English

'ذيع موهبتك' مفهوم جديد لبرامج اكتشاف المواهب في مصر

English

'ذيع موهبتك' مفهوم جديد لبرامج اكتشاف المواهب في مصر

أثناء تسجيل أولى حلقات "ذيع موهبتك".

"تنفق الشركات الراعية للمواهب الغنائية ملايين الدولارات سنويًا على برامج صناعة النجوم، التي انتشرت بشكلٍ مُلفتٍ على القنوات الفضائية العربية، لذلك قرّرنا نحن الذهاب إلى الموهبة في مكانها وتسليط الضوء عليها." هكذا عرّف شريف حسني مشروعه الجديد، "ذيع موهبتك" Zee3 Mawhbtak، برنامج مصريّ للبحث عن المواهب بمختلف أنحاء الجمهورية، وذلك من خلال كشك تسجيلٍ متحرّكٍ يجوب المحافظات، لفتح المجال أمام مواهب غناء تسعى لأن يتمّ اكتشافها.

يؤمن حسني أنّه "ليس من العدل أن نعتمد على استيراد أفكارٍ غربيةٍ، على شاكلة برامج ‘إكس فاكتور‘ X-Factor و"محبوب العرب" Arab Idol، لاكتشاف مواهب مصرية، في حين يمكننا تطوير أفكارنا الخاصّة لتطبيقها في العالم كله."

وبعد أكثر من شهرَين من العمل على الأرض، اكتشف حسني أنّ مصر ثريّةٌ جداً من حيث المواهب الغنائية. وعن هذا الأمر يقول: "أتعرّف إلى العديد من المواهب الوهمية يوميّاً في كلّ مكان، لكن بعد تسجيل الحلقة الأولى نهاية مارس/ آذار الماضي، تأكدتُ أنّنا شعبٌ لايزال في جُعبته الكثير، وأنّ دقيقتَي تسجيلٍ لن تكون كافية."

لم يكن "ذيع موهبتك" فكرةً جاذبةً للشباب فقط، إذ يؤكد حسني أنّها "استقطبَت فئاتٍ عُمريةً مُتفاوتةً بشكلٍ كان مُفاجئاً ومُشجّعاً بالنسبة لنا؛ لقد شارك معنا الأطفال والنساء وحتى الشيوخ."

حقّقَت أولى حلقة للبرنامج ما يزيد عن 39 ألف مشاهدة في غضون 5 أيّام فقط، وهو ما يعطي انطباعًا عن اهتمام الجماهير من متابعي شبكات التواصل الاجتماعي.

خطوات متتالية منذ إطلاق "ذيع انت"

أطلق حسني "ذيع موهبتك" من رحم مشروعه الإعلامي "ذيع انت" Zee3 Enta؛ وهو كُشك متنقلٌ يجوب الجمهورية مُنقّباً عن أصوات المواطنين البُسطاء، وسط ضجيج النُخب والمشاهير، ليمنحها مساحةً من حرّية التعبير في كلّ المجالات عبر نشر مقاطعهم المسجلة على موقع يوتيوب.

ويعلّق حسني قائلاً: "إذا كان الإعلام التقليدي يساهم بتسليط الضوء على المشاكل التي يواجهها الشعب من وقتٍ لأخر، فنحن نركّز في ‘ذيع انت‘ على حثّ المواطنين على اقتراح حلول. كما نبادر في بعض الحالات إلى التواصل مع الجهات المعنية، إذا ما تطلب الأمر ذلك."

وكنا في "ومضة" قد سلّطنا الضوء على "ذيع انت" مطلع العام الماضي، متسائلين حول احتمالية عرض "ذيع انت" على إحدى القنوات الفضائية. وبالفعل، بثّت قنواتٌ خاصّةٌ في شيكاغو (نهاية 2013) بعض المقاطع، كما عرضَت قناة CBC مقاطع أخرى في رمضان الماضي. ومنذ 3 أشهر بدأت قناتا "نايل لايف" Nile Life و"نايل كوميدي" Nile Comedy بعرض حلقات "ّذيع انت" على شكل فواصل.

تكامل بين المشروعين

يرى حسني أن "ذيع انت" وذيع موهبتك" هما مشروعان متكاملان، "فإذا كان الهدف من ‘ذيع انت‘ فتح المجال للمواطن للتعبير عن أحلامه وطموحاته، لا بدّ ألّا نتجاهل أيضًا مواهبه، التي تحتاج أن ترى النور."

ويوضح أنّه "كان لابدّ من إيجاد نموذجٍ جديٍد من المشروع لسدّ ذلك الفراغ، ولاسيّما أّن الطرق التقليدية المتاحة أمام تلك المواهب مليئةٌ بالمعوقات، بحيث يخضع الحُكم فيها لعوامل كثيرة. أمّا ‘ذيع موهبتك‘ يقوم في الأساس على فكرة أنّ الجمهور هو لجنة التحكيم الوحيدة، والموهبة هي النجم الوحيد كذلك."

ولكن لعلّ أبرز ما يميز "ذيع انت" عن "ذيع موهبتك"، هو اللون الترفيهي لهذا الأخير الذي لا يتوقّف عند حدوده، حيث يوفّر فرصاً للموهوبين لتسجيل أوّل إصداراتهم فيصبح لديهم ما يُقدمونه للمُنتِجين. وذلك في محاولةٍ لإيجاد همزة وصلٍ بين الموهبة والباحثين عنها."

كثيرون هم أصحاب المواهب، وقليلة هي الفرص. ولكن ليس بعد الآن ربّما!

ولن تقتصر المواهب في "ذيع موهبتك" على الغناء فقط، بل يعتزم مؤسِّسو المشروع توسيع شريحة المواهب بعد انتهاء الموسم الأول، الذي من المقرر له أن ينتهي قبل شهر رمضان المقبل.

قد يكون لبرنامج حسني الأوّل "ذيع انت" الفضلَ في خروج برنامجه الثاني "ذيع موهبتك" إلى النور، ليستقطب الأخير بدوره شراكةً مع "تيوب ستار نتورك" Tube Star Network، الشبكة متعدّدة القنوات على الإنترنت، والتي تهدف إلى اكتشاف المواهب ودعمها بالإمكانات والخبرة في محاولةٍ لصناعة نجوم جدد على الشبكة العنكبوتية.

و"تيوب ستار نتورك" التي تمدّ المواهب بالتدريبات التطويرية والانتاج الكامل، سبق أن دعمَت مشروع "ذيع موهبتك" بالتمويل محليًا، وتعتزم التوسّع به إقليميًا، حسب حسني.

نصائح لرواد الأعمال

عمل حسني في مجال الشبكات ونظم المعلومات لسنواتٍ طويلة، ثم أسّس "بي ام سي" PMC كشركة إعلاناتٍ توعويةٍ مجتمعية تبثّ مقاطعها على يوتيوب. وهي الشركة الأم لمشروع "ذيع انت".

ويرى هذا الرياديّ الذي يبلغ الثلاثينات من العمر أنّه دخل القطاع الريادي "عجوزاً،” حيث قال "لابد من الاعتراف بأنّ تغيير المسار، خاصّةً في مرحلةٍ عمريةٍ متقدّمة هو مُجازفة. ولذلك أنصح الشباب ببدأ المُغامرة مبكراً؛ سيواجهون عوائق أمامهم، ولكن ستكون الخسائر أقل."

"وفي النهاية، إنّ القدرة على المجازفة هي سّر النجاح."

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.