English

الشركات الشرق أوسطية تتألّق في ستوكهولم [رأي]

English

الشركات الشرق أوسطية تتألّق في ستوكهولم [رأي]

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ستوكهولم خلال فعالية "ستوكهولم تك" #sthlmtech. (الصورة من أورور بلفراج)

في الغرب، عندما تُحدِّث مستثمِرين أو شركاتٍ كبرى أو وسائل إعلام عن العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإنّهم يريدون أن يعرفوا أكثر عن الفرص المتنامية واللاعبين وهيكلية السوق في تلك المنطقة.

ومن المفارقات أنّه عندما أُخبِر الناس في المنطقة عن حماسي حيال الفرص المتنامية للتكنولوجيا، فإنهم كثيراً ما يسألون السؤال عينه - لماذا؟

الفرص التي تتمتّع بها الشركات التكنولوجية في المنطقة هي فرص حقيقية. ورغم أنّ البيئة الحاضنة لا تزال حديثة النشأة، والشركات الناشئة قد تكون غير ناضجةٍ في بعض الأحيان، والمستثمرين قد يكونون قليلي الخبرة مع هذه الفئة الجديدة من الأصول، إلّا أنّني صادفتُ الكثير من المواهب والطموح وسعة الاطّلاع والابتكار خلال العامَين الأخيرين لي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.

في إطار الجولة التي تحمل عنوان ‘تحية إلى الأبرياء والمجانين‘Saluting the Naive and Crazy قمنا بزيارة 9 مراكز للشركات الناشئة في المنطقة، هي دبي وعمّان وتونس وإربيل العراق، والدوحة والقاهرة والرياض وبيروت. في تلك الجولة كان من دواعي سرورنا مناقشة مسائل النموّ والابتكار واكتساب المستخدِمين والحصول على التمويل والانتشار عالمياً، في إطارٍ غير رسميٍّ مع مواهب خارقة ومستثمرين من المنطقة. وهي إذ بدأت على أنّها جولة ترعاها شركات كبرى للإلهام والترفيه، انتهَت مع محفظةٍ من المستثمرين التأسيسيين وأصحاب المناصب الاستشارية ومهام الحكومية. وفي حين كان تناول الباذنجان من الأولويات، غير أنّ إمكانات الاستثمار في الشرق الأوسط تعتبر عامل جذبٍ قويٍّ بلا شكّ.

كما يقولون، المشاركة تدلّ على الاهتمام؛ لذا، كان من اللائق مشاركة الفرص التي تتمتّع بها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع المستثمرين والشركات الناشئة في ستوكهولم. وكان من الممتِع أن ترى داني وأمير فرحة من "بيكو كابيتال" BECO Capital ونعمان نعمان وعلي كاراباي "212"/إسطنبول وهم يرتدون قمصاناً من الصوف ويعتمرون قبّعاتٍ من الفرو ويواجهون بأنوفهم الحمراء بدايات الشتاء السويدي المبكر.

ولكنّ ستوكهولم شديدة الحرارة الآن؛ ففيها تتوافر رؤوس الأموال بكثرة، ويوجد الكثير من الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، بالإضافة إلى بيئةٍ حاضنةٍ ساهمَت في تنمية أعمالٍ منذ طفرة الألفية وصولاً إلى العصر الحالي، مثل "سبوتيفاي" Spotify، و"كلارنا" Klarna، و"ترو كولر" TrueCaller، و"سكايب" Skype، و"ترايد دابلر" TradeDoubler، و"كينج.كوم" KING.com صاحبة "كاندي كراش" CadyCrush، و"موجانج" Mojang صاحبة "ماين كرافت" Minecraft، وغيرها الكثير.

MENA investors in Stockholm

صورة سيلفي عالمية (من اليسار إلى اليمن): أورور بلفراج؛ أمير فرحة الشريك المؤسسّ والشريك الإداري في "بيكو كابيتال"؛ علي كاراباي الشريك في "212"؛ نعمان نعمان المدير العام في "212"؛ وداني فرحة الشريك المؤسس في "بيكو كابيتال" ورئيسها التنفيذي.

وفي ستوكهولم - حيث نلتقي مرّةً واحدةً في الشهر لسماع آخر الأخبار، والدردشة، ومناقشة عمليات التمويل التي جرَت في الشهر الفائت، والتقييمات، وجسّ نبض المشهد التقني المتنامي - كان الحديث مؤخراً كلّه عن منطقة الشرق الأوسط وتركيا.

في تلك الفعالية التي اجتمع فيها ما يزيد عن ألف شخص، كان الجمهور حريصاً على سماع أخبار أسواق المنطقة وآخر الابتكارات فيها، وكيف يمكن بناء الجسور معها.

ولكن في الواقع، تعتبر الولايات المتّحدة بمثابة ‘الكأس المقدسة‘ بالنسبة لغالبية الشركات الناشئة السويدية، غير أنّ السوق هناك باتت مشبعةً وتنافسيةً جدّاً.

وبالتالي، كانت رسالتنا لهم: لا تنسوا سكّان تركيا الذين يبلغ عددهم 75 مليوناً، فـ35 مليوناً منهم يمتلكون هواتف ذكية وحساباتٍ على "فايسبوك"، ومعدّل انتشار بطاقات الائتمان بينهم مشابهٌ لما هو عليه في بريطانيا. لا تنسوا مصر، لا تنسوا السعودية، أو حتّى الإمارات والمشرق العربي وشمال أفريقيا. هل أحتاج إلى قول أكثر من ذلك؟ لا حدود للابتكار، والأسواق أصبحت عالميةً أكثر مع تزايد الفرص الإقليمية لنموّ أيّ شركةٍ ناشئةٍ قابلةٍ لأن تكون عالمية - وأعني النموّ حقّاً.

الاهتمام الحقيقيّ الذي حظيت به "بيكو كابيتال" و"212" عند مناقشة أوضاع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع المستثمرين والمؤسّسات والشركات الناشئة في ستوكهولم، أظهرَ أنّه يوجد فرصٌ حقيقية. لذلك، فلندعُ الشركات الناشئة والمستثمرين في أوروبا لاستكشاف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتأسيس متاجر فيها. فهذه عملية طويلة الأمد، ولا بدّ من الإيمان بالفرص التي يجب أن تكون مربحةً للطرفين.

وفي الختام، يمكن تلخيص هذا الأمر كما يقال في السويدية: Hej Hej, Tack Tack, Puss Puss؛ أي مرحباً مرحباً، شكراً شكراً، قبلات قبلات.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.