English

المبتكر الأردني سديم قديسات يفوز في نجوم العلوم

English

المبتكر الأردني سديم قديسات يفوز في نجوم العلوم

منحت يوم السبت الفائت، أهمّ جائزة في ريادة الأعمال في المنطقة، إلى المبتكر الأردني سديم قديسات بعد صدور نتائج متقاربة جدّاً في "نجوم العلوم" Stars of Science.

بعد أن تلقّى رفضاً من البرنامج في الموسم السادس، فإنّ العالِم الذي يبلغ 28 عاماً، والذي كان يعمل في مركزٍ لمعالجة سرطان الأطفال، عاد بعد عامين ليفوز بالجائزة الكبرى التي تساوي 300 ألف دولار، ويحصل على إرشاد وشهرة تحلم بها الشركات الناشئة في مرحلة مبكرة.

يوّفر قديسات حلاً آليّاً لتوزيع العينات في الاختبارات الجينية باسم "جينوميك" Genomiq، وبذلك يساهم في تقليص الوقت الطويل الذي تستغرقه هذه العمليّة وضمان سلامة العينات. وهذا الفيديو يشرح كيف تقوم ’آلة إسقاط العينات‘ بذلك. 

"هذا المشروع شخصيّ بالنسبة إليّ..." حسبما قال قديسات في مؤتمر صحفي أقيم في الدوحة في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، شارحاً أنّه يأمل إثبات "أن العالم العربي يمكنه أيضاً أن يبدع ويبتكر".

لم يكن قديسات من تصّدر تصويت لجنة التحكيم رغم فوزه، بل شغل هذا المركز اللبناني سيفاك بابيكيان. ولكنّ تصويت الجمهور الذي يساوي 50% من مجموع العلامة، قلب المعادلة لصالح الباحث الطبّي الأردني وأودى ببابيكيان إلى المركز الثالث. 

المقدّم خالد الجميلي يتوجّه إلى المتسابقين الأربعة النهائيين قبل صدور نتائج لجنة التحكيم والتصويت عبر الإنترنت. (الصور من "نجوم العلوم").

جاء في المركز الثاني المهندس الجزائري عبد الرحيم بورويس الذي طوّر قميصاً ذكيّاً خاص بمرض التوحد وحصل على جائزة قدرها 150 ألف دولار.  يقوم هذا الجهاز بمراقبة الطفل المصاب بالتوحد الذي يعاني من نوبات ذعر وقلق. وعند توقع إمكانية إصابته بنوبة، يقوم القميص بتهدئته ويقدّم تقاريراً للأهل عبر الهاتف الذكي أو الأجهزة اللوحية.  

أمّا مدرّس الهندسة الميكانيكيّة والروبوتات، بابيكيان، فقد حصل على 100 ألف دولار بفضل طابعته الثلاثة الأبعاد التي تسمح بطاعة الأشياء أفقيّاً وبشكل مائل، على عكس الطابعات التقليديّة التي تطبع فقط في طبقات عاموديّة بدءاً من الأسفل إلى الأعلى.

من جهته، تلقّى البحريني غسّان يوسف 50 ألف دولار عن تطوير جهاز آلي لتقييم وتوثيق مباريات التايكواندو وتحسين الحركات الدفاعيّة في هذه الرياضة. هذا الجهاز الذي يتعرّف على الحركات الهجومية والدفاعية التي تعتبر معيار تسجيل النقاط في هذه الرياضة سيعزز ثقة الجمهور المشكك بنزاهة المباريات. 

الفائز في "نجوم العلوم" في الموسم الثامن، سديم قديسات (الثاني من اليمين) فور صدور النتائج.

المسرّعة الهائلة للأعمال  

يشاهد الملايين في المنطقة هذا البرنامج الذي يعتبر بمثابة ’مسرّعة هائلة للأعمال‘. وبعد وصوله إلى موسمه الثامن، نجح برنامج الواقع التعليمي هذا الذي أسسته "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع" Qatar Foundation في الحصول على 9 ملايين مشاهدة على "يوتيوب" و"فايسبوك" و"إنستجرام".  حتّى أنّ أكثر من 4 ملايين مستخدم تفاعلوا مع قنوات البرنامج عبر الإنترنت، وفق ما جاء في البيان الصحفي.

"لا يمكن لأيّ مكان آخر في العالم أن يقدّم هكذا برنامج،" وفقاً لما قاله أحد الحكام في الحلقة النهائيّة. وبالفعل، فإنّ هذا البرنامج التلفزيوني يعمل على تسريع 9 أفكار ويحوّلها إلى 9 نماذج عمل، كما يساعد في تصميم المنتج وتنمية أعمال الشركة الناشئة خلال ثلاثة أشهر فقط. وذلك فضلاً عن أنّه يتميز بتنمية ودعم والترويج لحلولٍ في منطقة تعجّ بالتطبيقات وحلول البرمجيّة.

الكلّ رابح

يظهر نجاح هذا البرنامج في نجاح خرّيجيه، فالمتسابقة التي وصلت إلى نهائيات الموسم الثاني، هند حبيقة من "إنستابيت" Instabeat، تلقّت بالإضافة إلى 100 ألف دولار كتمويل تأسيسي و75 ألف دولار من التمويل الجماعي، جولة تمويل أولى series A من "ومضة كابيتال" Wamda Capital  و"مجموعة جبار للإنترنت" Jabbar Internet Group ومستثمرين أفراد في عام 2014.

ويمان أبو جيب، المبتكر السوري البالغ من العمر 22 عاماً والذي فاز في الموسم السابع من هذا البرنامج بفضل الغسّالة التي تعمل على الطاقة الشمسيّة "جلين" Glean، وضعته مجلة "أم آي تي تكنولوجي ريفيو" MIT Technology Review ضمن قائمة " 35 مبتكراً عربيّاً دون الـ35 عاماً".

كذلك، حمل المهندس الميكانيكي السعودي، أحمد الغازي، بعد وصوله إلى نهائيات الموسم الثاني، شغفه والتزامه بالعمل على اختراعه الذي يساعد المسنّين على الحركة، "قووم" Goom، إلى وادي السيليكون. 

الفائز في الموسم الثامن من "نجوم العلوم" يقف إلى جانب منافسيه وخريجي البرنامج في صورة تذكاريّة في الحلقة النهائية.

حصلت "ومضة" على لمحة عن تعديل الغازي للنموذج الأوّلي الأساسي لـ"قووم"، ولكن وبالرغم من أنّه لا يمكننا الإفصاح عن أيّة معلومات قبل إطلاق النموذج الجديد في عام 2017، نعدكم بأنّه سيكون أداة جميلة ومفيدة للمسنين والذين تعتنون بهم. كذلك وإلى جانب تطوير هذا المنتج، أطلق الغازي في وادي السيليكون سلسلته الخاصة على الإنترنت باسم "هنا السيليكون فالي"Huna Silicon Valley.

"لعب [نجوم العلوم] لعب دوراً كبيراً في بناء عقليّة رياديّة ابتكاريّة. فهم يضعونك في مكتب من الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساءً حيث لا يمكنك القيام بأيّ شيءٍ غير العمل ابتكارك، هذا أمر لم أقم به من قبل في حياتي،" حسبما شرح محمد وطفة، الفائز بالمرتبة الثانية في رابع موسم من البرنامج عن اختراعه الذي يحوّل المكاتب الخشبية إلى أنظمة حاسوبية تفاعليّة. كما أضاف أنّه لم يفكر أبداً "بتسجيل براءة اختراع. وفيما استخدمتُ الأموال كرأس مال لمدرستي، ساعدني [البرنامج] على تعريف الناس بي".

منذ حينها، افتتح وطفة مدرسة ابتكارية في جنوب لبنان باسم " المدرسة الدولية للابداع" International School of Innovation، وهو يخطط للتوسّع إلى قطر لردّ الجميل للبلد الذي أطلقه في عالم الأعمال.

لجنة تحكيم الموسم الثامن من "نجوم العلوم" في "واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا" خلال تصوير الحلقة النهائية.

من الخرّيجين الآخرين نذكر محمود شطل الذي أطلق "طاقتنا" Taqetna والتي تقدّم للمنطقة منتجات طاقة متجددة؛ وبسام جلغة من "رودي تيونر" Roadie Tuner التي تباع في أكبر متاجر البيع بالتجزئة في العالم؛ وعمر حامد، الشريك المؤسس لـ"لونش جود"  Launchgood وهي منصّة جمع تمويلٍ للشركات الناشئة الإسلامية.

ابتكر حامد في البرنامج كرسيّاً مخصصاً للصلاة يشكّل دعامة للمصلّين المحتاجين إلى مساعدة جسديّة في الصلاة في المسجد، ويتمّ الآن تصنيعه في إيطاليا كما أخبر المؤسس "ومضة" في الأسبوع الماضي.

وفي بيان وزّع مساء يوم السبت، قال قديسات إنّ "برنامج نجوم العلوم كان حافزاً كبيراً لي وزملائي الآخرين في البرنامج وللكثير من المبتكرين لخدمة المجتمعات من خلال العلوم والتكنولوجيا،" مضيفاً أنه "سعيد جداً بهذا الفوز ومصمم على طرح ’جينوميك‘ في الأسواق". وختم بتوجيه رسالةٍ للشباب الذين يتابعون البرنامج بالقول "أنكم أنتم مستقبل منطقتنا وعالمنا".

مع دعمٍ يصل إلى آلاف الدولارات وأشهرٍ طويلة من الإرشاد ومع مجتمعٍ من قصص النجاح البارزة، لا شكّ في أنّ مسؤوليّات قديسات والمشاركين النهائيين الثلاثة كبيرة جداً.   

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.