English

معماري ريادي أردني يقترح حلاً لمعضلة 'أبراج السادس' في عمّان

English

معماري ريادي أردني يقترح حلاً لمعضلة 'أبراج السادس' في عمّان

 

حنا سلامة متحدّثاً في الفيديو.

خرج المعماري الريادي الأردني الشاب حنا سلامة بفيديو شكّل "ضربة موفّقة" على "فايسبوك" لمحتواه غير التقليدي والتصميم ثلاثي الأبعاد الذي يستعرض حلّاً لمشكلةٍ لم يكن أحدٌ يتوقّع أن يتمّ التطرّق إليها من قبَل مجموعةٍ من الأفراد الشباب.

سلامة، ممثلاً عن فريق المهندسين في شركة التصميم المعماري التي أسّسها قبل عدة سنوات "حنا سلامة ديزاين" Hanna Salameh Design، عرض خلال ستة دقائق حلاً اعتبره الكثيرون ضرباً من ضروب الخيال لمعضلة مشروع أبراج "بوابة الأردن"، أو ما يسمى بأبراج السادس في أحد أكثر مناطق عمان حيوية.

بدأ العمل على مشروع "بوابة الأردن" من قبل مستثمِرين عرب لبناء برجَين متعدّدَي الاستخدامات في غرب العاصمة عمّان. وبدأت أعمال البناء في عام 2005، بحيث كان من المفترض انتهاء العمل به في عام 2010، إلّا أنّ العمل لم ينتهِ حتى الآن بسبب مشاكل ماليةٍ وقانونية على إثر الأزمة المالية العالمية في عامَي 2008 و2009.

تعرّض مشروع بوابة الأردن لكثيرٍ من الانتقادات بسبب تعارضه مع خط السماء المكوّن لعمّان، بالإضافة إلى انتقاداتٍ من قبل سكان المنطقة المحيطة به بسبب الإزعاج الذي يأتي من أعمال الحفر والبناء على مدار الساعة، ولكشفه كثيراً من المنازل المحيطة وانعدام موضوع الخصوصية في بعض الأحيان. هذا وبالإضافة إلى ضعف البنية التحتية المحيطة من شبكة المياه والصرف الصحّي والإرباك المروري الذي سيسببه البرجان، خاصّة أنّ المنطقة غير مؤهّلةٍ لاحتضانهما.

الحلّ الذي صمّمَته "حنا سلامة ديزاين" اقترح تحويل البرجين لما هو أشبه بحديقةٍ بيئية تساهم في حلّ مشكلتي الطاقة والمياه في العاصمة الأردنية، بالإضافة إلى إعادة الحديقة العامة للمكان.

بعرضِ توضيحيّ مثير، قدّم الفيديو حلولاً صديقةً للبيئة لمشكلة البرجَين المستعصية منذ عام 2005.

أسّس سلامة شركته للتصميم الهندسي في عمان عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره، ثمّ توسّع بعمله بشكلٍ وصل به إلى دبي وبعض الدول الأوروبية. وهو الآن يعمل على مبادرةٍ ريادية اجتماعية تسوّق للأردن كبلدٍ لديه موارد بشرية تستحق الدعم والاستثمار بهدف محاربة هجرة العقول الأردنية إلى الخارج.

في حديثٍ لسلامة مع "ومضة"، يوم أمس، بعد بضعة ساعاتٍ من نشره الفيديو الذي حصد أكثر من 460 ألف مشاهَدةٍ في غضون 24 ساعة، أفصح هذا الرياديّ عن أنّه كان قد بدأ التفكير بحلّ لمشكلة البرجين منذ ثلاثة أو أربعة سنوات لأنّ المشروع يشكّل مشكلةً من الأساس، كما أنّ توقُف العمل عليه كلياً شكّل حالةً من الاستياء بين العمّانيين، وتحديداً من الناحية الجمالية.

"وضعنا الفكرة ونفذنا الفيديو خلال أسبوعين، خصوصاً بعد أن وصلتنا إشاعةٌ تقول أن العمل على إتمام البرجَين سيُستكمل قريباً، فاستعجلنا بنشر الفكرة التي ستحوّل مشكلة البرجين إلى مشروعٍ آخر دون الضرر بالمستثمرين الحاليين، مع تفادي جميع الأضرار المتوقّعة اذا ما استُكمِل البناء وفقاً للخطة الأصلية،" يقول سلامة.

مشروعٌ بيئيٌّ بديل

يؤكّد سلامة على أنّ الفكرة التي عُرِضَت في الفيديو جدّيةٌ جداً وليست حلماً أو ضرباً من ضروب الخيال. ويقول إنّ "ردة الفعل هذه لم تكن بالحسبان، فقد نشرنا الفيديو بدون أيّ خطّة تسويقٍ محضّرة مسبقاً، ولكنه انتشر تلقائياً ليصل عدد المشاهدات إلى أكثر من ربع مليون مشاهدة بعد إعادة نشره من قبل آلاف الأشخاص؛ وهذا ما شكّل مفاجأةً كبيرة لنا."

ويشرح أيضاً أنّ ردة الفعل الإيجابية هذه تدلّ على مستوى الوعي البيئي واهتمام الناس بالموضوع، مع أنّ الفيديو يذكر أموراً تقنيةً ومصطلحات غير متداولة كموضوع "الزراعة الحضرية" على سبيل المثال.

"وصلتنا اتصالات من عدّة جهاتٍ مهتمةٍ بالاستثمار في الفكرة على مستوى محلي وإقليمي،" يقول سلامة.

وردّاً على سؤالٍ عن سبب طرح الفكرة من خلال فيديو على "فايسبوك" بدلاً من عرضها على أصحاب الأبراج مباشرة، يجيب سلامة بأنّ قلّة المعلومات المتوفرة عنهم هي السبب اللوجستي، والفيديو العلني فهو وسيلة أفضل لجذب انتباههم.

وبعدما يضيف أنّ العامل الأهم والجوهري يتعلّق بنشر الوعي بين الناس، يذكر أنّ "مشاركة الأفراد في إيجاد حلولٍ للمشاكل المستعصية في مجتمعنا هو ما نحتاجه اليوم، ولدينا الكثير من العقول الريادية التي يمكن استثمارها لهذا الغرض. وبالتالي علينا نشر ثقافة النقد البنّاء والتفكير الإيجابي في التعامل مع التحدّيات بدلاً من الحديث عن المشاكل ولوم الحكومات على تقصيرها، لأنّ الشعب هو الحكومة وهو مسؤولٌ عن بلده."

يقولها سلامة، مضيفاً أنّهم لم يكونوا يتوقّعون "ردّة الفعل الهائلة من قبل الناس، ولكنّني أعتقد أنّ ما حصل عبر وسائل الإعلام الاجتماعي يمكن أن يكون لصالحنا لِما سيشكّله من ضغطٍ من قبل الشعب على صنّاع القرار."

أما عن ردود الفعل السلبية، فيقول هذا المهندس الرياديّ إنّها تركّزت على أنّ الفريق قد أضاع وقته في العمل على عرض فكرةٍ سيتم "قتلها" من قبل المسؤولين، كغيرها من الأفكار في السابق.

ولكنّه يرى أنّ "ردود الفعل تلك عادةً ليس لها أيّ تأثير عليّ كشخص، فأنا أتفاداها وأتفادى التعامل مع الأشخاص السلبيين بشكلٍ عام".

لا يجزم سلامة أنّ المشروع الذي قام بعرضه سيرى النور في هذه المرحلة ولكنّه يعرب عن تصميمه على المحاولة جاهداً. ويشير إلى أنّ "الأمر دونه تفاصيل كثيرة، كما أنّ هناك بعض المشاكل القانونية التي يواجهها المشروع بصورته الحالية؛ أنا متفائلٌ ولن أسمح لنفسي أن أتوقّع الأسوأ."

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.