عربي

تطبيق لتنسيق المشاريع الاجتماعية يسهّل حياة المسافرين المنتظمين

English

تطبيق لتنسيق المشاريع الاجتماعية يسهّل حياة المسافرين المنتظمين

لو أراد السنافر التخطيط لنزهة، لواجهوا مشكلة بسيطة ألا وهي أي وسيلة تنسيق سيختارون. فايسبوك؟ "واتساب"؟ أم مكالمات هاتفية عادية؟ في عالمنا اليوم حيث كل منّا متواجد على عدّة شبكات تواصل في آن واحد، قد يشكّل توحيد وسائل التواصل تحدّيًا أساسيًّا.

يُطلّ تطبيق "هودير" Hoodereكأحد أبرز التطبيقات الصادرة مؤخراً من باكستان. ويعتبر خدمة إلكترونية تعمل على حلّ هذه المشكلة بفضل مساعدة المستخدمين على اكتشاف وتنسيق الخطط الاجتماعية عبر جمع المعلومات من مجموعة خدمات على شبكات التواصل الاجتماعي. يعمل التطبيق كمساعد شخصي افتراضي وموثوق به، ينسّق بين الشبكات الاجتماعية الموجودة. يتوفّر هذا التطبيق على الويب، على "آيفون/ آيباد" أو على أجهزة أندرويد

ولا تكمن ميزة هذا التطبيق في واجهته البسيطة فحسب، لا بل في رائد الأعمال الذي طوّره. فهو من أولئك الرواد الذين تخلّوا عن مسيرتهم المهنية الواعدة ليعودوا ويطلقوا شركة محلية والاستثمار مجدداً في بلادهم. 

فكيف تحوّل مصرفي ومستشار يسافر بانتظام إلى رائد أعمال باكستاني متخصص في التكنولوجيا؟ 

عندما التقيت بـ سمير نوراني، مؤسس "هودير" والرئيس التنفيذي، للمرة الأولى قبل ستة أشهر في مكتب صديق، كان قد استقال لتوّه من منصبه الذي يضمن له راتباً مرتفعاً في "ماك كينزي" McKinsey لينتقل الى باكستان ويؤسّس "هودير". وما زلت أتذكّر عرض فكرته المؤثر والمذهل. وحين غادر مكتب صديقي، جعلني أعده بأن أختبر التطبيق حالما يُطلقه. 

خطرت له فكرة هذا التطبيق خلال سفره كمصرفي ومستشار إداري. فغالباً ما كان يتساءل أياً من أصدقائه يعيش على مقربة منه أو يمّر أيضاً بالمدينة التي يزورها. فلو كان يعرف خططهم مسبقًا، لكان من السهل أن يخطط ويجعل من السفر تجربة أفضل. كما أدرك أنه حتى عندما يكون في دياره ويخطط للخروج مع عدد من الأصدقاء، يصبح الأمر مهمة تحتاج الى عدد من التحديثات على فايسبوك أو تبادل الرسائل الالكترونية واجراء المكالمات الهاتفية والرسائل القصيرة.

لذلك، قرر اطلاق "هودير" لحلّ هذه المشكلة. وطوّر تطبيقاً على المحمول يندمج مع شبكات التواصل الاجتماعية ويرسل إخطارات بالأصدقاء المتواجدين في الجوار والمشاريع المجاورة. وفي الوقت ذاته، يستطيع المستخدمون تنظيم الفعاليات على التطبيق والتنسيق مع الآخرين- حتى لو لم يتواجدوا على "هودير" بعد. 

ما الفرق بين "هودير" و"ميت آب" Meetup؟   

عندما تسنّت لي الفرصة أخيراً  لتجربة هذه الخدمة "الاجتماعية"، توقّعت أن يتطلّب بناء شبكة معارف على "هودير" والاستفادة منها بضعة أيام. الا أنني كنت مخطئاً. فبعد التسجيل وربط التطبيق بحسابي على فايسبوك، بدأت الخدمة تكتشف مشاريع أصدقائي على فايسبوك وتسمح لي بالتنسيق معهم على الفور.

بفضل هذا الاندماج الكبير مع فايسبوك، يكون هذا التطبيق "الاجتماعي" مفيداً منذ اليوم الأول ولا يتطلّب تطوير شبكة مستقلة خاصة به. ويميّز ذلك "هودير" عن تطبيقات مماثلة على غرار "شاوت بلانز"  Shoutplans و"ميت آب دوت كوم" Meetup.com. ففي هذه التطبيقات، يستند التخطيط للفعاليات الاجتماعية واكتشاف ما يجري على اهتمامات أو فعاليات موجودة أصلاً ضمن التطبيقات.

وتكمن المشكلة الوحيدة في هذا التطبيق الى أنه لا يعمل، حتى الآن، الا مع فايسبوك. الا أن معظم معارفي متواجدون على "لينكد إن" LinkedIn. وبالتالي، أرسلت هذا الطلب مباشرة الى الشركة التي ردّت أنها بدأت تعمل على دمج "تويتر" و"لينكد إن".  

ساعدني هذا التطبيق على اكتشاف البرامج المستقبلية ومكان وجود معارفي والتنسيق معهم مما يجعله أداة مثالية لكل مسافر دائم. بالنسبة لأصحاب النشاطات الاجتماعية الكثيرة، فيبلّغهم هذا التطبيق بمواقع مجاورة يتواجد فيها أصدقاؤهم لئلا يفوّتوا فرصة اللقاء والقاء التحية. 

ويتضمّن التطبيق، حتماً، خيارات التحكّم بالخصوصية للحد من دائرة المعارف التي يمكنها تفقّد البرامج. وبالاضافة الى خيار جعل البرامج ظاهرة للجميع Public أو للأصدقاء فقط All Friends، يسمح "هودير" للمستخدمين بضبط الخصوصية لتقتصر على قائمة الأصدقاء المعتادين التي قد تتضمن أيضاً مستخدماً أو اثنين. أجد أن لهذه الخيارات ميزة خصوصية مناسبة لتطبيق اجتماعي.

 

كيف يجني "هودير" الأموال؟  

ولكن، كيف يخطط تطبيق "هودير" لجني الأرباح؟ يملك سمير استراتيجية واضحة لذلك. بعد بناء قاعدة المستخدمين، يخطط لتقديم إعلانات مستهدفة وخاصة باهتمامات المستخدمين اعتماداً على معرفته بمواقعهم وأهدافهم. أتنوي السفر الى دبي ليوم واحد؟ توقّع أن ترى على التطبيق صفقات للفنادق. ولا شك أن التحدّي الذي سيواجهه التطبيق كأي منصة اجتماعية سيكون نشر الاعلانات بطريقة لا تؤثر سلباً على تجربة المستخدم. 

يسير التطبيق الآن على قدم وساق إلا أن رحلة سمير كمؤسس لـ "هودير" لم تكن خالية من العقبات. فالانتقال الى باكستان لتطوير منتجه قد زعزع إيمانه. في حين تساهم الموهبة الهائلة في البلاد والمرونة في تأسيس وتطوير شركة ذات أهداف كبيرة، إلا أن التحديات هائلة. فيُشكّل الحفاظ على المواهب الجيدة مشكلة تواجهها معظم الشركات الصغيرة والكبيرة في قطاع التكنولوجيا. وبعد أن أدرك هذا الواقع، قرر المؤسّس الاستعانة بشركة خدمات برمجية مخضرمة لتطوير معظم البرمجيات. وبسبب انقطاع الكهرباء في البلاد، كرّس بعضًا من رأس المال الأساسي لشراء مزود طاقة غير منقطع "يو بي أس" ومولّدات كهرباء عوضاً عن الاستثمار في التسويق. وكان سمير قد استثمر 75 ألف دولار في شركته فيما سعى على الحدّ من نفقاته إلى أقصى حدّ. ويقول: "يمكن إيجاد حلّ لمعظم هذه التحديات وغيرها. أجري محادثات مع مستثمرَين دوليَين. ولكن، الى أن أجد المال من موارد خارجية، سأواصل تمويل "هودير" من أموالي الخاصة."

وسط نقاش محتدمحول ما إذا كانت شبكات التواصل الاجتماعية تقرّب أو تُبعد الأفراد عن بعضهم البعض، أنا سعيد أن هذا التطبيق الباكستاني قلب كل النزعات الحالية واستفاد من هذه الشبكات لمساعدة الأفراد على اللقاء والتواصل في الحياة الحقيقية.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.