English

هل ينجح تطبيق للفوازير الرمضانية في حملته على 'ذومال'؟

هل ينجح تطبيق للفوازير الرمضانية في حملته على 'ذومال'؟

بعد غياب نكهة الأجواء الرمضانية الخاصّة التي ارتبط بعضها في ذهن المواطن العربي بـالفوازير، قرّر فريق عمل "كولرز سوفت وير" Colors Soft Wareلتطوير الألعاب الإلكترونية إنتاج أوّل تطبيق فوازير رمضانية يتضمّن ألعاباً تفاعلية، بعنوان "ألف ليلة" Alf Leila Fawazeer، وذلك على الإنترنت ومنصّتَي "أندرويد" Android و"آي أو إس" iOS، على أن يكون الإطلاق في شهر رمضان القادم.

"ألف ليلة" تسعى لجمع تمويلٍ جماعيّ من منصة "ذومال". (الصورة من "ذومال")

وفيما يأتي ذلك في وقتٍ يصبّ فيه الكثير من الشباب العربي اهتمامهم على صناعة الألعاب الإلكترونية، لاسيّما في ظلّ توقّعاتٍ بأن تبلغ قيمة سوق الألعاب الرقمية في المنطقة3.2 مليار دولار بحلول العام المقبل، يقول مؤسِّس "كولرز سوفت وير"ومديرها التنفيذيّ، عمرو حسين: "من الظلم لتراثنا أن يُهمَل وأن تُسَلّط الأضواء على مُنتَجَاتٍ غربيةٍ، تاركين مخزون ثقافتنا الثريّ الذي يُمكن مع بعض التطوير أن ينتِج محتوىً يتفوّق على المُنتَجات الغربية بكلّ عناصر الإبهار فيها، ويكون بمثابة همزة وصلٍ بين الفنّ العربي والترفيه والتكنولوجيا."

حملة تمويل جماعي على "ذومال"

وكما كلّ المشروعات الريادية، شكّل هاجس المال أوّل التحدّيات وأهمّها أمام فريق عمل "كولرز سوفت وير"، لإطلاق فوازير "ألف ليلة".

وفي ظلّ النجاحات المتتالية التي تشهدها حملات التمويل الجماعي، لجأ حسين إلى تدشينحملة تمويل جماعي على منصّة "ذومال" Zoomaal، بهدف حشد 25 ألف دولار.

ويعتزم الفريق (حال نجاح الحملة) توجيه التمويل لإصدار فوازير "ألف ليلة" موسم 2015 ، وإنتاج 30 حلقة من القصص المصوّرة "كوميكس" Comics، والتسويق، وتحضير جوائز الفائزين. أمّا الجوائز المرتَقَبة  فتتضمّن ألف جنيه مصري يوميًا (أقلّ من 130 دولارًا)، وجهاز "آيفون" iPhone إسبوعيًا.

وسواء نجح الفريق في حشد المبلغ أم لا، ستتواكب قيمة الجوائز مع مبلغ التمويل، علمًا أنّ المبلغ المحقّق حتّى الآن لايزال أقلّ من 7 آلاف دولار.

وفي الوقت الحاليّ، لا يركّز حسين وفريقه على جذب مستثمِر، حيث يقول: "سنكتفي بحملة ‘ذومال‘  الآن، ونؤجّل وخطوة البحث عن مُستثمِرٍ إلى مراحل مُقبلة أكثر تطوّراً، أو في حالة التوسّع إلى الأسواق العالمية."

"ألف ليلة" خطوة بلورتها "سوبر صايم"

ليست هذه التجربة الأولى لفريق "كولرز سوفت وير"، الذي عمل 10 سنوات على الأرض في مجال البرمجيات والإدارة والاتصالات.

فقبل فوازير "ألف ليلة"، أطلق الفريق (المكوّن من 8 أفراد تمتزج خبراتهم بين الإخراج الفني والسينمائي والتطوير والتصميم)  تطبيق "سوبر صايم" Super Sayem على "فيسبوك"، في رمضان 2014.

وتضمّن تطبيق "سوبر صايم" المجاني أربع ألعاب أساسية هي "ألف ليلة وليلة" التي تعرض حلقات "كوميكس| Comics متبوعةً بمجموعة أسئلة؛ ولعبة "مسلسلات" لطرح عدّة أسئلة يومياً عن مجموعة مسلسلات قديمة؛ ولعبة "الخشاف"، وهي النسخة العربية من "كاندى كراش"Candy Crush؛ ولعبة "فين السلاح" التي تدور حول البحث عن السلاح داخل مسرح الجريمة.

هل تصبح رسوم الكوميكس سوقاً واعدة في المنطقة ويقع الرواد في ‘عسلها‘؟

وفي وقتٍ أُطلَق الفريق تطبيَق "سوبر صايم" التجريبي لجذب المشاركات وقياس تفاعل السوق العربيّ الرقميّ مع الألعاب المطروحة، وصل عدد أعضاءالصفحة إلى 46 متابع، كما شهد التطبيق 10 آلاف مستخدِم.

وحققت لعبة "ألف ليلة وليلة"، بحسب حسين، "تجاوباً ملحوظاً على فيسبوك"، ممّا شجع الفريق على الانتقال بالفكرة إلى مرحلةٍ أكثر تطوّرًا، بعد تغيير اسم الصفحة من "سوبر صايم" إلى "ألف ليلة".

أمّا سبب اختيار "فيسبوك" من قبل حسين لتركيز مجهود التسويق، فيعود إلى كونها منصّة تجمع معظم شرائح مستخدِمي الإنترنت في مصر، بواقع22,4 مليون مستخدِمٍ، وهو ما يجعلها الدولة الأولى عربيًا استخدامًا لشبكة التواصل الاجتماعي.

صناعة الألعاب الرقمية في السوق المصري

رغم نجاح "ألف ليلة" على "فيسبوك" (بنظر حسين)، يواجه الفريق مُشكلة الترويج لمُنتَجه وسط سوقٍ محلّيٍ "ضعيفٍ نسبيًا ولا يزال يحبو بسبب غياب ثقافة شراء الألعاب الرقمية إلكترونيًا، وبسبب ضعف الاستثمار الذي عادةً ما يُعرقل خروج الأفكار الجديدة إلى النور"، حسبما يقول حسين.

ونظرًا "لعدم ترحيب المستخدِم العربيّ بفكرة استخدام بطاقة الائتمان أثناء اللعب"، كما يشير حسين، فقد طوّر فريق عمل "كلورز سوفت وير" خوارزميةً لزيادة مجموع نقاط اللاعب عن طريق  إرسال رسالةٍ من خلال تطبيق اللعبة، تكلّف جنيهاً مصريّاً ونصف (0.2 دولار أميركي تقريباً) كحدّ أقصى.

في ظلّ قراءاتٍ محفّزة وأخرىمنفّرة حول صناعة الألعاب الرقمية في المنطقة، هل نتوقع نجاح حملة التمويل لتطبيق فوازير "ألف ليلة" على "ذومال"، في إطار إنطلاقةٍ جديدة تُسهم في نشر الثقافة العربية وإحياء التراث العربي في قالبٍ ترفيهي؟

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.