English

'حراج' السعودية لبيع السيارات ترفض 20 مليون دولار

English

'حراج' السعودية لبيع السيارات ترفض 20 مليون دولار

إذا سبق لك وزرتَ موقع "حراج" Haraj للتجارة الإلكترونية في السعودية، قد لا تعرف لماذا تُقدّر قيمته بنحو 600 مليون ريال سعودي (160 مليون دولار أميركي).

فهذا الموقع الإلكترونيّ الذي يعرض سياراتٍ للبيع وغيرها من الإلكترونيات والعقارات وحتّى الماشية والأبقار والطيور، تصميمه بسيطٌ للغاية (علماً أنّ بيع الماشية عبر الإنترنت يتوجّه ليصبح من الأمور الرائجة في بلدان مثل الكويت).

التصميم قد لا يكون مهمّاً في معظم الأحيان. (الصورة من "حراج")

مع ذلك، فإنّ "حراج" الذي أطلقه يوسف الرشيدي في عام 2008 يوظّف الآن 30 شخصاً وحقّق في عام 2015 مبيعاتٍ بقيمة 400 مليون ريال سعودي (106 ملايين دولار أميركي). ويُقال إنّه يحصل على 10 آلاف عرضٍ يومياً، ويحظى بـ600 ألف مستخدِمٍ في كلّ شهر، ولديه أكثر من 150 ألف معلِنٍ عن فئة العقارات وحدها، وفقاً لموقع "سبق" Sabq الإخباري.

وفي شهر آذار/مارس الماضي، أحدث الرشيدي ضجّةً بعدما رفض بيع 20% من أسهم الشركة مقابل 20 مليون دولار أميركي، وفقاً للمصدر نفسه.

وحسبما قال المؤسِّس للموقع المذكور، فلقد "وصلنا إلى مستوى معيّن من النجاح والشهرة، وهذا المبلغ لا يناسبنا لأنّ مهمّتنا لا تقتصر على تحقيق الأرباح".

الرشيدي (الصورة إلى اليمين، من "لينكدإن")، والذي تخرّج من "جامعة الملك فهد للبترول والمعادن" بشهادةٍ في هندسة الكمبيوتر عام 2007، لم يتجاوب مع عدّة محاولاتٍ للتعليق على هذا الطرح.

سوقٌ لبيع كلّ شيء

قد تشكّل السيارات الفئة الأكثر مبيعاً لدى هذا الموقع، ولكنّه على خلاف غيره من مواقع بيع السيارات في السعودية مثل "موتوري" Motory، فإنّ "حراج" يقدّم غيرها من "الخدمات" التي تتضمّن خدمات الشحن وخدمات التصليح المنزلية.

ومن بين المنافسين في مجال بيع السيارات في المنطقة، يوجد أيضاً "سيارات" Sayaraat و"سعودي سيل" Saudi Sale، و"كارمودي" في قطر والإمارات، و"سعودي توب كارز" Saudi Top Cars و"بيزات" Bezaat و"سيارة".

كيف يحصّل الموقع الأموال؟

يأخذ "حراج" على كلّ منتَجٍ أو خدمةٍ يُباع على الموقع الإلكتروني عمولةً بنسبة 1% يتمّ دفعها عبر تحويلٍ مصرفيّ، ولكنّه لا يأخذ شيئاً من الشارين. وفي المقابل يمكن للبائعين أن يوفّروا المال المدفوع مقابل العمولة بالاعتماد على الباقات التي يقدّمها "حراج": يمكن للبائعين أن يدفعوا 1490 ريالاً سعودياً (397 دولاراً أميركياً) مسبقاً عن ستّة أشهر بحيث يمكنهم نشر 4 إعلاناتٍ في اليوم، أو 2390 ريالاً سعودياً (637 دولاراً أميركياً) عن عامٍ كامل.

وبالتالي فإنّ نظام الخصم يقلّل من العمولة إلى أقلّ من 1% التي يفرضها الموقع على بائعي السيارات والعقارات، على أساس المدفوعات في الوقت المناسب، وعدد الإعلانات المنشورة، وإذا ما اشتكى المستخدِمون، وعدد السلع التي يتمّ بيعها.

أيّ واحدةٍ منها ستختار؟ (الصورة من "بي إل جي لوجيستكس" BLG Logistics)

البائعون ذوو السمعة الحسنة الذين يحصلون على أكثر من 20 تعليقاً إيجابياً في السنة يحصلون على امتيازاتٍ إضافية، مثل تثبيت منشوراتهم مجاناً في أعلى الصفحة والصور المضافة. وأولئك الذين يحصلون على أكثر من 30 تعليقاً إيجابياً في السنة يتمّ الإشارة إليهم عبر نجمةٍ توضع على ملفاتهم الشخصية.

ليس لدى "حراج" خيارٌ للدفع عبر الإنترنت، ما يصعّب عملية تتبّع عدد العمليات المُنجَزة واحتساب العمولة، وبالرغم من ذلك يعتمد المؤسّس على الثقة الموجودة بينه وبين البائعين. وفيما يبدو هذا كنهجٍ بدائيٍّ في إدارة الأعمال غير أنّه يسير بشكلٍ جيّد بالنسبة للرشيدي الذي يتحدّث عن هذا النهج في هذا التسجيل الصوتيّ ويقرّ بأنّه أصبح مليونيراً.

من ناحيةٍ أخرى، ربّما يكون ذلك أحد الأسباب التي ساهمَت في شعبية "حراج" هي الموثوقية التي يتمتّع.

فهذا الموقع يفرض على المعلِنين عند استخدام الموقع التقيّد بمجموعة قواعد تشمل عدم الإعلان عن خدمات طرفٍ ثالث، وعدم نشر العروض والصور غير الملائمة والتي لا تحترم الثقافة المحلية، وعدم الإعلان عن منتَجاتٍ موضوعةٍ على القائمة السوداء.

يبدو أنّ موقع "حراج" يشكّل فرصةً جذّابةً للمستثمرين المحلّيين تتمثّل في كسب المال والسيطرة على جزءٍ كبيرٍ من سوق الإنترنت في السعودية، على الرغم من تصميمه العاديّ. ولكن للوصول إلى المؤسِّس، سيكون عليهم تقديم عرضٍ جيدٍ بما فيه الكفاية.

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.