English

الثقافة الريادية في المنطقة تبشّر بولادة وادي سيليكون عربي

English

الثقافة الريادية في المنطقة تبشّر بولادة وادي سيليكون عربي

منطقة الشرق الأوسط مليئة بالفرص التكنولوجية التي لم تقطف بعد نظراً إلى مقاومة الحكومات للتغيير وتكيّفها البطيء مع التغيير.

ولكن مثلما استغرق وادي السيليكون عقوداً ليصبح مقرّاً لريادة الأعمال العالمية، تنمو البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في المنطقة مع الوقت، وإن بمعدل أسرع من نمو "الوادي"، جاذبة الاهتمام الدولي.

قال فادي غندور، رئيس مجلس إدارة "ومضة كابيتل" Wamda Capital ورئيسها التنفيذي، خلال المنتدى السنوي لـ"تيك وادي" Techwadi’s Annual Forum في سان فرنسيسكو السبت، إنّ "الشركات الناشئة في المنطقة متعددة الجنسيات، فهي ليست عربية فقط بل تضم أشخاصاً يؤمنون بالمنطقة ويعيشون فيها".

يرى غندور أن الفرص في كثير من القطاعات في الشرق الأوسط، بينها قطاعات التكنولوجيا المالية وتكنولوجيا السفر والإعلام، كبيرة. ويتوقع أن يصبح لدى كل شخص عربي هاتفاً ذكياً بحلول العام 2020 ويكون متصلاً بالإنترنت.

يدعو غندور في حديثه المهتمّين إلى القدوم إلى المنطقة والاستثمار فيها والإيمان بها، مضيفاً: "نحن نستثمر فيها، لا أعرف لماذا لا تحذون حذونا".

كان صندوق "ومضة كابيتل" قد صّنّف صندوق العام للاستثمار المخاطر في منتدى "تك وادي". ونال علاء السلال، المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع "جملون" Jamalon المتخصص في بيع الكتب عبر الإنترنت، جائزة ريادي العام. أما د. أسامة حسنين، الريادي المخضرم والمرشد والمستثمر المخاطر، فقد فاز بجائزة "تك وادي" عن مجمل إنجازاته في حين نالت "كريم" Careem جائزة شركة العام الناشئة.

"ومضة كابيتل" تفوز بجائزة صندوق العام للاستثمار المخاطر.

وبالإضافة إلى الفرص والعدد المتنامي للشركات الناشئة في الشرق الأوسط، يعود الفضل في جزء من نجاح المنطقة إلى شركات أسّسها رياديون عرب تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.

فقد وجد كثير من الوافدين فرصاً في وادي السيليكون حيث حققوا النجاح وأصبحوا جزءاً من نسيج البيئة الحاضنة مثلهم مثل أي مجموعة مهاجرة أخرى. والبعض مثل هند حبيقة، مؤسسة
"إنستابيت" Instabeat، غادروا لبنان مؤخراً من أجل توسيع شركاتهم في كاليفورنيا، بينما هاجر أشخاص آخرون مثل لؤي الدادا، مؤسس "كوانيرجي" Quanergy ورئيسها التنفيذي، قبل عقود، ليبدعوا بفضل إرشاد ودعم الرياديين الأميركيين.

أما اليمني الأميركي مختار الخنشلي، مؤسس "بورت أوف موكا"Port of Mokha  (أو بالعربية ميناء المُخا نسبة إلى الميناء اليمني) الذي بحث عن فنجان القهوة المثالي في مسقط رأسه اليمن، فهو يبيع القهوة بسعر باهظ يساوي 16 دولار للفنجان والذي ربما يكون أعلى سعر للقهوة المقطّرة في منطقة سان فرنسيسكو.

ماذا تحتاج "النهضة العربية التالية"؟

تحدّث د. ماهر حكيم من "واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا" Qatar Science and Technology Park، عن معوقات نهضة الثقافة الصحية للشركات الناشئة في الشرق الأوسط.  

وقال حكيم في نقاش على هامش المنتدى "إننا نحتاج إلى بيئة لديها خصائص تسمح لنا بالتعاون مع بعضنا البعض. ففي وادي السيليكون تتوفّر بيئة جامعة من الثقة والالتزام والتعاون والأمان والتنوّع وهو ما لا يتوفّر في العالم العربي".

ولأنّ "المدّ العالي يستطيع رفع كل السفن"، بحسب حكيم، تحتاج "النهضة العربية التالية" إلى مكوّنات مثل بناء بيئة ترتفع فوق الأعراق، وتشجيع الناس الذين يبدون اهتماماً كافياً، على حل المشاكل في المنطقة، وتأسيس مجتمع من الثقة.  

الفجوة الجندرية

ركّز المتحدثون في "تك وادي" على ضرورة  تجاوز الصور النمطية المرتبطة بالنوع الجندري.

فإحدى جلسات النقاش التي ادارتها العراقية دينا شاكر التي تتبوأ منصباً إدارياً في جوجل، والتي ضمّت نساء من الشرق الأوسط يعملن في مجال التكنولوجيا، قدّمت معلومات جيدة عن نسيج الشركات الناشئة الناجحة التي تضمّ المزيد من النساء.

إلاّ أن النساء ما زلن غائبات تقريباً عن الشركات الناشئة التكنولوجيا في الشرق الأوسط رغم أنهنّ جزء لا يتجزأ من نجاح عدد كبير من الشركات الناشئة وغالباً ما لا يبرزن نظراً إلى الهيمنة الذكورية على مجتمعاتنا العربية.

وناقشت متحدثات مثل نور سويد، رئيسة قسم التكنولوجيا في "دبي هولدينغ فنتشرز" Dubai Holding Ventures، تربية الأهل في مجتمعاتنا الأبويّة مشيرةً إلى أنّها إحدى أسباب غياب النساء عن مواقع اتخاذ القرار. وبرأي دينا شريف، الشريكة المؤسسة لـ"آهيد أوف ذا كورف" Ahead of The Curve، فإن الجنيه المصري سيرتفع بنسبة 30 إلى 35% في حال مشاركة النساء بشكل رسمي في الاقتصاد وإذا كان عددهنّ يساوي عدد الرجال في القوة العاملة.

ليس مستبعداً أن تواجه الشركات الناشئة في المنطقة التحديات المختلفة التي واجهتها الشركات الناشئة في وادي السيليكون قبل 20 عاماً. ولكن كما نهض "الوادي" نتيجة وجود مواهب محلية ودولية فيه، ستنهض المنطقة نظراً إلى أن غالبية شبابها ينتهزون الفرص التي تتيحها المنطقة، والحكومات تخفف المعوّقات أمام النجاح، والتعاون المحلي والدولي يتعزز.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.