عربي

فعالية "ستارتب إسطنبول" قدوة لحسن التنظيم والارشاد

English

فعالية "ستارتب إسطنبول" قدوة لحسن التنظيم والارشاد

يقول مؤسس "آي موت" iMote، علي الوفيق، إن "ستارتاب إسطنبول" Startup Istanbul، الحدث الذي عقد في 30 أيلول\سبتمبر جاء بقدر توقعاته. ما جعل هذا اليوم لا يُنسى بالنسبة له.

بدأت الفعاليات  بشكل عفوي، ما دفع طلاباً متطوعين لإدارة عمليات التسجيل غير الرسمية. وعلى الرغم من ذلك، فلقد تميز الحدث بفرص تواصل جدية ومتحدثين مشهورين على الصعيد العالمي.

ما إن تطأ قدمك في الداخل، تلاحظ أطباق الطعام التركي المعروضة، أمر يساهم في تأمين أجواء مثالية لتوسيع شبكة العلاقات. فالخطة والترتيبات بدت ذكية جداً، بحيث يجب أن يتعلمها منظمو الفعاليات الآخرون.

أخذ المنظمون بالاعتبار أن المدعويين ربما سيتأخرون في الوصول إلى مكان الحدث، خاصة وأنها المرة الأولى التي يزورون فيها المكان. وهذا ما قد يحدث خلال أية فعالية عن ريادة الأعمال، خصوصاً الدولية منها. لهذا عمد المنظمون إلى أن تكون المرحلة الأولى من الحدث عفوية، يتخللها ساعة من التواصل السريع.

تبيّن لي من خلال تجربتي كخبير تواصل، أن إعداد شبكات التواصل كان مثالياً. وظهر ذلك دون تمييز بين الطبقات اعتماداً على مستويات الخبرة العملية، كما حصل في مؤتمرَي "ويب ساميت" Web Summit و"ويبيت" Webit.

بالإضافة إلى ذلك، لعب المتحدثون دوراً إيجابياً. فكانوا ودودين مع الحضور، بحيث يضع كل واحدٍ منهم نفسه بتصرفهم بعد الانتهاء من المناقشة، ويذهب ليشارك المرشدين في غرفة كبار الشخصيات. أما الشركات الناشئة التي شاركت في البرنامج، فلقد استفادت بشكل كبير من خبرة ولطافة المرشدين.

تميّزت عروض الأفكار التي قامت بها الشركات الناشئة بالأناقة والرقي. فجاءت ذكية لدرجة أن كلاً منها يعلمّك شيئاً ما.

أُعجب الجمهور بخطاب دايف ماكلور، مؤسس ومدير "500 ستارتبس" 500Startups و"ستارتب بايرت" Startup Pirate. ركّزت كلمته على التحدّيات التي تواجهها الشركات الناشئة في البيئات الحاضنة، إضافة إلى أنه ألقى باللوم على المستثمرين المترددين. أما أهم ثلاثة أمور أدلى بها، فكانت:

  • يجب على مؤسسي الشركات الناشئة أن لا يشتكون من كونهم ليسوا في "وادي السليكون". فمؤسسو الشركات الناشئة هناك هم من جعلوه ناجحاً.

  • يتساوى مؤسسو الشركات الناشئة بالمهارة حول العالم. وإنشاء شركة ناجحة لا يتطلّب بالضرورة أن يكونوا من خرّيجي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أو جامعة ستانفورد.

  • يقع اللوم على المستثمرين بسبب بطء تقدم البيئات الحاضنة للشركات الناشئة. أمّا الطريقة المثلى للنهوض بها، فهي الاستثمار بمبالغ صغيرة.

أما مايكل سيبيل، شريك غير متفرّغ في "واي كومبينايتور" Y Combinator ومؤسس "جاستن تيفي" Justin.tv، فقد أبهرني تفانيه في التعاطي مع المؤسسين. أمضى سيبيل ستّ ساعات بين مؤسس وآخر، يقدم لهم المشورة، حتى تخطى وقت الغداء! ومن أهم النصائح التي قدمها:

  • قم بعملية خدمة الزبائن بنفسك: لا تستعِن بمصادر خارجية في علاقتك مع العملاء، فهذه نقطة قوتك الأساسية. إن أهملتها ستخسر كل شيء.

  • جمع الأموال بشكل أسرع هو الأفضل، فالنقود التي تحصل عليها بسرعة تساعد في التقدم؛ أمّا انخفاض كميّة المال سيزيد مجهودك، لكنه سيرفع من درجة تقييمك. وبالتالي لا تكن عنيداً أو متساهلاً، ووزع العوائد على المؤسسين بعدالة.

  • اجعل من طرح أفكارك عملية توجيهية، وكن نشيطاً خلال المقابلات. فحتى أمك يجب أن تفهم ما تطرحه من أفكار، أما القضاة فاترك لهم شيئاً جديداً يتعلموه منك.

راهوول سود، المدير العام لمشاريع مايكروسوفت، ومؤسس سابق لحواسيب "فودو" Voodoo (من روّاد الحواسيب عالية الأداء)، أدلى من جهته بثلاثة نصائح واضحة:

  • عليك معرفة أمر لا ينسى؛ المال حافزٌ ضعيف جداً.

  • الانطلاق بشركة ناشئة ليس بالأمر السهل، فهو مؤلم بحيث أنه يجب عليك أن تتخطى مختلف الضغوط والشكوك. عليك أن تكون منفتحاً وتحيط نفسك بالدعم، وإلّا تتحطّم.

  • البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في الصين هي الأسرع نمواً، بحيث يعتبر معدّل تقييم المشاريع مرتفعاً بشكل قياسي. عليك الدخول إلى هذه السوق إذا كنت تسطيع.

استطاعت فعالية "ستارتب إسطنبول" أن تفي بوعودها. فهي بالإضافة إلى كونها مقنعة وسهلة، كانت مترابطة وعفوية. شخصياً شعرتُ بالراحة، حيث انتهى الأمر إلى دفع العديد من الأصدقاء للوقوف على حال الشركات الناشئة في مختلف أنحاء تركيا. وتميّزت عروض الأفكار عن الشركات الناشئة بقيمتها، في وقتٍ قدّم  المتحدثون نصائح مهمة، بالإضافة إلى انفتاحهم للتواصل مع  المؤسسين فرداً فرداً.

لقد سبق لي أن حضرتُ قمة دبلن الشهيرة Dublin Web Summit عام 2013، ومؤتر "ويبيت" Webit عام 2014، كما نظمتُ فيما سبق العديد من الفعاليات عن الشركات الناشئة. ولكن فعالية "ستارتب إسطنبول" كانت الأفضل من بين التي شاركتُ فيها حتى الآن، وهي التي استطعتُ من خلالها أن أكوّن أفضل العلاقات.

الصور لأحد مؤسسي "آيموت" iMote، علي الكركبي.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.