English

اجتياز أزمة كوفيد-19: إدارة الموارد البشرية والمواهب

English

في يوم الأربعاء الموافق 15 نيسان/أبريل، استضافت ومضة ندوة إلكترونية تحت عنوان "اجتياز أزمة كوفيد-19: إدارة الموارد البشرية والمواهب" بحضور نتالي سبري، الشريكة في شركة True العاملة في مجال توظيف المديرين التنفيذيين. وتتمتع نتالي بأكثر من 11 عاماً من الخبرة في تكوين فِرق العمل، خصوصاً في مرحلة إنشاء الشركة، وتوظيف القيادات ومعالجة التحديات التي تواجهها الشركات في جميع الأمور المتعلقة بالموارد البشرية والمواهب والعمليات. 

وفي هذه الندوة الإلكترونية، عرضت نتالي وجهة نظرها بشأن التأثير المستمر لجائحة كوفيد-19 على الشركات، وبشأن أفضل طريقة للتعامل مع إدارة المواهب في الوقت الحالي.

الحفاظ على الجانب الإنساني للشركات

ذكرت نتالي أن استمرار تشارك الموظفين وتواصلهم في أثناء العمل عن بُعد أمر ضروري لزيادة إنتاجية الشركة، وأشارت إلى أن الموظفين يمكن أن يلتقوا عبر الإنترنت في لقاءات افتراضية لتناول القهوة أو لتبادل تجارب الطهي أو للمشاركة في جلسات تأمُّل. فقالت: "اتصل بزميل لك من قسم آخر كما لو كنت ماراً بالقرب من مكتبه أو قابلته عند ماكينة إعداد القهوة".

وذكرت نتالي أنه عند التحول إلى العمل عن بُعد، يجب على أصحاب العمل أن يضعوا في اعتبارهم أن الموظفين لديهم أوضاع مختلفة في المنازل، وبعض الناس يعملون بشكل أفضل في أوقات معينة. فقالت: "يُنتظَر من الموظفين أن يكونوا متجاوبين بسرعة، ولكن ينبغي مراعاة أن هناك أوقات ربما لا يكون فيها الموظف كذلك".

وشددت نتالي أيضاً على أنه كثيراً ما يشعر الموظفون بالإرهاق ونضوب الطاقة خلال الأوقات العصيبة، مؤكدةً أن الموظفين لا يزال بإمكانهم الحصول على إجازاتهم المرضية بغض النظر عن إصابتهم بكوفيد-19 من عدمه.

بناء الثقة

أما من الناحية الإدارية، فتوصي نتالي بأن يُخصِّص أصحابُ العمل ساعة أو ساعتين كل أسبوع يسمحون خلالها للموظفين بطرح ما لديهم من أسئلة، سواء أكانت أسئلة متعلقة بالعمل أو لمجرد التحدث مع المؤسس. فتقول: "ينبغي للمديرين التعامل مع جميع الموظفين بشكل فردي والمواظبة على إمدادهم في الوقت المناسب بتعقيبات متسقة كما كان يحدث في أثناء العمل من المكتب".

ولكن الإفراط في الاطمئنان على الموظفين وتفقُّد أحوالهم قد يدل على الانعدام التام لثقة الإدارة بالموظفين. فتحذر نتالي قائلة: "قد يشعر الموظفون أنكم تتفقدون أحوالهم أكثر من اللازم، وقد يتسبب ذلك في قدر من السلبية".

تغيُّر صورة الشركة

وذكرت نتالي أن طريقة تعامُل المديرين مع موظفيهم في هذه الفترة ستترك أثراً دائماً على صورة الشركة في عيون الناس، "فعندما تلجأ شركة إلى تسريح الموظفين بسبب الذعر الناجم عن كوفيد-19 فإنها ترسم لنفسها صورة سلبية في نظر كلٍّ من الموظفين المحتملين والعملاء على حد سواء." وأضافت أن ذلك قد يجعل من الصعب على هذه الشركات أن تجذب إليها أصحاب المواهب عندما تنتهي هذه الأزمة، لا سيما أن باب التوظيف في كثير من الشركات سيُفتح في وقت واحد على الأرجح.

وإذا كان لا بد من التسريح، فيجب على المديرين أن يتحدثوا مع الموظفين لشرح وضع الشركة. وأوضحت نتالي أيضاً أنه إذا قرر صاحب العمل تسريح موظفين، فإن الشركة لا تزال مُلزَمة بدفع جميع بدلاتهم والإبقاء على تأمينهم الصحي إلى أن يجدوا وظيفةً أخرى أو يعودوا إلى أوطانهم.

وأشادت بفكرة فتح سوق عمل افتراضية في الإمارات العربية المتحدة، وهي خطوة اتخذتها منذ قريب وزارة الموارد البشرية والتوطين لمساعدة الذين تضرروا في عملهم بسبب أزمة كوفيد-19.

الاعتماد على المواهب المناسبة

تشير حالياً تقارير الشركات المُستفيدة من الإغلاق الحالي، ومنها شركات التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا الصحية والتكنولوجيا التعليمية وغيرها، إلى وجود موجات مكثفة من التوظيف لمواكبة الطلب المتزايد من جانب العملاء. إلا أن توظيف أصحاب المواهب المناسبة في المكان المناسب لا يزال يشكل تحدياً لهذه الشركات. وأشارت نتالي إلى أن الشركات في الأوضاع المشابهة تصبح أكثر توجهاً نحو المنتج. ولذلك توجد حالياً زيادة كبيرة في توظيف كبار مسؤولي المنتجات وكبار مسؤولي التكنولوجيا في شتى أنحاء الشرق الأوسط، وخصوصاً في مصر والمملكة العربية السعودية.

ومع شروع الشركات في إعادة النظر في خطط أعمالها في ضوء الوضع الحالي، يجب أن تنظر الشركات في هيكل المواهب لديها وطريقة التعامل معه. ولأن بعض القطاعات سوف تتعافى بسرعة أكبر من غيرها، فمن المهم جداً أن تواصل الشركة دراسة هيكل المواهب لمعرفة ما إذا كان بإمكانها تقليل العدد في بعض المجالات في الوقت الحالي، كما ذكرت نتالي. وأضافت أن شَغْل المناصب الحاسمة بالمواهب المناسبة سيؤثر على الشركات على المدى البعيد حينما تدخل ساحة المنافسة المحتدمة.

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.