English

هل يتحوّل ‘درويدكون دبي‘ إلى ملتقى عشّاق أندرويد في المنطقة العربية؟

English

هل يتحوّل ‘درويدكون دبي‘ إلى ملتقى عشّاق أندرويد في المنطقة العربية؟

 

"170 ساعة طيران أجراها بعض المتحدّثين ليأتوا ويشاركوا في ‘درويدكوين دبي 2015‘ Droidcon Dubai 2015"؛ عبارةٌ أراد من خلالها محمد حرستاني، الشريك الإقليمي للفعالية وأحد المنظّمين، أن يختصر أهمّية هذه الفعالية التي أقيمَت في مدينة المعرفة في دبي، بين 14 و16 من الشهر الجاري. وأضاف على عبارته السابقة قوله، إنّ "المشاركين والمتحدّثين أرادوا أن يكتشفوا البيئة الحاضنة في المنطقة، ويتعرّفوا على اللاعبين، ويجسّوا نبض السوق، ويتواصلوا مع المطوِّرين."

هذه الفعالية تأتي بالشراكة مع "مدينة دبي للإنترنت" Dubai Internet City، ضمن سعي دبي الدائم لاعتماد ومواكبة أحدث ما توصّلَت إليه التكنولوجيا. وفي هذا السياق، أعلن مدير عام "مدينة دبي للإنترنت"، ماجد السويدي، أنّ العالم يتقدّم بسرعةٍ فائقةٍ ويشهد الكثير من التغييرات. وأضاف أنّه "قبل سنوات، هكذا فعاليات كانت نادرةً ومبعثَرَةً لا يتهتمّ بها إلّا القليل من الأفراد، إلّا أنّ السوق باتت أكثر نضجاً وتدفع الناس إلى الابتكار أكثر منه إلى الاستهلاك." كما أشار إلى أنّ الحكومة وضعَت التكنولوجيا في صلب تطوّر البلاد، لاسيما مع دعم "دبي المدينة الذكية". ودعا القطاع الخاص إلى ضمّ جهوده للجهود الحكومية من أجل تبلية حاجات الناس الذين باتوا أكثر تطلبّاً، وأيضاً من أجل "الابتكار الأفضل للمنطقة ومن المنطقة."

بعد ستّ سنواتٍ من الخبرة الطويلة في مختلف مدن العالم، لا شكّ أنّ "درويدكوين" تٌعتَبَر أفضل فعاليةٍ لدعم أحدث التكنولوجيات، لا سيّما منصّات المصادر المفتوحة open source كـ"نظام أندرويد". ويصف الأمرَ مؤسِّس "درويدكون"، بوريس جيبسِن، أنّه بمثابة "تجربة رائعة! ما لبثَت أن بدأَت قبل 6 سنواتٍ في برلين عام 2009، حتّى انتقلَت إلى العديد من المدن كلندن ونيويورك وموسكو وتونس." ويضيف قائلاً، "نبحث دائماً عن شركاء. وعندما اتّصل بي محمد لم أترددّ أبداً بتنظيم الفعالية في دبي حيث لاحظتُ مجموعةً كبيرةً من الناس والشباب المهتمّين بالتكنولوجيا." 

وبدوره، يعود حرستاني ويخبرنا أنّ "درويدكون" سيتطّور في المنطقة مع وجود نيةٍ للتوسّع، ليتحوّل إلى "درويدكون أرابيا" Droidcon Arabia ويُصبح ملتقى المطوّرين والأخصائيين من العالم والمنطقة، ويعمل على بناء مجتمعٍ واسعٍ وفعّال وناشط. واعتبر أنّ اختيار دبي يأتي لأنّها "مركزٌ لمجتمعاتٍ مختلفة، بالإضافة إلى وجود دعمٍ قويٍّ من الحكومة للمبادرات والشركات الناشئة، ما يوفّر إمكانية بناء مجتمع جديدٍ لعشّاق ‘أندرويد‘."

والفعالية التي عقدَت نسختها الأولى في الخليج نجحَت باستقطاب عددٍ كبيرٍ من المتحدّثين العرب والدوليين، بالإضافة إلى مشاركين وحضورٍ من كلّ أنحاء الإمارات العربية المتحدة، لا بل أيضاً من السعودية؛ حيث أكّد هرستاني أنّ 25% من الحضور سعوديّ. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الفعالية نجحَت في استقطاب عددٍ من الشركات العملاقة التي غالباً ما تكون منافسةً لبعضها البعض بسبب المنتَجات التي تقدّمها، على غرار "مايكروسوفت" Microsoft و"أي بي أم" IBM و"جوجل"Google و"بلاك بيري" Blackberry و"إنتيل" Intel و"باي بال" Paypal و"غروبون" Groupon، بالإضافة إلى عددٍ من الشركات الناشئة المتخصّصة بالتكنولوجيا، مثل "بيكسل باغ" Pixelbug و"كاوتش بايز"  Couchbase و"كليكلي" Clicly.

من جهةٍ ثانية، تميّزَت مشاراكات المتحدّثين بالتعقيد والدقة وركّزَت على النواحي التقنية للمنتَجات أو المنصّات التي تعتمد على تكنولوجيا المصادر المفتوحة على غرار "بلوميكس"  Bluemix من "أي بي أم" و"مايكروسوفت أزور" Microsoft Azure و"آل جوين" AllJoyn من "أول سين ألّاينس" Allseen Alliance. وشدّدَت أيضاً على أنّ منصّات المصادر المفتوحة باتَت لاعباً أساسياً في التكنولوجيا، حتّى أنّها أجبرَت العديد من الشركات العملاقة على تغيير استراتيجيتها وخطة أعمالها ودمج التقنية الجديدة، للاستمرار ومواكبة حاجات وطلبات المستخدِمين.

في غضون ذلك، شدّد حميد الخفاجي من "أي بي أم" على أنّ هذه التكنولوجيا وَضَعَتْ النجاح في متناول اليد لاسيّما أنّ الجميع يملك القوة والنفوذ لابتكار ما يريد. وأكّد أنّ "‘أندرويد‘ ليس إلّا واحداً من عدّة لاعبين يوفروّن البيانات التي باتَت مصدراً رئيسياً، بالإضافة إلى أنّه يسهّل النفاذ إليها ويسهّل تحليلها وفهمها." ولم ينسَ الإشارة إلى الأجهزة المحمولة التي ساهمَت في إطلاق العنان للمصادر المفتوحة وابتكاراتها.

وإلى جانب عروض المتحدِّثين عن مختلف المواضيع المتعلّقة بتكنولوجيا المصادر المفتوحة، أراد القيّمون على الفعالية تقديم المزيد من الدعم للمطوِّرين والمستخدِمين وروّاد الأعمال، عبر محطات قديمة وجديدة في "درويدكون":

  • ورش عمل متخصّصة.  خصّص المنظِّمون فسحةً لوُرَش العمل التي غالباً ما تختلف مواضيعها وتستقطب المطوِّرين والطلّاب. ونذكر على سبيل المثال ورشة "التكنولوجيا كشكل من التعبير الفني"، التي أشار فيها مؤسِّس "بيكسل باغ"، داني عيد، إلى أنّ أدا لوفلايس  كانَت أوّل مبرمجةٍ لأنّها أدركَت أنّ كتابة التشفيرات يجب أن تكون جيّدةً بقدر كتابة الشعر. أو حتّى ورشة "تكنولوجيا المعلومات الخضراء" مع د. كريشناداس نانات Dr.Krishnadas Nanath من جامعة "ميدلسيكس" في دبي، الذي غاص في كيفية اعتناق التكنولوجيا والحفاظ على البيئة في آنٍ واحد. أمّا جايمس نوسنتيني James Nocentini، فكشف في ورشة عملٍ أخرى، تفاصيل بناء تطبيقات "أندرويد" التي تعمل حتى من دون إنترنت offline apps.
  • "بار كامب" Barcamp لدعم الابتكار الشاب.  يهدف "بار كامب" إلى منح روّاد الأعمال وأفكارهم الكلمةَ والمنصّة. ويشرح لنا حرستاني ذلك بالقول، إنّه "منصّةٌ مفتوحةٌ لمطوِّرين من كلّ المجالات الاقتصادية والصحية والجغرافية وغيرها… يتحدّثون خلال دقيقةٍ واحدةٍ عن تطبيقهم. فهُم قد يحتاجون إلى دعمٍ تقنيٍّ أو فكريٍّ أو معلوماتي. ومن أجل الانتقال إلى المرحلة الثانية والحصول على ساعةٍ من الوقت للتحدّث ومناقشة التطبيق، يعتمدون على تصفيق الجمهور الذي يختار ‘الفائزين‘. فإذا صفّق الجمهور لرائد الأعمال، حصل على ساعةٍ من عرض فكرته. ويخبرنا أنّه تمّ عرض 23 فكرة ليقع الاختيار على 10 منها، على غرار "إي باغ" ebag و"ويكي شوب" Wiki Shop من فرقٍ تابعة لجامعة عجمان، و"أي دول"Idoole و"في مول" Vmall و"نو روم" No roam، وغيرها من الأفكار التي حصلَت على الإرشاد والدعم خلال يومٍ كاملٍ خُصّص لـ"بار كامب".
  • "دايفرسيتي بروغرام" Diversity program لدعم المطوِّرات الإناث. اتّفق الجميع على أنّ مشاركة المرأة في مجالات التكنولوجيا ما زال ضئيلاً، وأنّ النساء ما زلنَ يشكّلن 12% من القوّة العاملة في شركات التكنولوجيا. وعن هذه القضية يقول جيبيسن، إنّه  "في البداية، نادراً ما كنّا نرى نساءً في الجمهور. ولكنّ الوضع بدأ يتغيّر، وأردنا المساهمة في ذلك من خلال الشراكة مع ‘إنتيل‘ Intel وبرنامج التنوّع." بدوره، يشرح لنا حرستاني أنّ هذا البرنامج يريد دعم المطوّرات الإناث، بحيث سيخصّص ميزانيةً للتكفّل بكلّ تكاليف مشاركاتهنّ في فعاليات "درويدكون"، من تذاكر السفر إلى الإقامة، بغية زيادة عدد النساء بين قائمة المتحدِّثين وبين الحضور.

في دروتها الأولى، نجحَت فعالية "درويدكون دبي 2015" باستقطاب عددٍ لا بأس به من المطوّرين وعشاق "أندرويد" والمتحدِّثين والطلّاب؛ عددٌ لا شكّ أنّه سيتزايد في الدورات المقبلة مع تزايد الاهتمام بمنصّات المصادر المفتوحة، وتحديداً "أندرويد"، التي غيّرَت الكثير في حياتنا وفي العديد من القطاعات، كما ومنحَت المطوِّرين فرصةً لتصميم تقنيّاتٍ وتطبيقاتٍ جديدة ومساحةً لتفجير مواهبهم وإبداعهم فيها.

مصدر الصوَر: صفحة "درويدكون دبي 2015" على "فايسبوك".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.