوصلنا إلى النقطة التالية: نتائج البيع. 

ما مصير الشركة بعد البيع؟

يجب أخذ الكثير من الأمور بعين الاعتبار عند تلقي فرصة بيع. 

سهراب جهنباني، الذي أسس موقع الصفقات اليومية "جونابت" مع شريكه في التأسيس دان ستوارت، ثم قاما ببيعه لموقع الصفقات اليومية العالمي "ليفينج سوشيل" LivingSocial عام 2011، قبل أن يوقف هذا الأخير عملياته في الشرق الأوسط في منتصف عام 2012، قال إنه يجب على المؤسسين أخذ الحيطة قبل اتخاذ قرارهم النهائي. "عليك أن تتأكد أنّ الفريق الإداري للشركة المنافِسة سينفّذ العمليات بطريقة فعالة ليحافظ على قيمة الشركة وضمانة أن يستمر في تأمين تجربة جيدة للزبون أو تجربة أفضل". 

وأيضًا، يجب أن "تتأكد الشركة من أن ثقافة الشركتين تتوافق مع بعضهما البعض". إن كان البائع منافسًا مباشرًا، فستصبح المسألة حساسة، بحسب تعبيره. "سيكون هناك بعض التوتر الطبيعي إذ أن فريقي العمل كانا يتنافسان في سوق واحدة. وهنا تبرز أهمية أن يتفق الفريقان، فهل يمكنهما العمل مع بعضهما البعض؟ هل ستربح كافة الأطراف؟

يوافق موداسير شيخة، المؤسس الشريك لـ "كريم" على ذلك قائلاً: "إن وجِد تناغم بين نظام القيم والرؤيا، فقد ننظر في الأمر، وإن كان لدينا شكّ، فسنستمرّ في البناء".

الصورة من:  smallbusinessbc.ca

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.