عربي

ميديا كويست تستحوذ على موقع إي إم إي إنفو: هل يكفي نموذج بيع الإعلانات لوحده؟

English

ميديا كويست تستحوذ على موقع إي إم إي إنفو: هل يكفي نموذج بيع الإعلانات لوحده؟

يبدو وفقاً لمواقع كثيرة أنّ الناشر الإعلامي "ميديا كويست" Mediaquest الذي يتخذ من دبي مقراً له استحوذ على موقع الأخبار الإماراتي "آي أم إي إنفو" AME Info كما وموقعه الشقيق "أس أم إي إنفو" SME Info.

في حين أنّه لم يتم الكشف بعد عن تفاصيل الصفقة، إلاّ أنّ المبلغ ناهز بحسب بعض المصادر المليون دولار أميركي، وهذا مبلغ لا يُذكر مقارنة مع مبلغ الـ 26 مليون دولار الذي قد دفعته "إي ماب" Emap التي بات اسمها الآن "توب رايت جروب" Top Right Group مقابل الموقع عام 2006.

منذ إطلاق "آي أم إي إنفو" في العام 1993، استقطب جمهورًا فاق الـ 2.4 مليون زائر فريد شهرياً وأكثر من 300 ألف مستخدم مسجل فريد، واكتسب سمعةً على أنّه المصدر الإلكتروني الأول في ما يخص أخبار الأعمال التجارية.

كونه واحدٌ من أقدم المواقع الإلكترونية، ما زال يُعدّ الأول في موقع أخبار الأعمال التجارية في منطقة الخليج على "إفكتيف ميجور" Effective Measure، أداة لقياس حجم الجمهور على الانترنت، بحسب المدير التنفيذي الشريك في "ميديا كويست"، ألكساندر هواري؛ وقد يكون أكثر موقع مقروء باللغة الانكليزية في المنطقة إلى جانب "جالف بزنس" Gulf Business و"الجزيرة" Al-Jazeera. ويقول هواري: "على الرغم من التغيرات الكثيرة التي طرأت على إدارة الموقع على مرّ السنوات، إلاّ أنّه تمكّن من الحفاظ على علامته التجارية؛ وهي واحدة من أبرز العلامات التجارية في المنطقة".

كما أنّ "أس أم إي إنفو" الذي انطلق منذ حوالى العام ليقدم نصائح للشركات الناشئة ونفاذًا للمرشدين وفيديوهات مقابلات وسلسلة لتوزيع الجوائز جمعت ما بين 500 مشاركٍ العام الماضي، هو أيضاً يُظهر عن "إمكانيات ضخمة" بحسب هواري، فـ "الأرقام واعدة جداً".

إذاً، لِمَ هذا السعر المتدني جداً؟

هذه ليست أول صفقة تدهشنا بانخفاض قيمتها، فعندما استحوذت "رويترز" Reuters على "زاوية" مقابل مبلغ قُدر بـ 40 مليون دولار، اعتبر البعض الثمن منخفضاً قليلاً نظراً إلى أنّ الموقع كان قد تم بيعه مقابل 80 مليون دولار في العام 2008 وكان "سفر كابيتال" قد استثمر ما تقدره بعض المصادر بحوالى 10 ملايين دولار في الموقع على مر السنوات.   

ومع ذلك فإنّ مبلغ مليون دولار يشير إلى رغبة ملحة في بيع الموقع؛ فبالرغم من أن حركة زوار "آي أم إي إنفو" تفوق حركة زوار "زاوية"، لكن لا يمكن قول الأمر نفسه بشأن قيمته الحالية.

يقترح موقع "أرابيان موني" Arabian Money أن المشكلة تجتاح القطاع بأكمله؛ وأنّه بكل بساطة من المستحيل جني الأرباح من الإعلانات الرقمية وحدها. إلاّ أنّ هواري يرفض هذا الادّعاء قائلاً: "آي أم إي إنفو" يجني أرباحاً كبيرة مقارنةً بحركة الزوار عليه".

وربّما تكون المسألة مسألة أولويات. في العام 2010، كانت "إي ماب" قد أشارت إلى أنّ نموذج الدفع للإعلانات لم يتناسب مع تركيزها العامّ على نموذج الدفع للاشتراكات الذي استفادت منه في مجلة الأعمال "ميد" MEED وفقاً لموقع العربية.

يقتبس موقع العربية عن ماثيو رايت، مدير الشؤون المالية والعمليات في "توب رايت جروب" في الشرق الأوسط وأفريقيا، ما قاله خلال إبرامه هذه الصفقة: "خلافاً لـ "ميد"، يعتمد موقعا "آي أم إي إنفو" و"أس أم إي إنفو" على الإعلانات. نحن نعتقد أنّ "ميديا كويست"، الناشر الإعلامي الرائد في إدارة الأعمال المستند على الإعلانات، سيكون شريكاً أفضل على المدى الطويل في هذين الموقعين مما يمكننا أن نكون نحن".

وتقول مصادر أخرى إنّ الرغبة في بيع الموقعين لم تكن أسبابها مرتبطة بصعوبة الإعلانات الرقمية بقدر ما هي مرتبطة بضغطٍ من مالكي "توب رايت جروب"، وهما "آي باكس" Apax و"جارديان ميديا جروب" Guardian Media Group لعدم التركيز فقط على أكثر من الشرق الأوسط فحسب، والتخلي عن أصول الشركة غير الاستراتيجية.

في كلا الحالتين، تميل التوجهات العالمية إلى نماذج الاشتراك على أنّها ربما مصادر دخل أكثر موثوقية على المدى الطويل؛ إذ إنّ كلا صحيفتي "نيويورك تايمز" New York Times و "فايننشال تايمز" Financial Times أشارتا إلى نمو في عائداتها القادمة من الاشتراك مع تراجع عائداتها القادمة من الإعلانات؛ كما ويُتوقع أن يتخطى مدخول "فايننشال تايمز" الناتج عن الاشتراكات مدخولها الناتج عن الإعلانات هذا العام.

موقع "زاوية" كان أيضًا قد ركز من ناحيته على نموذج الاشتراك منذ البدء. ففي حين أنّ الأخبار اليومية كانت في البدء مجانية، كان القرّاء يدفعون مقابل تحاليل القطاعات والتقارير الاستخبارية. غير أنّه منذ حوالى العامين، زاد من عائداته عبر فرض رسمٍ مقابل تصفح المحتويات اليومية وزيادة رسم الاشتراك.

غير أنّ بعض المصادر تفيد أنّ ربّما "زاوية" تعمل أيضاً على تعزيز عائداتها من الإعلانات، تحت مظلة "رويترز"، فيما تزيد رسوم اشتراكها في الوقت نفسه.

أمّا "ميديا كويست"، فيرغب في تحويل "إي أم إي إنفو" إلى مزيج من النموذجين عبر إضافة خدمات يمكن الاشتراك بها حالما يُعاد إطلاق موقعي "إي أم إي إنفو" و"أس أم إي إنفو" في سبتمبر/أيلول القادم. ويقول هواري في هذا الإطار: "إذا أردت معلوماتٍ أعمق حول شركةٍ ما، سيتوجب عليك دفع رسمٍ مقابل ذلك. لكنّ الإعلانات ستبقى مصدر العائدات الرئيسي".

هذا الناشر الإعلامي الذي يعمل بشكل أساسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يملك أيضاً شبكة الإعلانات الإلكترونية "دوت مينا" Dotmena التي تدير إعلانات على أكثر من ألفي موقعٍ. كما ينشر "ميديا كويست" أيضاً 17 مصدر إعلامي، منها مجلتا "كيب ريبورت" Kipp Report الإلكترونية والمطبوعة، و"جالف ماركتنج ريفيو" Gulf Marketing Review، و"كوميونيكايت" Communicate و"ترندز" TRENDS و"ماري كلير آرابيا" Marie Claire Arabia. في العام 2009، استحوزت "أبراج كابيتال" على حصة صغيرة من "ميديا كويست".

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.