English

كيف هبطت الفكرة الريادية على فؤاد مدهون فجأة ونجح فيها؟ [صوتيات]

كيف هبطت الفكرة الريادية على فؤاد مدهون فجأة ونجح فيها؟ [صوتيات]

الرغبة الكامنة في داخلك في أن تكون رائد أعمال، ستظهر في أيّ لحظةٍ قد لا تتوقّعها. هكذا أصبح اللبناني فؤاد مدهون، الذي كان موظّفاً ناجحاً، رائد أعمالٍ ناجحاً وطموحاً أيضاً.

 في مقابلةٍ مع "أنتربرينرجي" Entreprenergy، يخبرنا مدهون الذي تخرّج من الجامعة اليسوعية في لبنان باختصاص إدارة الأعمال، أنّه اكتشف فكرته الريادة بينما كان عائداً من وظيفته.

ويقول: "بينما كنتُ عائداً إلى المنزل، وجدتُ متجراً للبيع في شارع السوديكو في بيروت، فاتّصلتُ بصاحب المحلّ ولكنّه طلب سعراً مرتفعاً." ولكن في اليوم التالي، اتّصل المالك بمدهون ليخبره أنّ شخصاً أجنبياً يريد افتتاح المحلّ للرسم والأشغال على السيراميك؛ هنا، لمعَت الفكرة في رأس الموظّف الشاب، وقرّر الاستثمار في هذا المتجر.

يشير مدهون إلى أنّه لطالما حلم أن يفتتح مشروعه الخاصّ وأن يكون صاحب عمله بنفسه، ولكن "كنتُ أنتظر الفرصة المناسبة. جرّبتُ أن أترك وظيفتي ثلاث مرّات ولكنهم كانوا يستبقونني لأنّني كنتُ ناجحاً لديهم؛ وبعدما استأجرتُ المحل قرّرتُ تغيير مسار حياتي وترك الوظيفة في عام 2008،" كما يقول في المقابلة الصوتية.

في ذلك المكان، ومنذ عام 2009، بات يوجد ما يعرف بـ"سيرامكس أن مور" Ceramics ‘N more، وهي متجر للرسم على السيراميك وتصميم الأغراض يتخلّلها مقهى ومطعم. وفي عام 2013، تمّ افتتاح فرعٍ آخر للمتجر-المقهى في منطقة ضبيّة شمال بيروت. ومن المشاريع الأخرى لمدهون، مقهى "27 كافيه پاب"  27 Cafe Pub في شارع بدارو البيروتي.

تقدّم "سيرامكس أن مور" متجرات حرفية مصنوعة من السيراميك، ومقهى، ومكاناً لاحتفالات الأطفال وغيرها من الخدمات. (الصورة من "فايسبوك")

وعن الفكرة وراء إنشاء "سيرامكس أن مور"، يشرح مدهون أنّه استأجر المحلّ وفي باله فكرةٌ لبيع أغراضٍ خاصّةٍ للأطفال، "ولكن أردتُ بيع أغراضٍ تناسب المجتمع اللبناني، مقهى ومطعم ومتجر لبيع الأغراض."

 ثم بعدما بدأ بالتصميم الداخلي للمتجر، يقول إنّه حصل على دعمٍ مادّيٍ ومعنويٍّ من العائلة واستأجر محلّاً ثانياً. ويشيف أنّ "العمل استمرّ لشهرَين بأقصى جهد، كما أنّ الأبواب فًتحَت أمامي. وفي آب/أغسطس 2009، افتتحنا المشروع وانطلقنا."

ولتميّز المشروع هذا، تمكّن من جذب الزبائن منذ اللحظات الأولى لولادته، حيث دخل عددُ منهم إلى متجر "سيرامكس أن مور" في ساعات الافتتاح الأولى، وبقوا أوفياء إلى الآن، بحسب الرياديّ اللبنانيّ.

ولكن هل كانت كلّ الأمور سهلةً إلى هذا الحدّ؟

لا.

لقد واجه مدهون الفشل في شراكةٍ مع أشخاص من خارج قطاع الفندقية، وذلك بعدنا أنشأ وإيّاهم مطعماً عَمِل جيّداً في البداية لكنّه لم يستمرّ بسبب الأخطاء المتكرّرة من قبل الشركاء الذين لم يكونوا ضليعين في القطاع، والذين انسحبوا من المشروع وتركوا مدهون وحيداً.

وبالتالي، يشير هذا الشابّ اللبناني إلى أنّ هذه التجربة لم تمرّ دون تعلّم الكثير من الدروس، أبرزها تجنّب الشراكة الخاطئة. فالثقة المطلقة لا يجب أن تعطى بسرعةٍ ولأيّ شخصٍ كان لأنّها ستؤدّي إلى المشاكل. ولذلك، "ثِقْ بالشخص المناسب وشارك الشخص المناسب،" وفقاً لمدهون.

وعن كيفية التأكّد من الشخص ومصداقيّته، يجيب: "أنا لا أشارك أحداً حالياً؛ ولكن إذا أردتُ ذلك فيجب أن يكون الشخص قادراً على إضفاء قيمةٍ لعملي، ولديه خبرةٌ في المجال على الأقلّ، وأن يكون بيننا معرفةٌ ولو قليلاً."

ولربّما هذا ما يفسّر إشارة مؤسّس شركة "سيرامكس أن مور" إلى أنّ النصيحة الأفضل التي تلقّاها خلال مسيرته الريادية هي: "لا تخلط الأمور الشخصية بالعملية".

بالرغم من أنّ الخطوة الأولى التي اتّخذها مدهون لم تكن واضحة، إلّا أنّه عمله بدأ يكبر ككرة الثلج بعد ذلك. ويشرح الأمر بأنّه "عندما يراك الناس متحمّساً لما تفعله، فسيقومون بالتسويق لك ولعملك عبر أحاديثهم الإيجابية عنك."

جانبٌ من مقهى "27 كافيه پاب" في شارع بدارو في بيروت. (الصورة من "فايسبوك")

ولكن بعدما افتتح مشروعه الأوّل من دون تخطيط، يقول إنّه لن يفعلها ثانيةً إذا عاد الزمن، "لأنّك يجب أن تنطلق بطريقةٍ صحيحةٍ كي لا تعاني فيما بعد."

 أمّا للخروج بفكرةٍ ريادية، فيجب أن تشعر بالحماس لذلك، كما يجب أن تقوم بدراسات ٍكاملةٍ عن المشروع حتّى ولو فعلت ذلك بنفسك، يقول مدهون مضيفاً أنّه "يجب ألّا تدخل باستثمار أكبر من طاقتك لأنّه سيتعبك لفترةٍ ليست بقليلة."

من جهةٍ أخرى، لا ينسى أن يؤكّد على دور العمل ضمن فريقٍ ناجح، فيخبرنا أنّ المقولة التي يفضّلها ويتّبعها هي: "معاً، ومع قائدٍ جيّد، يستطيع كلٌّ منّا تحقيق الأكثر."

أمّا العادات الناجحة، فيقسّمها مدهون بين العملي والشخصيّ. وممّا يتّبعه ضمن عمله ويفضّله، أن يكون ملمّاً بتطبيق كلّ المهام في كلّ الوظائف، وأن يكون قريباً من الموظّفين مع الحفاظ على القرار، كما وأن ينوّع الأعمال والمناطق لتقسيم المخاطر.

وبعدما يتحدّث عن أهمّية الاطّلاع على الأخبار السياسية والتكنولوجية للحصول على أفكار جديدة، ينصحنا بموارد إلكترونية مثل "مايكروسوفت أوفيس" Microsoft Office و"جوجل"  Google للاستخدامات اليومية، و"لينكدإن" LinkedIn للتواصل والتوظيف، والمواقع الإخبارية مثل "لايف961" Live961 للأخبار السياسية والاقتصادية.

وعن الكتب التي يفضّلها، يقول إنّه لا يقرأ الكتب الاقتصادية عادةً، "بل أركّز على السياسية منها. وبالتالي أنصح الشباب اللبناني خصوصاً بالقراءة عن حرب لبنان، ويمكنهم حتى مشاهد فيلمٍ وثائقيٍّ عنها، لكي يتعلّموا من أخطاء الماضي ولا يقعوا فيها مجدّداً؛ فالسياسة تصنع الاقتصاد."

استمع إلى المقابلة من هنا:
 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.