English

خالد الخضير ترك عمله وأسّس موقعاً لتأمين الوظائف للنساء في السعودية والخليج [صوتيات]

خالد الخضير ترك عمله وأسّس موقعاً لتأمين الوظائف للنساء في السعودية والخليج [صوتيات]

 ليس بالضرورة أن يشكّل العمل في الشركات الكبرى حاجزاً أمام ريادة الأعمال، إذ يمكن الاستفادة منه واكتساب الخبرات وبناء العلاقات قبل التوجّه نحو سوق العمل على انفراد. هذا ما حصل مع خالد الخضير الذي سوف يطلعنا في مقابلته السريعة مع "أنتربرينرجي" Entreprenergy على مسيرته الريادية، وكيف أصبح رائد أعمالٍ ناجحاً من السعودية.

الخضير، مؤسِّس "جلوورك" Glowork، أوَل موقعٍ لتمكين المرأة وتقديم خدمات التوظيف لها في دول مجلس التعاون الخليجي، عاش قبل ذلك في كندا عدّة سنوات ومن ثمّ في بريطانيا، ومن هذَين البلدَين حاز على شهادات في التسويق والموارد البشرية وعلم النفس. بعد ذلك، عمل في شركةٍ استشارية لثماني سنوات، ثم أراد أن ينتقل إلى شركةٍ قدّمَت له راتباً أعلى ومنصباً أعلى، ولكنّه عاد إلى الشركة التي عمل فيها سابقاً مع راتب أقل، "لأنّ المال ليس كلّ شيء، بل المكان الذي تعمل فيه إذ يجب أن يكون مريحاً لك،" بحسب الخضير.

هذا الرائد الذي كان يبلغ 28 سنةً عندما كان رئيساً تنفيذياً للعمليات في شركةٍ عالمية، كان من الصعب عليه أن يخاطر بهذه الوظيفة. لكنّه قرّر الانطلاق في عالم الريادة معتمداً على مقولة والده "عليك أن تعمل لكي تجد." وممّا ساعده أن الشركة التي كان يعمل فيها أعطته سنةً كإجازة ليجرّب، بحيث إذا لم ينجح يستطيع العودة إلى عمله السابق.

يقرّ الخضير كما كلّ الروّاد بمواجهة الفشل في العمل والحياة الشخصية، ولكنّ "هذه الأمور تُعلِّم." وممّا تعرّض له في عمله الرياديّ أنّه لم يكن يحتفظ بالإيصالات والفواتير التي كان يدفعها أو يحصّلها، لأنّه لم يكن يعطي أهمّيةً للمحاسبة. وبعد سنةٍ تقريباً، عندما جاءت شركات المراجعة المحاسبية، لم يجدوا أيّ فاتورة ما سبّب له مشاكل كبيرة فيما بعد مع المصارف بالنسبة للقروض والحصول على التمويل. ولهذا كان الدرس الأبرز الذي تعلّمه ويدلّ روّاد الأعمال عليه، هو ضرورة الاحتفاظ بالأوراق المالية للمدخَلات والمخرجات وأيّ ورقةٍ مهمّة، ماليةً كانت أم غير ذلك.

لم تكن الفكرة وراء "جلوورك" وليدة صدفة، بل جاءَت نتيجة الصعوبة التي واجهَها الخضير كشابٍّ والصعوبة الأكبر التي واجهَتها أخته وسواها من النساء في البحث عن عمل. ولذلك قام الخضير بدراسة السوق لستّة أشهر، فكان الحلّ عبر موقعٍ إلكتروني يربط بين الشركات والباحثات عن عمل في دول مجلس التعاون الخليجي. والآن تحوّل التوظيف إلى جزءٍ صغيرٍ من الموقع الذي بات يقوم بأمور أخرى، مثل التعليم عن بعد وتأمين العمل للسيدات وتدريبهنّ قبل التوظيف، وتنظيم الفعاليات، وغيرها من النشاطات. وفي المستقبل، يريد هذا الرائد "تطوير الموقع لينتشر في الشرق الأوسط وربّما العالم."

وقبل ذلك، لطالما سمع الخضير الناس يشتكون بأنّ ريادة الأعمال صعبة لأنّ لا أحد يساعد ولا يموّل. ولكنّه بالرغم من ذلك، وبالرغم من أنّ الزواج أخّره عن ترك وظيفته والبدء بعملٍ مخاطر، قرّر تغيير مسار حياته وأن يصبح هو ربّ عمله بفكرةٍ مبتكرة، ولا ينسى أن يذكر زوجته التي ساندته في مشروعه. ويشير إلى ذلك بالقول إنّ "الأمر صعب، ولذلك أنصح كلّ من يريد أن يصبح رائد أعمال أن يكون مستعدّاً لذلك أوّلاً وإلّا سيواجه المشاكل."

يذكر الخضير أنّ مشكلته الكبرى هي أنّه لم يكن يستمع لأحد، ولكنّ الحياة علّمَته أن ينجح من الفشل، وهذه من الأمور المهمّة التي جعلَت منه رائد أعمال ناجح. ومن العادات الناجحة التي يمارسها، يشير إلى الاستيقاظ والذهاب إلى العمل باكراً، وجمع الموظّفين كلّ أسبوع للحوار والحديث عن تطوير العمل. فهو، على ما يقول، يفضّل التواصل الشخصيّ أكثر من التواصل عبر البريد الإلكتروني. كيف لا وهو مؤلّف كتابٍ بهذا الشأن يحمل عنوان "التواصل الفعّال ضمن بيئة العمل" Communicating effectively in the work place.

وعن الموارد الإلكترونية التي يستخدمها بنفسه ويستفيد منها في عمله، يشير الخضير إلى "جوجل" Google، وكذلك إلى مواقع التواصل الاجتماعيّ التي تُعتَبر أكثر ما يستخدمه المرء للتواصل مع أصدقائه أو مع عملائه. كما يخبرنا أنّه استفاد في شركته من البيانات الموجودة على مواقع التواصل من أجل توظيف المرأة. ويدلّنا أيضاً على "زوهو" Zoho لإدارة العلاقات مع العملاء CRM الذي يمكن لكلّ روّاد الأعمال أن يستفيدوا منه لتنظيم قاعدة البيانات الخاصّة بالعملاء والتواصل معهم. ولقد جرّبه بنفسه قبل أن يصبح لديه برنامج الخاص، حيث تقدّمَت آلاف النساء بطلبات عملٍ، وبات لدى "جلوورك" كميةً ضخمة من البيانات التي ينبغي تنظيمها، وهو ما فعلوه واستفادوا من هذه البيانات لتحليل السوق.

أمّا أفضل كتابٍ للأعمال بالنسبة إليه فهو Value Proposition Design، لمؤلّفيه أكسندر أوستروالدر وإيف بنجير وجريجوري بيرناردا وآلان سميث، الذي علّمه كيف يأخذ الفكرة لكي تصبح منتَجاً حقيقياً.

استمع إلى المقابلة من هنا:

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.