عربي

اطلاق محرك بحث مصري جديد يختص بالكتب الإلكترونية. هل هو جاهز للمنافسة؟

English

اطلاق محرك بحث مصري جديد يختص بالكتب الإلكترونية. هل هو جاهز للمنافسة؟

 

قد تشهد هذه الفترة منافسة حامية في مجال الكتب الرقمية، بعد تسجيل أكثر من عشرة آلاف فرد في 12 يوم على محرك بحث للكتب مصري مجاني جديد "الكتب" Al Kutub، في حين نجح موقع "أبجد" الأردني بجذب استثمارات جماعية عبر منصة "يوريكا" eureeca، بقيمة 161 ألف دولار من 43 شخصا بينما عدد المسجلين وصل إلى 33 ألف قارئ فقط في عام ونصف العام تقريباً.

وفي تقرير نشرته "ومضة" منذ نحو أسبوع رصدت فيه تنامي ظاهرة النشر الرقمي المتعلق بالكتب التي تتكون مجتمعات رقمية ويتزايد انتشاره. التقرير الذي اختتمته الزميلة إيمان مصطفى بتساؤل عن إمكانية تحول "أبجد" لـ"جود ريدز العرب" في مراجعات الكتب بالنظر إلى أن "أبجد يلعب منفرداً على الأرض" يبدو أنه سيصبح لاغيا مع دخول منافس جديد أرض الملعب، "الكتب".

وفي مطلع الشهر الماضي أيضا، أطلقت شركة "فودافون" في مصر تطبيقا للهواتف المحمولة باسم "كتبي" لتحميل كتب إلكترونية وقراءتها على الهاتف على أن يكون الدفع من الرصيد.

محمد نعمة الله هو مسوق إلكتروني متخصص في تحسين محركات البحث SEO، عكف على العمل على منصة "الكتب" الرقمية طيلة ثلاث سنوات بهدف جعلها أكبر قاعدة للكتب الرقمية واضعا بخدمة المستخدم 120 ألف كتاب سيتم تحميلهم تدريجياً. كما تتوفر على المنصة الكتب الصوتية لخدمة المكفوفين وكبار السن وغيرهم.

ربما تبادر إلى ذهنك بالفعل سؤال عن حقوق النشر والملكية الفكرية للمؤلفين ودور النشر لعشرات الآلاف من الكتب؟

ويقول نعمة الله إن طريقة العرض ستكون كهيئة iframe بتقنية مستخدمة تجمع كل المحتوى العربي الموجود أونلاين على صيغة "بي دي إف"، ولذلك فموقع "الكتب" لن يستضيف هذا المحتوى لكنه مجرد محرك بحث يجمع النسخ المنشورة إلكترونيا من بضع مئات المصادر ما بين منتديات ومواقع إلكترونية وصفحات "فيسبوك". لن يبين للمستخدم المصدر الذي نشر عليه الكتاب أو رابطه مثلما يحدث في العادة عند استخدام محركات البحث، فالهدف أن يصل إلى المحتوى والبقاء على "الكتب". "ما أستضيفه أنا وأملكه فقط كموقع "الكتب" هو بيانات الكتاب من عنوان واسم مؤلف وناشر وعدد مرات التحميل،" كما يقول نعمة الله.

يبدو الشاب الثلاثيني المؤمن بـ"نشر المعرفة" واثقا من صحة موقفه القانوني بناء على إفادات مستشاره القانوني، ولمن يعترض على أي محتوى، عليه أن يرفعه من مصدره الذي نشر عليه أساساً.

النموذج الذي استوحى نعمة الله منه الفكرة كان Free ebooks الذي أطلق في 2003 والذي نجح في جذب مليون ونصف مستخدم وقتها متيحا لهم تحميل كتب كاملة من خلال موقعه بعد الاتفاق مع دور النشر لأنه يستضيف المحتوى على موقعه، قبل أن يحد من الخدمات المجانية ويسمح فقط لكل مستخدم بقراءة خمسة كتب شهريا مجاناً وبعدها بمقابل مالي.

لا شك أن ثقافة شراء الكتب الإلكترونية منتشرة بالخارج لكنها محدودة في مصر رغم حجم القراءة الكبير، الذي يصل لنحو 80 ألف على أحد المواقع نقلا عن نعمة الله، ويقتصر التجاوب معها على الشباب سواء القائمين على دور النشر أو المؤلفين، لإدراكهم أهميتها أو لافتقارهم فرص النشر مع الدور الكبرى، لكن دور النشر الكبرى تظل في قبضة من تجاوز سن الشباب دون أن يستوعب الفكرة وأثرها الإيجابي على مبيعات الكتب الورقية أيضا، فحسب أرقام شاركها معنا نعمة الله من وسط محتوى المعرفة الرقمي فإن النسخ الإلكترونية للكتب تساهم في زيادة بيع الكتب الورقية بنسبة 30%.

سوف يتيح الموقع تدريجيا أربع مستويات باختيارات مختلفة للمستخدم هي:

  • المستوى الأول: قراءة وتحميل الكتاب مجانا في نسخة ممسوحة ضوئيا scanned
  • المستوى الثاني: قراءة وتحميل الكتاب مقابل اشتراك دوري للحصول على النسخة الأصلية من الناشر بعد عقد اتفاقات من هذا النوع وفي مرحلة لاحقة بعد الاتفاق أيضا مع شركات المحمول على الشراء برصيد الهاتف لتجنب أخطار البطاقات الائتمانية.
  • المستوى الثالث: طلب نسخة ورقية من الكتاب مباشرة من الناشر عبر "الكتب"
  • المستوى الرابع: طلب نسخة ورقية من الكتاب من سور الأزبكية، وهو منطقة تضم عدداً من المكتبات الصغيرة وتعد مقصد محبي القراءة في مصر للعثور على كتب قديمة أو نادرة بالأساس. باختصار، هو كنز دفين لا يملك أحد أي بيانات عن كتبه وبالتالي يفرض الزيارة الميدانية للاطلاع.

بخلاف الكتب الإلكترونية، سيوفر "الكتب" شبكة تواصل اجتماعي بتنبيهاتها ورسائلها الخاصة يمكن للمشتركين فيها عرض الكتب التي بحوزتهم في قسم "مكتبتي" لكل مستخدم للقراءة والاستعارة الإلكترونية والتحميل والتحكم في ذلك اذا ما سيتاح للجميع أم للأصدقاء فقط مع إمكانهم رفض طلبات. قد تتطور الاستعارة مستقبلا إلى استعارة كتب ورقية أيضا على غرار موقع "هات وخد" والذي يعد أول مكتبة استعارة في مصر تستخدم الانترنت لتكوين مجتمعها وعمل طلبات الاستعارة، بينما يتولى مندوبوها توصيل الكتب واسترجاعها من باب المنزل. وسيخرج تطبيق "الكتب" على هواتف آيفون وأندرويد بعد أسابيع قليلة من انطلاق الموقع رسمياً.

نعمة الله أطلعنا على بعض أجزاء الموقع قبل إطلاقه رسميا ليجربه المستخدمون المسجلون. كمستخدم، يمكنك التسجيل على "الكتب" بالإيميل أو بحساب "فيسبوك" أو "تويتر" لاستغلال هذه الوسائط في نشر معلومات عما يقرأه المستخدم حاليا على "الكتب" أو النشاط الذي قام به من طلب استعارة أو اقتباس. ويظهر على الموقع أيضا عدد الصفحات التي تم مشاهدتها وعدد مرات التحميل وعدد الكتب الموجودة وعدد القراءات. يمكنك أيضا التسجيل كناشر. وسيضم الموقع مجموعات لقراءة ومناقشة الكتب، لكنه لن يقتصر عليها بل يمتد لنشر مقالات ومراجع ودراسات وترجمات وسيتمكن المستخدمون من الإبلاغ عن أي محتوى يجدونه "غير لائق" لكي تنظر فيه إدارة الموقع.

يسعى نعمة الله، بالتعاون مع هدير يوسف ونيرمين شمس المسئولتين عن ادارة المحتوى، لتطوير النسخة الإلكترونية من الكتاب بحيث يمكن اضافة تعليقات على النسخة الشخصية للمستخدم وتظليل بعض الأجزاء وشخصنتها. ويأمل أن ينجح النموذج العربي ليبدأ في تصديره للخارج باللغات الإنجليزية والصينية والألمانية والأسبانية.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.