عربي

"تطوير" تحسّن شكل الشارع المصري بدءاً بالأكشاك‎

English

"تطوير" تحسّن شكل الشارع المصري بدءاً بالأكشاك‎

تتخذ الحكومة المصرية في الوقت الراهن، مساعيٌا جادة لتحسين شكل الشارع المصري، وترصد من أجلها مئات آلاف الجنيهات.

في تلك الأثناء، تستعد شركة "تطوير" Tatweer، كشركة ناشئة إجتماعيّة (ليس لها تواجدًا على شبكة الإنترنت بعد) لإطلاق مشروعها الأول "كيوسك اب ليفت" Kiosk Uplift، ما يعني الإرتقاء بالأكشاك باللغة العربية، برؤية توفير تصميم جديد موحد لأكشاك الجمهورية، يضفي شكلًا جماليًا إلى الشارع المصري من جهة، ويعمل من خلال شبكة موحدة لأكشاك تجارة التجزئة الحديثة من جهة أخرى.

المشروع ليس مجتمعيًا بحتًا، بل إنه يستهدف الربح عن طريق عرض التصاميم الدعائية للشركات الراعية للأكشاك، لكن بطريقة أكثر احترافية، وهو ما يتوقع أن يجني لأصحاب تلك الأكشاك زيادة ربحية، من خلال ترقية القنوات التجاريّة غير المستغلّة وتطويرها، وتوفير شبكة أكثر مهنية لإدارة خدماتهم البيعية والتسويقية والمحاسبية.

كما وسيتم إستغلال الكشك الجديد المرتقب لنشر الوعي حول حملات إعادة التدوير، بتخصيص سلل مهملات حديثة التصميم، مُصنفة وفقًا للمواد المُصنِعة.

يُنتظر أن تخدم مواقع الأكشاك في مصر الترويج لحملات إعادة التدوير والمبادرات الإجتماعية المختلفة، بما أن تلك الشريحة العظمى من الأكشاك تتمركز بالمناطق المأهولة.

"كان يُفترض أن نطلق النموذج الأوليّ في 30 يونيو/حزيران 2013، غير أن ظروف الثورة الثانية، التي تلاها تغيير الحكومة تسبب لنا في تأجيل الإطلاق، ولكننا وجدنا من محافظ القاهرة الجديد دعمًا بالغًا، ولاسيما بعدما أخضعنا التصاميم القديمة لتعديلات بسيطة حازت على إعجاب المسؤولين، ونأمل أن يُتَوَّج هذا الإعجاب بالموافقة الرسمية على تدشين أعمالنا"، يقول تيسير إبراهيم، أحد مؤسسي "تطوير" الأربعة.

"نتوقع أن نطرح 5 أكشاك كنماذج أولية، في حي المعادي، بحلول نهاية العام، لننطلق بعدها (إذا ما حصلنا على موافقة محافظ القاهرة) إلى أهم شوارع وأحياء العاصمة، انطلاقًا من العجوزة ومدينة نصر ومصر الجديدة، وهي أحياء راقية نوعاً ما، يُتوقع لأصحاب الأكشاك فيها تقبل الفكرة بشيء من المرونة، وهو ما نسعى إليه بشكل أوليٌ"، يتابع إبراهيم.

بدأ المؤسسون العمل على "تطوير" مع نهاية 2012، بهدف خلق شبكة مُقننة للأكشاك تعمل تحت مظلة الحكومة، التي بدأت بالفعل – مؤخرًا -  في شن حملات أمنية مكثفة لهدم العديد من تلك الأكشاك، لكونها تعمل بدون تراخيص، وهي ظاهرة انتشرت بشكللافت بعد ثورة يناير /كانون الثاني.

ونظرًا لأن معظم الأكشاك في مصر متهالكة، لعدم خضوع معظمها للصيانة منذ عشرات السنين، قرر المؤسسون أن يتضمن مشروعهم تصميمًا موحدًا، لخدمة الشكل العام بالشارع، وخدمة الخط الدعائي للشركات الراعية.

ولاستحالة الحصول على تراخيص من الحكومة لإقامة أكشاك جديدة في مصر بالوقت الراهن، لزخم الشوارع  بها، ستبدأ "تطوير" العمل على إخضاع الأكشاك الحالية للإحلال والتجديد، بعرض الخدمة على أصحابها، فيقول إبراهيم: "لن يتكلف صاحب الكشك أي شيء، سنمنحه بديلًا أفضل من حيث التصميم والمتانة عن كشكه المتهالك، مع حقه الكامل في تخزين كشكه القديم، للعودة إلى العمل من خلاله إذا لم يجد في التعامل معنا بُغيته الربحية".

ويتابع إبراهيم: "سنقوم باستبدال إعلانات الرعاة السابقين (لتجارة صاحب الكشك) بإعلانات أخرى لرعاتنا، وتعويضه بمبلغ شهري يتحدد بالاتفاق مع صاحب كل كشك على حدا وفقًا لحجم عمله، وبما لا يوقع عليه أي ضرر مالي، ويضمن وجود هامش ربحي لنا".

أبرم مؤسسو "تطوير" حتى الآن، اتفاقية مع كلِ من شركتيٌ "ريد بل"Red Bull لمشروبات الطاقة، و"كوكا كولا"Coca Cola للمشروبات الغازية، ليكونوا رعاةً للمشروع.

حصلت "تطوير"، في مطلع الشهر الجاري، على جولة أولى من الإستثمار (لم يكشف إبراهيم عن قيمتها) من شركةAhead of The Curve، المتخصصة في تمويل المشاريع الإجتماعية، بالشراكة مع مستثمر آخر لا يرغب الكشف عن هويته.

لم يكن ذلك مبلغ التمويل الأول، إذ حصلت الشركة على 20 ألف جنيه آخرين (أقل من 3 آلاف دولار)  من حاضنة الأعمال "فينتشر لاب" Venture Lab التابعة للجامعة الأمريكية، كونها واحدة من 7 شركات ناشئة تخرجت من الدورة الثانية بالحاضنة، منذ نحو شهريٌن.

عن ذلك يقول إبراهيم: "مبلغ التمويل لم يكن هدفنا نهائيًا قبل أن نتقدم بطلب الإلتحاق لحاضنة أعمال الجامعة الأمريكية، وهو ليس أهم ما استفدنا منه، ولكن الفائدة الحقيقية تكمن في التشبيك الذي أتاحته لنا الجامعة مع مجتمع الأعمال والإعلام والمرشدين والطلبة، وكم المعلومات الهائل الذي تسنى لنا الحصول عليه خلال فترة الإحتضان التي استمرت 3 أشهر".

يعول إيراهيم على عامل الوقت لتصبح فكرتهأكثر شعبية في الشارع المصري، وإذابة حاجز الجليد بين أصحاب الأكشاك ورقمنة نماذج العمل لديهم، تحت إشراف مسؤولي المناطق المعتزم توظيفهم.

لاشك أن الشارع المصري بحاجة ماسٌة لمشاريع إجتماعية تعمل على تحسين الشكل العام فيه، لكن هل سينجح مؤسسو "تطوير" في المهمة الصعبة التي تنتظرهم، والمتمثلة في إقناع أصحاب الأكشاك بالتخلي عن النموذج التقليدي؟

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.