English

'ماي كي' اللبنانية تطلق منتَجاً للمصادقة والحماية في مؤتمر 'تك كرانش ديسرابت' في سان فرنسيسكو

English

'ماي كي' اللبنانية تطلق منتَجاً للمصادقة والحماية في مؤتمر 'تك كرانش ديسرابت' في سان فرنسيسكو

إذا كان هناك ما يزيد عن 5 آلاف مشارك، ورصيف واجهة بحرية عملاق، وبعض من أرفع الأسماء في وادي السيلكون، عندها تأكّد أنّك تحضر فعالية "تك كرانش ديسرابت" Techcrunch Disrupt سان فرنسيسكو، والتي كان نشاط "ستارتب باتلفيلد" Startup Battlefield (معركة الشركات الناشئة) أبرز ما تخلّل أيامها الثلاثة التي جمعَت مستثمرين وشركاتٍ ناشئة عالمية.

كانت الشركة الناشئة اللبنانية، "ماي كي" Myki، التي تختصّ بحماية كلمات المرور، من بين الشركات الـ25 التي شاركَت في "معركة" هذا العام في فعالية "تك كرانش ديسرابت" في سان فرنسيسكو. ففي 13 أيلول/سبتمبر، ومن على منصّة "ديسرابت"، عرضت الشركة الناشئة اللبنانية أفكارها وأطلقت حلّاً جديداً لعملية المصادقة أمام لجنة تحكيمٍ ضمّت 5 أشخاص.

وعن معايير الاختيار التي اعتمدَتها "تِك كرانش"، قال الشريك المؤسّس والرئيس التنفيذي لـ"ماي كي"، أنطوان فنسنت جبارة، إنّهم "يبحثون عن حلول عالمية ذات سوقٍ ضخمة، وهم مهتمّون أساسً بالشركات الناشئة التي يمكن أن تصبح ’يونيكورن‘ (أي قيمتها أكثر من مليار دولار أميركي)".

أمّا بريسيلا إلورا شاروق، الشريكة المؤسّسة ومديرة عمليات "ماي كي"، فأشارَت إلى أنّ التقدّم إلى هذه المسابقة كان دقيقاً جدّاً ومضجراً، ولكنّه استحقّ ذلك كوننا تخطّينا الكثير من المراحل [في المسابقة]".

سبق للاثنين أن شاركت في مؤتمر "ديسرابت" عقد سابقاً في نيويورك، ولكن كحضور فقط. ففي ذلك الوقت، كانت "ماي كي" لا تزال في وضعية التخفّي إذ كانت تختبر منتَجاتها مع الشركات وتعدّلها بحسب هذه التجارب، وفقاً لشاروق. كما أنّ المشاركة في المؤتمر كحضور وحسب قبل التقدّم بطلبٍ للمشاركة، ساعد الثنائيّ على تحديد العوامل التي كانت لجنة التحكيم تبحث عنها وتعلّم أفضل الممارسات من الشركات الناشئة الأخرى المتنافسة.

أنطوان فنسنت جبارة وبريسيلا إلورا شاروق يستعرضان فكرة "ماي كي" في "تِك كرتنش ديسرابت" في سان فرانسيسكو. (الصورة لـ بيرينيس ماجيستريتي)

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ جولة التمويل التأسيسية التي قادَتها "بيكو كابيتال" BECO Capital، ساعدَت الشركة الناشئة على تطوير منتَجها وتوظيف المزيد من أصحاب المواهب حتّى بات عدد أعضاء الفريق يصل اليوم إلى 15 شخصاً.

خلافاً لخدمات إدارة كلمات المرور الأخرى، تقوم "ماي كي" بتخزين كلمات المرور في الهاتف، ممّا يسمح للمستخدمين بالوصول إليها بأمان من خلال إضافة "ماي كي" لمتصفّح "كروم" Chrome وذلك عبر المصادقة على بصمات الأصابع أو رقم تعريف شخصي PIN.

وهذا الحلّ الذي يُعتبَر بديلاً للخوادم البعيدة التي يمكن أن تكون عرضةً للاختراق، يُغني عن الحاجة إلى كتابة الحسابات وكلمات المرور يدوياً في كلّ مرّةٍ يريد المستخدم فيها تسجيل الدخول إلى حسابٍ آخر على الإنترنت

"يبدو أنّ لديها حلّاً بسيطاً ومقنعاً لمشكلة إدارة كلمات المرور"، على حدّ تعبير أنطوني ها، الكاتب في "تِك كرانش" ومقدّم نشاط "ستارتب باتلفيلد".

ماذا عن مكان الشركة الناشئة؟

لا شكّ أنّ البيئة الريادية والاستثمارية في وادي السيلكون أكثر حيويةً في وادي السيلكون عن تلك التي في بيروت، وأنّ فعاليات مثل "ديسرابت" هي طريقة مثالية للشركات الناشئة الأجنبية لدخول السوق الأميركية والاختلاط مع شركات استثمار مخاطر معروفة عالمياً.

وبحسب شاروق، فإنّه "من الصعب النجاح هنا، ولكن لحسن الحظ هناك جالية كبيرة من المغتربين وهناك الكثير من البرامج التي تساعد روّاد الأعمال على التواصل والترابط".

سبق لشركة "ماي كي" أن اشتركَت في برنامجٍ لتسريع الأعمال يُدعى "ستارتب سونا" Startup Sauna في هلسنكي، حيث أتى بهم إلى وادي السيلكون للاجتماع مع كبار المستثمرين المخاطرين مثل "آندرسن هورويتز" Andreessen Horowitz و"سيكويا كابيتال" Sequoia Capital، ومن ثمّ استطاعَت الشركة الاستفادة من الملاحظات والتعليقات التي حصلَت عليها لإجراء التغييرات باكراً وقبل اعتلاء منصّة "ديسرابت".

لدى السؤال عن النصيحة التي يمكن أن يقدّمها الفريق للشركات الناشئة الطموحة الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال جبارة: "انظروا إلى ما يفعله الآخرون هنا في وادي السيلكون وجِدوا الاختلافات التي تميّزكم عن البقية. إذا كنتَ تحلّ مشكلةً كبيرة، ستصل إلى هناك".

بالإضافة إلى ذلك، لفت جبارة وشاروق إلى أنّ الحصول على تمويلٍ في وادي السيلكون ليس بهذه السهولة ويتطلّب الكثير من الصبر، فهي عملية شاقّة تستغرق شهوراً من العمل وتعزيز العلاقات.

وعمّا إذا كان الفريق يريد إبقاء الشركة الناشئة في بيروت، شرح جبارة أنّهم سيفعلون "ما يناسب الشركة، ولكنّ الأكيد أنّنا سنُبقي على فريق المطوّرين هناك كونهم ممتازين". وفي حين أنّ بيروت أيضاً بيئة مألوفة للمؤسّسَين وعامل مهم عند تحديد مكان تطوير المنتج، فإنّه "فيما يتعلّق بتطوير الأعمال، لا نعرف، نحن منفتحون على أيّ شيء".

لقطة من منصّة "ماي كي".

خلال "تِك كرانش ديسرابت"

على الرغم من أنّ "ماي كي" لم تصل إلى الجولة النهائية، غير أنّ مجرّد اعتلاء المنصّة سيضمن للمشاركين البروز أمام شركاء ومستثمرين محتمَلين.

"نظراً لكوننا انطلقنا للتوّ، لا يوجد لدينا الشعبية نفسها التي يحظى بها غيرنا من الشركات الناشئة المنافسة والتي يوجد لديها آلاف المستخدمين وعائداً شهرياً،" وفقاً لشاروق من "ماي كي" التي تستعدّ لفتح جولتها التمويلية الأولى Series A وتحديد ما إذا كانت ستجري في بيروت أو وادي السيلكون.

هذا المنتَج، على الرغم من أنّه يحلّ مشكلة عالمية، إلّا أنّه يواجه فروقاً في السياقات الثقافية. ففي وادي السليكون، يركّز الناس أكثر بكثير على التكنولوجيا فيما يضعون الأمن في طليعة الاهتمامات.

أمّا "في بيروت،" رأت شاروق "أنّنا لم نصل إلى النقطة التي يُعتبَر فيها الأمن مسألة مهمّة، ولكنّ الأمر يزداد هناك".

بدوره أكّد جبارة "أنّنا نعتقد بأنّ المنتَج يمكن أن يبرز في وادي السيلكون ولكن نريد أن نبدأ مع الشبكة التي نعرفها في الوطن، نريد أن نكون الاسم الرائد في عملية المصادقة في منطقةٍ نعرفها ونفهمها".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.