English

ريادية سعودية تدير متجراً إلكترونياً لبيع القرطاسية من منزلها

ريادية سعودية تدير متجراً إلكترونياً لبيع القرطاسية من منزلها

بعدما تخرّجت الريادية السعودية تهاني عبدالرحمن الغامدي من الجامعة، لم تبحث عن وظيفة بل قرّرت إطلاق متجرٍ للأدوات المكتبية وإدارته بنفسها بعدما قرأت الكثير عن ريادة الأعمال.

منذ العام 2013، تعمل الغامدي بمفردها على تشغيل وإدارة "متجر نوتة" Notahstore من منزلها في مدينة الطائف السعودية، معتمدة على عاملين بدوامٍ حرّ لتطوير الموقع، وعلى التعاقد مع شركات شحن.

تهاني عبدالرحمن الغامدي تعرض فكرة شركتها. (الصور من تهاني عبدالرحمن الغامدي)

يبيع "متجر نوتة" قرطاسية ومنتَجات مكتبية فريدة التصميم، بعضها مستورد وبعضها الآخر محلّيّ من تصميم "نوتة" أو مصمّمين سعوديين آخرين تتعاقد معهم. ومن هذه المنتَجات أجندات ملوّنة ومطرّزة بكلمات وقصص باللغة العربية، ودفاتر وأقلام وغيرها من الإكسسوارات، يدفع العملاء ثمنها بواسطة التحويل المصرفي. ويوصل المتجر المنتَجات إلى مختلف المدن السعودية، غير أنّ أغلب الطلبات تأتي من جدة والرياض.

انطلق المشروع كصفحةٍ على منصّات الإعلام الاجتماعي، وبقي كذلك لسبعة أشهر قبل أن تلجأ الغامدي إلى مطوّرين مستقلّين لبناء متجرٍ إلكترونيٍّ يسمح بتصفّح أفضل للمنتَجات.

العمل على شركةٍ ناشئةٍ بشكل فردي ليس سهلاً
قلّة فرص العمل للمرأة في مدينة الطائف الصغيرة واقتصارها على نشاطاتٍ معدودة، إضافةً إلى شغفها، هي أبرز ما دفع الغامدي إلى إطلاق مشروعها الخاص. وفي حين تتطلّب إدارة متجر إلكتروني متابعة مسائل مختلفة مثل تطوير الموقع وإضافة المنتجات ومتابعة عمليات الشحن، تنجز الريادية الشابة معظم هذه الأمور بمفردها.

تقول لـ"ومضة" إنّها سبق أن حاولت إشراك أشخاص معها، ولكنّها لم تنجح في ذلك لأنّ "ضمّ الأشخاص إلى شركةٍ ناشئة واستمرارهم فيها أمرٌ صعب، خصوصاً إذا كانوا لا يتمتعون بعقلية ريادية ويفضّلون الاستقرار الوظيفي والراتب المرتفع نسبياً".

وبالتالي عندما لا يحيط بك فريق عمل، يصبح تنظيم الوقت من العوامل الحاسمة لإدارة مشروعك.

من المنتجات التي تصمّمها أيضاً قواعد لأكواب الشاب والقهوة.

تشرح الغامدي طريقتها في تنظيم الوقت بالقول: "في الصباح أحاول إنهاء الأمور المتعلّقة بمنصّات الإعلام الاجتماعي من ترويج للشركة ومتابعة رسائل العملاء، ثمّ أنتقل في فترة الظهر للردّ على الرسائل الإلكترونية والاطّلاع على الأمور الجديدة، وبعدها إلى تجهيز الشحنات عند العصر تمهيداً لإرسالها إلى العملاء بواسطة شركات الشحن".

في المقابل، كان هذا يدفع الغامدي إلى القول: "لا أستطيع الاستمرار وحدي".

ولكن ما يجعلها تتخطّى هذه المرحلة، أمورٌ "مثل رسائل العملاء المشجّعة التي تشيد بالخدمة والمنتجات التي يصل عددها إلى 146 منتجاً مختلفاً، وإنجاز مشروعٍ عملت عليه لفترة طويلة. كما أنّك عندما تعمل في المجال الذي تحب سوف تشعر بالمتعة ولن تشعر كثيراً بالتعب".

بالإضافة إلى ذلك، ترى الغامدي أنّ "الأهل والأصدقاء هم العميل الأول والمساند الأول، وشقيقتي تساعدني أحياناً كما أنّني أخزّن المنتَجات في البيت".


تطوير المشروع رويداً رويداً

استفادت الغامدي من الإنترنت لتتعلّم كيفية إطلاق عملٍ خاصٍّ بها عبر الحاسوب، قبل أن تشارك في برنامج احتضان الأعمال من "بادر" Badir في العام 2015 حيث حصلت على دعمٍ وإرشاد في مجالات صياغة نموذج العمل والتسويق، بالإضافة إلى نفاذٍ إلى الفعاليات والمبادرات وورش العمل.

تختار الريادية الشابة منتَجاتٍ من متاجر عالمية واستيرادها لعرضها على "نوتة"، كما وللعثور على مصمّمين مستقلّين في السعودية يساعدونها في تصميم منتَجات مصنوعة محلّياً بالتعاون مع شركةٍ محلّية لتصنيع الأدوات المكتبية.

تؤكّد الغامدي أنّ عدد الطلبات ازداد بعد الانتقال من صفحات الإعلام الاجتماعي إلى الموقع الإلكتروني، كونه يمكّن المستخدم من تحديد المنتجات المطلوبة بنفسه، ولم تشأ الكشف عن الأرقام.

هل تحتاج تفويماً للعطلة الصيفية؟

ولأنّ معظم العملاء من الإناث بين 16 و25 عاماً وأغلبهنّ لا يمتلكن بطاقاتٍ مصرفية، تقول الغامدي إنّ عملية الدفع تجري عبر تحويل ثمن المنتَجات إلى حسابات "نوتة". أمّا التوصيل فيتمّ خلال يومين أو ثلاثة عبر شركة شحنٍ محلّية كبرى لأنّ "هذا يعزّز ثقة العملاء كونهم يثقون بالأسماء الكبيرة أكثر"، كما تقول.

تعرف مؤسِّسة "نوتة" مدى المنافسة في التجارة الإلكترونية، خصوصاً أن منصّاتٍ كبرى مثل "سوق.كوم" و"إيكيا" Ikea و"فانيلا" Vanilla تبيع القرطاسية. لذلك تركّز على المنتجات الورقية لأنّها "أسهل وأقلّ تكلفة".

وأطلقت الغامدي مفكرّات مصمّمة لشهر رمضان، تساعد مستخدميها على متابعة حياة صحّية أو إتمام الواجبات الدينية.

تأسيس شركة ناشئة وإدارتها بشكل منفرد صعب ويحتاج الكثير من الجهد، كما قد يحجب عنك أموال المستثمرين. ومؤسّسة "نوتة" تقول إنّها لا تريد استثماراً في الوقت الراهن، بل تريد التركيز على تطوير المشروع" من دون أن توضح كيف ستفعل ذلك.

الصورة الرئيسية من "نوتة": كتيّبات مخصّصة لشهر رمضان.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.