English

هل تحرّك التجارة الإلكترونية الاقتصاد الرقمي في المنطقة؟

English

هل تحرّك التجارة الإلكترونية الاقتصاد الرقمي في المنطقة؟

في حين تعدّ التجارة الإلكترونيّة المحرّك الذي يوّلد النموّ في الاقتصاد الرقمي في منطقة الشرق الأوسط، لا تزال حجوزات تذاكر السفر عبر الإنترنت أكبر الأسواق قيمةً، وذلك وفقاً لـ"تقرير المدفوعات" State of Payments لعام 2016 من "بيفورت" Payfort.

في الأعوام القادمة حتّى عام 2020، ستشكّل قطاعات السفر والحفلات والترفيه الدافع والمحرك الأساسي للاقتصاد الرقمي في أكبر ثلاثة بلدان في المنطقة وهم مصر والسعوديّة والإمارات.  

في هذا التقرير، الذي سيتمّ إطلاقه رسميّاً على الإنترنت في "مؤتمر ومعرض التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط" Ecommerce Middle East Show في دبي في نهاية الشهر الحالي، يظهر جليّاً أنّ أكبر نموّ في حجم السوق يعود إلى التجارة الإلكترونيّة سواء كان من حيث عملة الدولار أو من حيت النسبة المئويّة. وقد غطّى هذا التقرير الإمارات والسعوديّة ومصر والكويت ولبنان وقطر والأردن. 

نسبة نموّ سوق حجز تذاكر الطائرات عبر الإنترنت، وسوق التجارة الإلكترونية وسوق السفر والترفيه بين عامي 2014 و2015. (الصور لرايتشل ويليامسون).

وجد التقرير أنّ ميزة الدفع عند التسليم أثّرت على 51 % من المتسوّقين العرب وأنّ نسبة هائلة تبلغ 91% من المصريين الذين يتسوّقون عبر الإنترنت اختاروا هذه الميّزة. وبالتالي، تبدو الآن واضحةً المعركة القادمة التي ستفرض نفسها على شركات التجارة الإلكترونيّة في هذا البلد.

في المقابل، عندما يدفع المتسوقون العرب عبر الإنترنت، يظهرون عن درجة من الثقة لا بأس بها بهذه العمليّة إذ أنّ أكثر من 80% منهم يعربون عن ثقتهم بأن معلوماتهم الشخصيّة ومعلومات الدفع الخاصة بهم بأمان. في المقابل، يقول 71 % إنّ مخاوفهم حيال مسائل الخصوصيّة منعتهم من تأدية عمليّة شراء في وقت ما.

"لا يزال الشرق الأوسط يبحث عن ارتياحه لأشكال الدفع الرقميّة. ولأنّ عدداً كبيراً من السكّان لا يتمتّع بحسابات مصرفيّة، من المرجّح أن يبقى [الدفع الإلكتروني] غائباً عن قسم كبير منهم لبعض الوقت،" حسبما يشير التقرير. 

التسوّق من خلال الأجهزة المحمولة في زيادة.

مصر

بصفتها أكبر بلاد الشرق الأوسط، تؤدّي مصر وظيفتين متناقضتين وهما تمهيد الطريق والبقاء متأخرة.

شهدت مصر تحسّناً كبيراً في نسب إعادة الأموال المدفوعة، ورافقها تحسّن في كلّ من الأردن والسعوديّة، "ما يدلّ على أنّ العملاء [في هذه البلدان] على ثقة بما يشترونه في حين أنّ العملاء في لبنان قد يبادرون إلى عمليّة شراء متهوّرة تعود إلى اندفاعهم."

وبالرغم من أنّ عدد سكانها البالغ 90 مليون يجعل منها أكبر مصدر للمتسوقين عبر الإنترنت – 18 مليون مقابل 12 مليون في السعوديّة – إلا أنّه نسبة المتسوّقين (أي عددهم بالمقارنة مع عدد السكان) أدنى من نسب كلّ البلدان في الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدّي الرجال 78 % من العمليّات عبر الإنترنت في مصر، فيما تسجّل بلدان المنطقة الأخرى أرقاماً أكثر إنصافاً بين الجنسين مع الإمارات مثلا حيث تقوم النساء بـ40% من العمليّات عبر الإنترنت.

السعوديّة

من حيث النموّ، هذا هو البلد الذي يجب إبقاء الأعين عليه. بقيادة قطاع السفر ومن ثمّ التجارة الإلكترونيّة، من المتوقّع أن ينمو اقتصاده الرقمي بنسبة 242 % بين عامي 2015 و2020 ما يساوى حوالي 22 مليار دولار.

لا يصل هذا الرقم إلى توقّعات نموّ الاقتصاد الرقمي الإماراتي البالغة 27 مليار دولار لكّنه صادر من قاعدة أقل بكثير. من جهتها، من المتوقّع أن تبلغ قيمة الاقتصاد الرقمي المصري 14 مليار دولار مسجّلةً نمواً أكبر من نموّ الإمارات الذي يأتي بشكل خاص من نهضة قطاع الترفيه – وذلك أيضاً من قاعدة قليلة جدّاً: سوف يزيد 400 % ولكن من 120 مليون إلى 600 مليون. 

تتوقّع "بيفورت" من المجالات الرقميّة الأربعة أن تنمو بثبات وذلك بناءً على نسب النموّ بين 2014 و2015.    

التحدّيات

وجدت "بيفورت" خمسة تحدّيات تواجه الدفع عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وهي التالية:

-         شكّل تفعيل تكنولوجيا "نظام الحماية الثلاثي" 3D Secure على بطاقات الائتمان خياراً صعباً للتجار إذ أنّهم خاطروا بخسارة المبيعات كون هذا النظام يقاطع عمليّة الدفع، لكّنهم كانوا ليواجهوا عمليّات احتيال لو لم يعتمدوه. بدورهم، طبّق التجار المقترحين من "بيفورت" هذه التكنولوجيا على العمليات ذات المخاطر العالية عوضاً عن التبادلات كلّها.   

-         انتشار بطاقات الائتمان غير متكامل في المنطقة إذ أنّ بعض المناطق في الكويت تحظى بنسبة اعتماد تبلغ 97% في حين تبلغ هذه النسبة في لبنان 15%. ويؤدّي ذلك إلى تعامل عدد كبير من التجار بالمال النقدي والمشاكل المرتبطة به. بحسب التقرير، "على شركات التجارة الإلكترونيّة أن تعتبر تثقيف العملاء حيال الدفع عبر بطاقات الائتمان، ودعم بوابات الدفع للابتكار من أولوياتها."

-         تؤدّي حلول الدفع الأسهل مثل البطاقات الذكيّة التي تعمل عن بعد (ما يعرف أيضاً بالبطاقات اللاتلامسيّة) contactless cards وعملية الشراء بنقرة واحدة من "أمازون" Amazon إلى زيادة خطر التزوير وعمليات الاحتيال. لكنّ "الشركات التي يمكنها تحمّل تكلفة تطوير قاعدة بيانات آمنة قد تستفيد من ميزات مثل ‘الشراء بنقرة واحدة‘" بحسب التقرير.

-         تلقّى الدفع عبر الأجهزة المحمولة ردود فعل متفاوتة من التجار، لكنّ التقرير ذكر أن المستعدين لمواكبة تطوّر التكنولوجيا وإدارة نظام على الأجهزة المحمولة بالإضافة إلى نظامهم التقليدي سوف يحصدون الفوائد والأرباح في وقت لاحق.

-          تعدّ الثقة بالتجار مشكلةً في منطقة الشرق الأوسط لكنّ الصراحة حيال الأسعار قد تعالجها. "كلّ يوم تنتهي آلاف العمليّات بـ "التخلي عن عربات التسوق" abandonment shopping carts.  ومع هذه المشكلة، قد تتساءل ما الذي يدفع العملاء إلى القيام بذلك. أمّا الجواب،  فيكمن في التكاليف الخفيّة hidden costs."  

 تعتبر "بيفورت" أنّ "المتاجر الواحدة لجميع الخدمات" one-stop-shops، كما تسعى "أمازون" و"سوق" Souq و"علي بابا" Alibaba  إلى أن تصبح، تشكّل مستقبل التجارة الإلكترونيّة بشرط أن تحظى بقاعدة بيانات آمنة لتنظيم وتبسيط عمليّة البيع، وأن تطبّق أنظمة حماية الأسعار التي ذكرتها "ومضة" في هذا المقال، وخدمة الشحن في اليوم عينه التي ذكرها مو علي يوسف في كانون الأوّل/ديسمبر قائلاً إنّها ستصبح معياراً أساسيّاً ، بالإضافة إلى عمليّات إعادة البضائع المجانيّة.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.