English

هذا ما يريده الحكّام في عروض المشاريع

English

هذا ما يريده الحكّام في عروض المشاريع

لجنة الحكام في فعالية "سيد ستارز" بيروت، في تشرين الثاني/نوفمبر، في "المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي"  UK Lebanon Tech Hub. (الصورة لـ ميسا عجّان)

 بعدما غطينا عروض مشاريع 12 شركةً ناشئةً لبنانيةً ملفتة في فعالية "سيد ستارز" Seedstars، في بيروت خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2015، جمعنا الآن بعض الدروس المفيدة التي اكتسبها بعض الذين عرضوا مشاريعهم وقتذاك، علماً أنّ معظم الشركات التي عرضَت مشاريعها كانت تملك أصلاً قاعدة عملاء وكانت تعمل على دخول سوقها المستهدفة.

جون شحيبر، مدير مناطق أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "سيد ستارز وورلد" Seedstars World، والذي كان من حكّام المسابقة، أخبر "ومضة" أنّ أوّل ما كانوا يدرسونه هو الفريق والمنتَج ونموذج الأعمال والقدرة على التوسّع وحجم السوق – ولكن، ليس بهذا الترتيب بالضرورة.

وقال إنّه "عندما يختلّ أحد تلك المعايير الخمس فإنّه يؤثر على النجاح."

ومع وضع ذلك في عين الاعتبار، قام عددٌ من الحكّام بأخذ "ومضة" في جولة على عملية تقييم بعض المتنافسين:

1) "تيكل ماي براين" TMB

خسرَت "تيكل ماي براين" Tickle My Brain، لمؤسِّستها تارا نعمه، المركز الثالث في المسابقة أمام "لايف لايف" Lifelab.

هذه الشركة الناشئة التي تقدّم خدمات كتابة واستشارة عالية الجودة للأفراد والأعمال، حول كتابة السير الذاتية وخطط الأعمال وغيرها من الوثائق، انطلقت منذ عامٍ واحدٍ وهي تفرض رسماً أقلّه 100 دولار على خدمات رفيعة الشأن، وقد تجاوزَت مبيعاتها مئتي ألف دولار.

إنّ "‘تيكل ماي براين‘ ممتازة؛ ففريقها متين ومنتَجها متين، ولكن، عندما ننظر إلى قدرتها على التوسّع يبدو في ذلك مشكلة،" حسبما قال شحيبر لـ"ومضة"، وقد ظهر قلق الحكّام بشأن إدارة نعمه وإشرافها الشخصي على فريق الكتاب المستقلين، وقالوا إنّ ذلك قد يعرقل نموّ الشركة.

بالإضافة إلى ذلك، أراد شحيبر أن يعرف ما إذا كان بمقدورها خفض السعر الأدنى الذي تفرضه مع الحفاظ على الجودة في الوقت عينه، وتابع قائلاً: "أعتقد أنّه يمكنها فعل ذلك لكنّها ستستغرق عندئذٍ وقتاً طويلاً، لربما من خمس إلى ستّ سنوات، لكي تصبح شركة تساوي عدة ملايين."

في المقابل، كان ردّ نعمه أنّ المكافآت المالية التي تدفعها لكتّابها كبيرة بما يكفي لإبقاء جودة المنتج عالية، حيث تفرض "تيكل ماي براين" ما بين 500 وألف دولار على الطلبات الجامعية، وألفين إلى 4 آلاف دولار على خطّة عمل شركة مثلاً. 

بعض الحكام. (الصورة من "سيد ستارز")

2) "وانجو" Wango

"وانجو" تطبيق يشبه "تندر" Tinder للمواعدة، ويتضمّن مزايا متقدمة للمطابقة بين الناس يمكنها أن "ترشد" المستخدِمين المتطابقين في خلال المحادثات الأوّلية، فتقترح عليهم أماكن قريبة يمكنهم اللقاء فيها، وتستخدم طرقاً مبتكرة لكسر الجليد بينهما. انطلق التطبيق منذ عشرة أشهر، وبات لديه 9 آلاف مستخدم.

من نقاط ضعف التطبيق التي أشار إليها الحكام أنّه واحد من بين آلاف تطبيقات المواعدة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما إذا كان سيتمكّن من البروز والتميز عن غيره.

على هذا الأمر، ردّ مؤسِّس التطبيق سميدا دوريان باستخدام تطبيق المواعدة "بامبل" Bumble كمثال، قائلاً إنّ هذا الأخير يعمل مثل "تندر" غير أنّ النساء فيه هنّ من يقمن بالخطوة الأولى، "وقد بلغ 800 ألف مستخدِمٍ في ثمانية أشهر، لذا فإنّ الفروقات الصغيرة هذه هي التي تُحدِث الفارق الأكبر، ونحن نعمل على إثبات ذلك".

أمّا شحيبر، فقد أخبر "ومضة" لاحقاً بأنّ "المنتَج ممتاز، ويمكنه تحقيق نموٍّ هائل، وأصدّقه حين يقول إنّ لديه مزايا تجعله أفضل من ‘تندر‘، فالفريق متين، لكنّ السوق هي المشكلة".

بدورها، تفكّر "وانغو" في الانطلاق في فرنسا، بما أنّها "سوق المواعدة الأكبر بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة" ومن ثمّ الانتقال إلى الشرق الأوسط.

3) "كم كلمة" Kamkalima

 أداة تعليمية عربية عبر الإنترنت، تستهدف طلاب المرحلتين المتوسّطة والثانوية، وهي منصّة تعمل حتى الآن مع خمس مدارس محلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مقابل رسم دولارٍ واحد على الطالب في العام. وقال الشريك المؤسِّس سيرون شاميغيان إنّ لدى التطبيق "سوقاً هائلة" مع وجود أكثر من 138 ألف مدرسة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و50 مليون طالب.

عندما أراد الحكام معرفة لِمَ "كم كلمة" تقتصر على اللغة العربية، أجاب شاميغيان أنّ منصّات اللغة الإنجليزية تنافسية جداً، وبالتالي هناك "حاجة ماسة" إلى معلّمي اللغة العربية.

ولكن، أبرز ما أثار قلق الحكاّم كان قدرة "كم كلمة" على الصمود من الناحية التجارية.

وفي هذا الإطار، قالت كمبرلي سماحة من لجنة الحكام: "أحببتُ الفكرة، ولكن على الرغم من أنّ السعر الذي تفرضه هو دولار واحد في السنة على الطالب الواحد، فإنّ معظم الناس يفتقرون بشدّة إلى المال لدرجة أنّهم قد تعتبرون هذا الرسم مرتفعاً جداً بالنسبة لهم".

من جهةٍ ثانية، قال جوزيه عشاش، المدير العام في "إي بيه سويس" AP-Swiss، إنّ نموذج العمل يحمل قيمةً عالية، إلّا أنّ المشكلة تكمن في تفكير القطاع العام أو الحكومة، مضيفاً أنّ "كم كلمة" يمكنها أن تكون "معقولة التكلفة أكثر للأهل".

4) "ويلجو" Wylgo

"ويلجو" تطبيق لطلب صور الهاتف، يصل المستخدمين الذين يبحثون عن صورة معينة بعمال مستقلين متطوّعين يُدفع لهم حدٌّ أدنى يبلغ 5 دولارات في الشهر.

لدى التطبيق 100 طلب صور حتى الآن و300 ردّ، ولديه منافس واحد هو "أوكيه دو ذيس" OKDOTHIS الذي تمّ الاستحواذ عليه مؤخراً.

وقال الحكم فادي بزري عنه، إنّ "ذلك أمر جيد، فهو يعني أنّ المنتج جذّاب للمستخدمين".

ولكن، كون فريق "ويلغو" لا يضمّ سوى المؤسِّس، أثار ذلك قلق الحكّام.

وقد عبّر شحيبر عن ذلك لـ"ومضة"، قائلاً: "أعتقد أنّ الفريق يشكّل نقطة الضعف الأكبر، فهو يتألف من شاب واحد يعمل مع عمّال مستقلين. والسؤال هل سيتمكن من متابعة تطوير المنتج؟"

5) "لابتوب فرندلي" LaptopFriendly

"لابتوب فرندلي" شركة ناشئة تسمح للمستخدمين باستئجار المساحات المكتبية من المقاهي في خلال ساعات العمل المعيارية، من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة بعد الظهر.

يستند نموذج أعمالها إلى الحصول على نسبة مئوية ممّا يشتريه المستخدم في المقهى، وتنوي الانطلاق في لندن أولاً.

رأى الحكّام لها سوقاً محتملة و"قدرة عالية على التوسع"، غير أن ّشحيبر لفت إلى خيبة الأمل لدى سماع أنّ الشركة لم تحاول التواصل مع أيّ مقهى بعد لاختبار فكرتها.

وقال عشاش: "لقد أعجبتني الفكرة؛ لكنّ سؤالي يتعلّق بما إذا كان يمكنهم إيجاد عدد كافٍ من المقاهي المهتمة في إبرام شراكة معهم". 

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.