عربي

كيف الفكاهة والاصرار أقنعا هلا فاضل بالاستثمار

English

كيف الفكاهة والاصرار أقنعا هلا فاضل بالاستثمار

بعد ما يقارب الخمسة عشر عاماً من الانخراط عن قرب بعالم ريادة الأعمال على الصعيدين الاقليمي والعالمي، تلتزم رائدة الأعمال والمستثمرة التأسيسة هلا فاضل بالمخاطرة بمالها الخاص قبل الانضمام الى صندوق تمويل اقليمي. "أريد أن أخوض هذه التجربة بنفسي وعلى نفقتي الخاصة أولاً، كي لا تكون تجربتي مع صندوق تمويل، عندما أقرر الانضمام الى أحدهم، هي التجربة الأولى،" تقول فاضل.  

على الرغم من كونها مديرة الصندوق لدى شركة كومجست" Comgest الفرنسية لادارة الأصول، التي تعمل في باريس ودبلن وطوكيو وهونج كونج وسنغفورة، قررت فاضل الانتقال الى الجهة الأخرى من المعادلة في المنطقة العربية هذه المرة.

أتت خطوتها هذه بعدما عززت فاضل معرفتها بالبيئة الحاضنة الريادية في المنطقة العربية عند تأسيسها لمنتدى أعمال معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عام 2006 ما تزامن وعودتها من فرنسا الى لبنان مع عائلتها. ويهدف المنتدى إلى تعزيز ريادة الأعمال في البلدان العربية من خلال التنافس على أفضل فكرة لتأسيس مشروع في العالم العربي. "لاحظت ان هذه المنطقة بحاجة للكثير من الدعم والمساعدة في ما يخص ريادة الأعمال،" تشرح فاضل.

تدعم مسابقة خطط الأعمال حوالي الـ70 رائد أعمال سنوياً، يتم اختيارهم بين ما يقارب الـ5000 طلب مشاركة. وقد سمحت متابعة فاضل لكل هذه الشركات على مرّ السنين والتعرّف على حاجاتها والتحديات التي تعاني منها حافزاً كبيراً لمساعدة هذا "الجيل الأول من رواد الأعمال،" كما تقول، والاستثمار به، "فمن واجبنا دعم الرواد،" تضيف.

لقد استثمرت فاضل حتى الآن في ما بين الـ15 و20 شركة وهي تعتمد على شخصية رائد الأعمال وصفاته عند اتخاذها لقرارها. "ان من يرى المشكلة قبل الحلّ ليس رائد الأعمال المفضل لدي، بل أنا أبحث عمن يتمتع بالتفكير الايجابي، ويعمل بشكل دؤوب ومندفع وقد تخلى كلياً عن كبريائه،" تضيف.

وشاركت هلا خلال حديثها مع ومضة، اثنان من أكثر القصص الهاماً التي قادتها الى الاستثمار في ثلاث شركات. ويمكننا اعتبار هذه القصص كدروس هامة مستخلصة بطريقة عفوية من تجارب بعض رواد الأعمال في المنطقة خلال محاولات جذب المستثمر واقناعه.

الايجابية والانفتاح

تجسد القصة الأولى مثالاً لتحلّي رائد الأعمال بروح الايجابية وانفتاحه لتلقي الانتقادات والأراء التي لا تتوافق معه، ودرسها عن كثب، بالاضافة الى قناعته بامكانية نجاح مشروعه.

وتتعلق هذه القصة بالذات بسدريك معلوف الشريك المؤسس لموقع "اتعرف"، الذي يُعنى بالتعرّف على الشريك المناسب بهدف الزواج، اذ كانت فاضل قد شاركت رأيها مع أحد أصدقائه، قائلة أن الفكرة لن تنجح أبداً، لأنها تتطلب استخدام تكنولوجبا مازالت جديدة في المنطقة.

وعند سماع معلوف لذلك جاء الى فاضل مباشرة وقال لها انه أخلى كل مواعيده ليمضي اليوم بكامله معها ويعمل على اقناعها بأن الفكرة ستنجح فعلاً. "لقد أُعجبت بسدريك وروحه الايجابية واصراره، فغالباً ما يتحاشاك من يعرف انك لا تحبذ عمله، ولكن سدريك تخطى ذلك واعتمد سلوك ايجابي، فقمت انا أيضاً بالغاء كل مواعيدي ذلك اليوم واستمعت اليه. وفي نهاية المطاف، التزمت بالاستثمار بـ'اتعرّف' منذ ستت أشهر ونحن نقفل الصفقة حالياً، وها انا أؤمن بامكانية نجاحه"، تشرح فاضل.

الاصرار والفكاهة

أما القصة الثانية فتعتمد على اصرار رائد الأعمال، واصراره الذكي.

وتتعلق هذه القصة بالذات بناديا شمالي مؤسسة شركة "فود لوف" Foodlve، التي أبقت على ارسال ما يوازي العشرة رسائل الالكترونية عبر البريد الألكتروني لفاضل يومياً وكانت تخبرها بكل شاردة وواردة تطرأ خلال عملها على بناء الشركة، ولماذا على فاضل دعمها والاستثمار بعملها.

"تتحلى ناديا بروح الفكاهة، وكانت تعترف انها تلامس حدّ الازعاج والمضايقة وتذكر الأمر بشكل مضحك كحجة للاستمرار بمحاولات الاقناع. وبدلاً من النفور منها فقد نجَحَت بلفت انتباهي وفضولي وبت أشعر برغبة للتعرّف اليها ومتابعة عملها عن قرب، وانتهى الأمر أيضاً باستثماري في فودلوف."

وخلال تجربتها، تمكنت فاضل من تحديد بعض الأخطاء الأساسية التي يقترفها رواد الأعمال، وذكرت أهمها:

  1. اهمال الاستماع الى آراء المستخدمين والخبراء والمرشدين خاصة الأراء السلبية اذ يمكن الاستفادة منها الى حد كبير.

  2. عدم التنبّه الى قيمة فريق العمل وأهمية الدور الذي تلعبه عملية توظيف أشخاص يتمتعون بمهارات مميزة خاصة في ما يعني اقناع المستثمر.

  3. الاستعجال في توسيع الشركة والتسرع في الانتقال الى أسواق واسعة قبل النجاح في السوق المحلية.

أما بالنسبة للرواد الذين يتطلعون الى التوّسع والانتشار، من خلال الحصول على دورة أخرى من التمويل، فهي تنصح بتكريس الوقت الكافي للتواصل مع المستثمرين والتعرّف اليهم ثم اتمام صفقة التمويل. "تتطلّب هذه المرحلة الكثير من الجهد والصبر وهي بغاية الأهمية. فمن المهم القيام بالأمور بشكل ديناميكي بدلاً من الاكتفاء بالتفكير والتخطيط،" تقول فاضل.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.