عربي

كيف اعتمد رياديان مصريان سياسة الحد من النفقات لاطلاق متجرهما الالكتروني

English

كيف اعتمد رياديان مصريان سياسة الحد من النفقات لاطلاق متجرهما الالكتروني

Krak Baby

جمع رائدا أعمال مصريان شخصيات فرعونية وأخرى غربية لتصميم ملابس شبابية تباع على متجرهما الالكتروني "كراك بابي" Krak Baby، ولكنهما اضطرا الى اعتماد سياسة حادة من الحد من النفقات لتخطي الفترة الأولى قبل البدء بتحقيق بعض الأرباح.

في نيسان/أبريل من العام 2012، قرر حاتم حنون، وهو فلسطيني مغربي، ولِد وترَبى في القاهرة، ومصطفى موسى، وهو مصري مولع بتصميم الجرافيكس، أن ينتقلا بشغفهما بثقافة الشارع، وما يتعلق بها من ملابس وإكسسوارات، الى عالم الموضة والأعمال الرقمي من خلال تكوين شركتهما الخاصة، فأطلقا متجر "كراك بابي" الإلكتروني.

وتبيع "كراك بابي" تشكيلة من الملابس والإكسسوارات التي تحمل تصميمات ترتبط بثقافة الشارع في فترة التسعينات، بما شملته تلك الفترة من شخصيات تلفيزيونية، أنماط موسيقية وأشكال الإحتفال والترفيه. ويصف المؤسسان منتجاتهما بأنها "ليست مجرد تصميمات مُلفتة مطبوعة على القماش، ولكنها تحمل قيمة أكبر لعملائهما الشباب نظرا لما تُمثله من نمط حياة".

وإعتمد حنون وموسى، اللذان لم يكونا قد تجاوزا الرابعة والعشرين من عمرهما عندما أطلقا الشركة، سياسة جادة للحد من النفقات في تأسيس شركتهما. ويرجع السبب في ذلك الى كونهما يعتمدان على أموالهما الخاصة في تمويل الشركة، وهو ما كان ولا يزال يُمثل التحدي الأكبر أمامهما، وأمام كثير من الشباب من رواد الأعمال. ويقول المؤسسان "أن التكلفة المنخفضة لتأسيس شركة في مصر، هي أحد الأسباب الرئيسية التي دفعتهم الى البدء في تنفيذ فكرتهم".

ولتحقيق هذه السياسة بكفاءة، يقوم موسى بنفسه بتصميم جميع منتجات الشركة، إعتمادا على خبرته الشخصية في تصميم الجرافيكس. وكان قد إكتسب موسى مهاراته في تصميم الجرافيكس عن طريق مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية عبر موقع "يوتيوب" YouTube، وهي الوسيلة التي أصبحت اليوم متاحة أمام الشباب في المنطقة للحصول على خبرات ومهارات جديدة، دون الحاجة الى تحمل النفقات الكبيرة للبرامج التدريبية المتخصصة.

Krak Babyولم يكن تصميم المنتج هو التحدي الوحيد للحفاظ على سياسة الحد من النفقات أمام المؤسسان، ولكن واجهتهما عقبة أخرى رئيسية، حيث تبيع الشركة عدداً محدوداً من القطع - لا يتجاوز ٥٠ قطعة - من كل تصميم جديد تُنتجه، للحفاظ على خصوصية كل منتج وتفرّده.

وعلى الرغم من ذلك تمكّن حنون وموسى من إقناع أحد المصانع المصرية المحلية بتصنيع هذه الكميات المحدودة من المنتجات الخاصة وبالمواصفات التي يرغبان بها. ويقول حنون "معظم المُصنعين لن يقبلوا بالعمل معك حتى تلتزم بحد أدنى من الطلبيات لكل منتج، ولكن لحسن الحظ، وجدنا مصنعاً متعاوناً".

وشكل التسويق تحديا آخر واجه موسى وحنون. فالمؤسسان لم يكونا يرغبان في تبني السياسة نفسها التي تتبعها كثير من الشركات الناشئة المشابهة لهم في الظروف، بأن يقوما بتنظيم إحتفالاً كبيراً يحضره الكثير من الناس. بل إختار المؤسسان العناية بمنتجهما أولا، وهما يمتلكان الثقة أن العملاء سيتزايدون تدريجيا بمجرد أن يكون المنتج عالي الجودة. 

ومثلها في ذلك مثل كثير من شركات التمويل الذاتي، تعتمد "كراك بابي" على سياسة توسع بطيئة وحذرة ولكنها بمُعدل ثابت، حيث بدأت الشركة في تحقيق مبيعات محدودة في بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. وتتجه الشركة خلال الفترة المقبلة الى التوسع في تقديم تصميمات جديدة، بالإضافة الى البدء في تصنيع منتجات أخرى بخلاف الملابس الشبابية المعتادة، مثل الإكسسوارات وغيرها.

تتراوح أسعار منتجات "كراك بابي" الآن بين ٧٥ و ١٨٠ جنيه مصري (١٠ - ٢٥ دولار أمريكي) و هو ما يبدو سعرا مناسبا مقارنة بمنتجات مشابهة بذات الجودة، و لا تهتم الشركة حاليا بجني الكثير من الأرباح، كما يوضح المؤسسان، فالإهتمام الأكبر ينصب حاليا على تحقيق سمعة و إقبال على المنتج نفسه.

ولا تعد "كراك بابي" هي الشركة المصرية الناشئة الوحيدة في مجال الملابس الشبابية ذات التصميمات المبتكرة، فقد شهد العام الماضي نفسه ظهور شركات أخرى على النسق ذاته، مثل شركة "كاف" للملابس العصرية، التي أسسها رائد الأعمال المصري كريم متولى، والتي تقدم فكرة مشابهة ولكن مع إختلاف التنفيذ، حيث تبيع "كاف" التيشيرت t-shirt فقط وتعتمد على الكلمات العربية المصرية المطبوعة على ما تنتجه من ملابس.

 

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.