عربي

كيف تغلّب الموقع الإلكتروني المغربي للعروض اليومية هميزات على المنافسة؟

English

كيف تغلّب الموقع الإلكتروني المغربي للعروض اليومية هميزات على المنافسة؟

 قرر الريادي المغربي كمال الركاد العودة إلى وطنه الأم، بعد العمل لثماني سنوات في القطاع التكنولوجي في الولايات المتحدة. وطوّر اهتماماً بالتجارة الإلكترونية أثناء عمله في إدارة المشاريع. وبعد أن لاحظ وجود فرص في مجال العروض اليومية، قام بجمع أفضل العروض في البلاد على منصة واحدة مطلقاً "هميزات أم أي" (Hmizate.ma) التي تعني "العروض" الجيدة بالمغربي وذلك في يناير/كانون الثاني 2011.

ويقول الركاد انه صحيح ان مواقع العروض اليومية تزدهر حول العالم، إلاّ أن إطلاق موقع من هذا النوع لم يكن أمراً يسيراً في المغرب حيث الناس غير معتادين جيداً على الدفع عبر الإنترنت، "فالمغاربة قد يدفعون فواتيرهم على الإنترنت ولكنهم على سبيل المثال، لا يشعرون بالراحة لشراء حاسوب محمول على الإنترنت".

ومن أجل تشجيع الزبائن على الشراء على الإنترنت، استثمر الركاد في حملة إعلانات على الأرض قبل ثلاثة أسابيع من الإطلاق، وقال "من خلال الإظهار بأننا شركة كبيرة، أردنا أن نطمئن زبائننا بأنه من الآمن الشراء على موقعنا، وذلك على الرغم من أننا مجموعة صغيرة نعمل في غرفة اجتماعات مستأجرة من دون خط هاتف ثابت، فهناك فقط نحن واتصال بالإنترنت".

وقد نجحت حملة التسويق، ففي الساعات الخمسة الأولى بعد إطلاق أول عرض، باع "هميزات" ست قسائم بقيمة 150 دولار الواحدة لقاء المكوث في فندق. واليوم بعد عام من إطلاقه، باع الموقع حوالي 110 ألف قسيمة.

ومن أجل تسهيل التسوّق على الإنترنت للزبائن المحليين، يستخدم "هميزات" "ماروك تيلكوميرس" "Maroc telecommerce "، بوابة الدفع الإلكترونية الوحيدة المتوفرة لبطاقات الائتمان المغربية. ولبطاقات الائتمان الأجنبية، أتاح الموقع إمكانية الدفع الشخصي خلال 24 ساعة. وبنت الشركة الناشئة أيضاً شراكة مع "أمانة" وهي خدمة التسليم السريع في بريد المغرب وذلك كي تهتم باللوجستيات.   

ولم يمر عام على انطلاق الموقع حتى فاز في الدورة الخامسة لـ"جوائز ويب المغرب" بالجائزة الأولى لأفضل موقع مغربي للتجارة الالكترونية للعام 2011 . ولكن هذا الفوز، بدلاً من أن يجعل الشركة تعيش على أمجاد الماضي، حفّزها على مواصلة القيام بعمل أفضل. وقال الركاد "هذه الجائزة يمكنها فقط أن تقوّي عزيمتنا على أن نكون مبدعين أكثر من أجل الوصول إلى رضا الزبائن والحفاظ عليه دائماً".

ورغم أن "هميزات" نجح بأن يكون في الطليعة، لم يكن أول الآتين إلى سوق العروض اليومية المغربي، فقد سبقه إلى هناك موقع MarocDeal  و MyDeal.ma الذي استثمر فيه مؤخراً صندوق المغرب الرقمي. واليوم تتزايد المنافسة بسرعة إلاّ ان الركاد يقول ان فريقه يواصل تمييز عروضه من خلال التركيز على خدمة الزبون ونوعية العروض لأن هذه الجوانب أثبتت أنها ضرورية لتجعل "هميزات" رائداً في هذا المجال. ويضيف الركاد "نحن أكثر موقع للتجارة الإلكترونية من حيث عدد الزوار ومن حيث قاعدة المعجبين وقد منحنا جائزة موقع العام بسبب شعبيتنا وخدمتنا للزبائن، من بين أسباب أخرى". وبالفعل فبحسب "ألكسا"، تفوق عدد زوار "هميزات" عدد زوار MyDeal اللذين يتفوقان بدورهما على MarocDeal.

في ديسمبر/كانون الأول 2011، أي بعد ستة أشهر من تطويره، أطلق الموقع أيضاً خدمة جديدة موجهة إلى الشركات المغربية الكبرى أي التي توظف أكثر من ألف شخص، وتسمّى "شركة هميزات". وتقدم الخدمة صفقات حسب الطلب بأسعار تفضيلية لموظفي المنظمات لمساعدتهم على إبقاء معنويات الشركة عالية. وتقدم هذه الخدمة طريقة دفع مبتكرة ومرنة تتكيّف مع نظام الرواتب في الشركة. وتم تطبيق خدمة "شركة هميزات" في خمس شركات حتى الآن ويأمل الركاد بأن يبلغ العدد 10 قريباً.

قبل شهرين، أطلق الموقع أيضاً H-booking، وهو نظام حجز على الإنترنت يسمح للمشترين بحجز صفقاتهم مباشرة على الإنترنت. وهذا البرنامج المطوّر متوافق فقط مع "هميزات" والمستخدمون يتلقون تأكيداً عبر البريد الإلكتروني والرسالة النصية بالإضافة إلى تذكير قبل الموعد.

أما أكبر تحد واجهه الركاد فهو إقناع الشركاء بتقديم حسومات للمشترين على "هميزات". وقال "لم يروا القيمة في البداية وقد قوبلت 9 من محاولاتنا من أصل عشرة بالرفض". ولكن بالمثابرة وبعد شهرين من العمل الدؤوب، بدأ الشركاء يقتربون بأنفسهم من "هميزات". ويعتبر منح واجهة إلكترونية للشركات التي ليس لها مساحة في الفضاء الإلكتروني، واحداً من الأسباب التي تجعل مواقع العروض اليومية تواصل الازدهار في الشرق الأوسط.

ويقول الركاد ان الأولوية الرئيسية لموقع "هميزات" اليوم هي النمو، فكل دولار ربح يعاد استثماره في الشركة. وهو ينصح كل ريادي شاب بألاّ يتنتظر أبداً إذا خطرت بباله فكرة مشروع. وقال "انتظرت طويلاً ولم تكن لدي الشجاعة إلاّ أني تعلمت بأنه لا يوجد من وقت مناسب للبدء. لذلك إن كان لديك فكرة امض بها قدماً ولا تنتظر!".

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.