English

اختر قضية تمسّك شخصياً‎‎: احدى النصائح الـ10 لاطلاق مشروعك الاجتماعي

English

اختر قضية تمسّك شخصياً‎‎: احدى النصائح الـ10 لاطلاق مشروعك الاجتماعي

مع ازدهار ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السنوات الأخيرة، كان لا بدّ أن تشهد هذه المنطقة التي تعاني من مشاكل اجتماعية وبيئية واقتصادية جمّة فورة في المشاريع الاجتماعية social enterprise أيضاً. وتكثر التعريفات للمشاريع الاجتماعية، منها كلّ شركة تقدم حلولاً لمشكلة اجتماعية أو بيئية في قلب استراتيجيتها أو خطة أعمالها.

تعتبر ميديا نوسنتيني، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "سي3" المتخصصة بالاستشارة والارشاد للمشاريع الاجتماعية في دبي أن "الشركة التي تعتمد بنسبة  50% ، على الأقل، من عائداتها  على النشاط التجاري لا الهبات والمنح وتلتزم باستثمار 50% على الأقل من أرباحها في تطوير الشركة وتوسيعها أو في المشروع الاجتماعي هي شركة اجتماعية."

تركّز "سي3" على  ريادة الأعمال الاجتماعية في الامارات العربية المتحدة لاسيما مع رواد أعمال الذين ما زالوا في بداية المشوار. وتقول ميديا "يتقدّم الينا رواد أعمال من كل الجنسيات و10% منهم (200 الى 250 رائد أعمال) يطوّرون مشاريعهم بشكل ناجح." وتضيف، أن الأبحاث الأخيرة كشفت أنّ 24 الى 30٪ من الشركات الناشئة التي تشارك في المسابقات هي مشاريع اجتماعية. وتضيف أن معظم هذه المشاريع تركّز على معالجة مشاكل البطالة والرعاية الصحية والتعليم. ويعكس ذلك "اهتمام رواد الأعمال الشباب المتزايد بمجتمعاتهم وسعيهم لحلّ المشاكل الاجتماعية."

دخلت ميديا معترك المشاريع الاجتماعي، أولاً من منزلها، بفضل تنظيم لقاءات لارشاد رواد الأعمال الشباب. وبعد تطوير عملها أطلقت منصة "سي3" عام 2012 في دبي. وتعتبر "سي3" منصة تحشد خبراء الأعمال والمهنيين لدعم رواد الأعمال الاجتماعيين على أساس تطوعي بفضل الارشاد والاستشارة في المراحل الأساسية من اطلاق مشروع اجتماعي التي تعتبرها ميديا مراحل أساسية لاطلاق أي مشروع.  

تقدّم "سي3" باقة من البرامج دعمت، حتى الآن العديد من المشاريع الاجتماعية التي تحوّلت الى قصص نجاح على غرار "باليستايل"، و"اشراق" وغيرها في مجالات عدة من التعليم والبيئة الى الصحة وحقوق الانسان والحدّ من الفقر. وبفضل هذه الخبرة الطويلة، طلعتنا ميديا على عدد من النصائح تفيد كل رائد أعمال يريد النجاح في هذا المجال:

1. اختر قضية اجتماعية "تعزّ على قلبك". تخبرنا ميديا أنها غالباً ما تلاحظ تضاؤل شغف ومصداقية رائد الأعمال إذا اختار قضية لا تهمّه كثيراً. "قبل أن تختار قضية اجتماعية أو مشكلة بيئية، يجب أن تقوم ببعض التحقيقات وأن تتأكّد من اهتمامك لأنك لا تريد، متى تدقّ ساعة التشكيك بارادتك الصادقة للمساعدة واختبار مصداقيتك، أن تشعر بالضعف."

2. طوّر منتج أو خدمة قابلة للنمو تجارياً. يجب أن تكون الخدمة أو المنتج جيداً ومفيداً لأن النوايا الحسنة لا تكفي. فغالباً ما يظنّ رواد الأعمال أن الناس سيشترون المنتج حتى لو لم يكن الأفضل لأنه لقضية حسنة. "لا يمكنك أن تنسى نوعية منتجك أو خدمتك إذا أردت تحقيق الاستدامة." وتعتبر ميديا أن الحلّ يكمن في "المواءمة بين القضية الاجتماعية والأداء المالي." وتتخّذ من "بالستايل" Palestyle مثالاً وتطلعنا أن كلما باعت الشركة الناشئة الفلسطينية منتجاتها التي تتضمّن تطريز صنعته نساء المخيمات، كلما تمكّنت من المساعدة وكلما دفعت لمزوّديها في المخيمات مبالغ أكبر. بالاضافة الى أنه كلما كانت النوعية أفضل كلما ازدادت مبيعاتها. وتذكر أيضاً "حركة الواحد مقابل الواحد" one for one movement على غرار أحذية "تومز" (تقدم الشراء حذاء للفقراء مقابل كل حذاء يشتريه الزبون).

3. اتّبع منهجية الشركة الناشئة المرنة. لا تنتظر أن يصبح منتجك مثالياً لتطلقه في الأسواق. وتضيف ميديا " اجرِ الكثير من النسخات التجريبية واحصل على ردود الأفعال بأقل كلفة وبأدنى مستوى مطلوب لاختبار مدى قدرة فكرتك على النمو." وتضيف أن الزبائن وحدهم يعرفون ما يريدون ومهما حاولت أن تضع نفسك مكانهم لا تعرف بالضبط ما يريدون وما هم مستعدون للدفع من أجله.

4. قم بقياس التأثير الاجتماعي في المراحل الأولية. يجب أن تحتفظ بكل ما تقوم به من مقابلات وشهادات وبيانات وأرقام لتكون مستعداً لتقديمها لأصحاب المصالح  والمستثمرين المحتملين والشركاء المحتملين ولا تنتظر طويلاُ وتزعم أن ما هو بديهي بالنسبة لك هو كذلك بالنسبة للجميع.

5. جرّب قبل اختيار الإطار القانوني لشركتك. غالباً ما يتساءل رائد الأعمال ما إذا يختار شركة ربحية أو غير ربحية وقد يتررد البعض طوال عام حتى قبل أن يختبروا المنتج. وتنصح ميديا بأن تبدأ "ببعض المنتجات التجريبية تحت اسم شركات تملك تراخيص أو مع أصدقاء من دون القيام بأي شيء غير شرعي لئلا تجد نفسك مع ترخيص لا يخدم مشروعك لاسيما أن الكثير من الخيارات متوفرة للمشاريع الاجتماعية كالمؤسسة الربحية أو غير الربحية أو الهجينة مما يجعلك تتساءل ما هو الأفضل لك. الا أن الواقع هو أنك قد تختار هذا الحل أو ذاك طالما لم تكتشف ما هي الاستراتيجية الناجحة التي يجب التركيز عليها."

6. لا تبحث عن التمويل الا عند الحاجة. وتنصح ميديا رواد الأعمال باللجوء الى التمويل الشخصي بقدر الامكان لأنه يساعد على خلق منتجات أو خدمات أكثر ربحية ويحثّهم على الابداع والابتكار. وتقول "إذا توفّر المال منذ البداية للقيام بحملات علاقات عامة واطلاق منصة تسوق إلكترونية من دون أن تستمثر أموالك، ستصبح مدللاً في المراحل الأولى وتواجه الكثير من التحديات متى ينفذ المال." وتتخذ من "سي3" خير مثال إذ أن الشركة تعتمد بشكل أساسيّ على مدخرات ميديا الشخصية ما يساعد على أن تكون أكثر استدامة لأنه متى لا تملك المال تصبح أكثر ابداعاً وادراكاً للتكاليف.

7. اعرف مستثمريك. نجد أن الكثير من المستثمرين لاسيما الشركات الكبيرة تضخّ الأموال بالمشاريع الاجتماعية لتنويع استثماراتها. الا أنه من المهم أن يفهم رائد الأعمال الاجتماعي الى أي مستمثر يتوجّه. إذا كانت يتفاوض مع مستثمر تقليدي يريد أن يجني الأرباح من استثمار return on investment، فلا بد أن يشدد على أهمية المشروع من ناحية الأعمال عوضاُ عن التركيز على التأثير الاجتماعي. أما إذا كان مستثمر مخاطر يريد أن يقوم ببعض الأعمال الخيرية، يمكنك التركيز على التأثير الاجتماعي وعلى ضرورة جني الأموال لاستدامة مشروعك.

8. استعدّ لردود الأفعال السلبية لاسيما إذا كانت بنّاءة. "غالباً ما يصعب علينا أن نسمع ردود الأفعال السلبية الا أنه من الجيد أن تجد أناساً صريحين. تجاهل الانتقادات التافهة ولا تتأثر بها."

9. اطلب المساعدة. ستتفاجأ بعدد الأشخاص المستعدين للمساعدة لاسيما في المشاريع الاجتماعية. وتضيف ميديا "كثيرون لا يطلبون شيئاً في المقابل لاسيما في دبي والامارات والخليج والمنطقة بشكل عام. لدينا عدد من المتطوعين أكبر من رواد الأعمال، يأتون إلينا ولا نحتاج البحث عنهم." وتخبرنا أنها عندما أطلقت "سي 3" ظنّت أنها ستفتقر للمتطوعين وتحشد الكثير من رواد الأعمال الا أن العكس حصل.

10. استمتع ولا تأخذ نفسك على محمل الجدّ. نبذل قصارى جهدنا، أحياناً نقوم بالصواب وأحياناً نواجه المطبّات الا أن ذلك لا يعني أن المهمة كاملة فشلت. فتخبرنا ميديا "أطلق العديد من رواد الأعمال المنتجات وفشلو، فأجروا بعض التعديلات وجرت الأمور على ما يرام. نتحمّس أحياناً كثيراً ونأخذ أنفسنا على محمل الجد لاسيما في المشاريع الاجتماعية لأننا نتعامل مع قضايا صعبة وجديّة الا أن كل رائد أعمال يجب أن يستمتع بما يقوم به يومياً."

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.