English

'مينا جوروس' مجموعة استثمارية جديدة تدعم الشركات الناشئة المصرية

'مينا جوروس' مجموعة استثمارية جديدة تدعم الشركات الناشئة المصرية

المتحدّث الرسمي باسم "مينا جوروس" Menagurus، هشام عبد الغفار. (الصورة من "ديلي نيوز" Daily News)

في أوائل العام الحالي، انضمّت "مينا جوروس" Menagurus (الموقع الإلكتروني ما زال قيد الإنشاء) إلى قافلة المجموعات الاستثمارية في مصر، برأس مال يقارب 12.7 مليون دولار بالعملة المحلّية.

وقام بتأسيس هذه الشركة مجموعةٌ من المستثمرين المصريين، يتراوح سقف استثماراتها بين 250 ألف جنيه (27 ألف دولار) و3 ملايين جنيه (383 ألف دولار)، بحسب هشام عبد الغفار، المتحدِّث الرسمي باسم المجموعة.

في وقتٍ لاتزال فيه مصر تستقطب اهتمام كبار المستثمرين من داخل وخارج أراضيها، تابعنا خلال عام 2015 سلسلة من الاستثمارات الأجنبية التي توالت على شركات مصرية ناشئة.

وبالطبع لم يكن لتلك الشركات أن تنمو وتجذب استثمارات لولا مجموعة من العوامل، أهمها وجود مستثمرين مخاطرين محليين يضخّون تمويلًا تأسيسيًا لدعم المشروع على تخطي مراحله المبكرة. ورغم محدودية عدد هؤلاء المستثمرين في مصر، إلّا أّن المحاولات مستمرّة من قبل المعنيين بقطاع ريادة الأعمال في مصر للنهوض بمقوماته الأساسية.

لذلك، وعلى مدار السنوات الثلاثة الماضية، توالى ظهور مجموعات استثمارية مكوّنة من مستثمرين مخاطرين قرّروا الاتحاد ورصد رأس مال جماعي، بهدف استثماره في الشركات الناشئة التي يرونها مناسبةً لخبراتهم وتوجهاتهم.

تلك المسيرة قادها عددٌ من المستثمرين، منهم خالد إسماعيل، مؤسّس "كيه آي أنجيلز" KI Angels، وأحمد الألفي الذي أسّس "كايرو أنجيلز" Cairo Angels، وحنان عبد المجيد، مؤسسة "كاميليزر" Kamelizer.

وبالعودة إلى "مينا جوروس"، يقول عبد الغفار في حديثٍ مع "ومضة" إنّ "حصّتنا في الشركة لا تتخطّى 15-20%، وننتظر عائدًا من 3 إلى 5 أضعاف خلال 5 سنوات. ورغم أنّ بعض المراقبين يقولون إن السوق الاستثمارية في مصر قادرة على تحقيق 10 أضعاف الاستثمار في 5 سنوات، إلا أنّنا بنينا خطط أعمالنا على 5 أضعاف فقط بأفضل تقدير."

تفضّل "مينا جوروس" أن يتواجد أحد أعضائها في مجلس إدارة الشركات التي تستثمر فيها لمتابعة مسيرة العمل وتحقيق الأهداف ومتغيرات نموذج العمل والمشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية.

وفي الوقت الحالي، تتواصل شركة الاستثمار هذه بنفسها مع الشركات الناشئة، بالإضافة إلى مؤسَّسات داعمة لريادة الأعمال مثل "مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال" "تيك" TIEC، وحاضنة أعمال الجامعة الأمريكية "في لاب"AUC V-Lab، والحديقة التكنولوجية "ذا جريك كامبس" The GrEEk Campus، للتعرّف على المشاريع المُحتضنة لديهم، والفرق القائمة عليها. "تعاونَتْ معنا تلك المؤسَّسات ولدينا الآن 320 طلب تمويل، ندرسها بعناية لنختار منها خلال الربع القادم 5 شركاتٍ فقط كدفعة أولى،" حسبما يشرح عبد الغفار.

الحديقة التكنولوجيّة الداعمة لريادة الأعمال "ذا جريك كامبس" (الصورة من "فايسبوك" Facebook) 

وعن عدد الشركات التي تعتقد "مينا جوروس" أنّها تستحقّ الدعم، يقول عبد الغفار: "لن أكون مبالغًا إذا قلتُ إنّ هناك 200 فكرة تستحقّ الدعم، ما أصابنا بحالةٍ من الانبهار من مستوى الشباب المصري كرواد أعمال، وأصبحتُ الآن أصدّق أكثر أنّ ستيف جوبز القادم سيخرج من مصر".

يتحدّث عبد الغفار عن المعايير التي يعتمدها فريقه لاختيار 5 من 200 فكرة، فيذكر نموذج العمل، وقيمة الفكرة للمجتمع، وقابليتها للنموّ إقليميًا وعالميًا. ويشرح الأمر بقوله: "نرى أنّ فريق العمل هو العنصر الأهم، فإذا لم يكن المؤسِّسون على مستوى الشغف والالتزام والإيمان بالفكرة المطلوبة، فلن يكون هناك أي معنى للشراكة، أما إذا كان نموذج العمل به أيّ خلل من وجهة نظرنا، فمن بين مهام المستثمر المخاطر أن يقوم بدور المرشد خلال رحلة رائد الأعمال المؤسِّس".

تفضّل "مينا جوروس" تمويل المشاريع التي تكون في مراحلها المبكرة وحتّى في مرحلة الفكرة، لكنّها يمكن أن تطّلع أيضًا على أوراق شركات تخطّت مرحلة التمويل التأسيسي وبدأت تبحث عن تمويل للتوسّع والنمو.

بما أنّ كلّ أعضاء "مينا جوروس" من ذوي الخبرات في التكنولوجيا والاتصالات، يقتصر التمويل على الشركات الناشئة العاملة في هذا القطاع. ويلفت عبد الغفار في هذا الصدد إلى "أنّنا أقدر على تقديم الدعم في هذا القطاع، كما أنّنا ندرس الآن مشاريع تقدِّم خدماتٍ طبيةً وترفيهيةً أيضًا، لكن في إطار المجال الرقمي."        

وعن المناخ الاستثماري في مصر، يقول عبد الغفار إنّه مليءٌ بالتحدّيات والمتغيّرات السريعة، إذ أنّ الاستثمارات محدودة فيما يتزايد زخم الأفكار والمشاريع يومًا بعد يوم. "لكنّني أؤمن بأنّ الفكرة الناجحة يكون لها بريقٌ يخطف الأنظار من بين ملايين الأفكار الأخرى، كما أؤمن أيضًا بأنّ المستثمِر يجب أن يكون لديه نزعةٌ وطنيةٌ تحفّزه لدعم اقتصاد البلد، من دون أن يكون ذلك على حساب تحقيق الأرباح بكلّ تأكيد."

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.