عربي

التخزين المادّي بات رقمياً مع ‘بوكس إت‘ الكويتية ‎

English

التخزين المادّي بات رقمياً مع ‘بوكس إت‘ الكويتية ‎

BoxIt

يُعتبر التخزين الذاتي في الولايات المتحدة مسألة مهمّة منذ عقود. وبحلول عام 2009 (عند نشر التقرير السابق لجمعية التخزين الذاتي)، بنى روّاد الأعمال في قطاع التخزين الذاتي في الولايات المتحدة أكثر من 2.35 مليار قدم مربع من مساحات التخزين، تشحذهم غريزة الاستهلاك التراكميّ الأميركية بالكامل. وهذه المساحة تكفي الأميركيين الذين يبلغ عددهم أكثر من 300 مليون ليقفوا تحت سقف مساحات التخزين الذاتي. بين عامَيْ 2000 و2005، ظهر أكثر من 3 آلاف مرفق للتخزين الذاتي في كلّ عام. وحتى يومنا هذا، تقوم مؤتمرات التجارة بالترويج للمناقشات حول المشاكل التي يودّ معظم روّاد الأعمال التصدّي لها: "إلى متى يمكن أن يستمرّ نموّ الإيرادات القوي؟" و"كم سيكون من الصعب مواصلة مستويات الأداء الحالية؟"

استفاد روّاد الأعمال الصغار أصحاب المقرّات الفعلية، وكذلك نظرائهم المحنّكين في مجال الإنترنت، من ازدهار هذا القطاع. وراح نظام التخزين الرقمي الجديد يتلقى أصداءً كثيرة، ويحصل على بعض الاستثمارات الكبيرة، في الشركتيْن الأميركيتين الرائدتَين "بوكس بي" BoxBee و"مايك سبايس" MakeSpace، اللتان انطلقتا كلتاهما في العام 2013 وباتتا رائدتَيْن في مجال هذا النموذج الجديد: بدلاً من استئجار وحدة تخزين في منشأةٍ ضخمةٍ مع الآلاف من الوحدات المماثلة، يمكن للمستخدِمين إدارة ما لديهم في المخزن رقمياً ودفع بدلٍ عن المساحة التي يستخدمونها فحسب. والأفضل من ذلك، هو أنّه بدلاً من أن يضطرّ العملاء إلى نقل صناديقهم إلى منشأة التخزين ومنها، يستخدمون تطبيق الهاتف المحمول لطلب صناديقهم وترتيب النقل والتسليم.

تلقّت كلٌّ من الشركتَيْن الناشئتَيْن استثماراتٍ كبيرةً بعد نحو عامٍ على الانطلاق؛ في عام 2014: جمعت "بوكس بي" 2.3 مليون دولار من المستثمرين، بما فيهم "جوجل فنتشرز" Google Ventures، و"500 ستارتبس" 500 Startups، و"تيكستارز" Techstars؛ بينما أغلقت "مايك سبايس" على جولة بلغت قيمتها 8 ملايين دولارترأّستها "آبفرونت فنتشرز" Upfront Ventures.

لكنّ هذا الاستهلاك المتراكم على الطريقة الأميركية، لا يقتصر على الولايات المتحدة وحدها طبعاً. بريملال بي كاي (في الصورة على اليمين)، أحد مؤسِّسي "بوكس إت" BoxIt، وهي شركةٌ ناشئةٌ للتخزين الرقمي تنطلق اليوم، يراهن على أنّ سكان الكويت، الخليج أيضاً في نهاية المطاف، سيحتاجون إلى مكانٍ لتخزين أغراضهم أيضاً.

وقال بريملال (الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل) خلال حديثٍ مع "ومضة" عبر "سكايب": "بدأَتْ ثقافة التخزين في الكويت، مع انتقال المزيد من الكويتيين [إلى خارج منزل العائلة] للعيش في شقق، فكثرت الأغراض التي ينبغي تخزينها." كما أنّ القوى العاملة في الكويت - وغالبية دول الخليج – تتألّف بالأساس من مهاجرين. ويجد بريملال أنّ الموظفين من هذه الشريحة سيشكّلون جزءاً كبيراً من قاعدة عملاء "بوكس إت"، إذ يقول: "لا تستطيع العمالة الوافدة امتلاك عقارات في دول مجلس التعاون الخليجي، وهم يعيشون في مساكن مشتركة... لذا يحتاجون إلى فسحات تخزين."

تعمل "بوكس إت" كما تفعل الشركات الأميركية نظيراتها، إذ يستخدم العملاء الموقع الإلكتروني أو تطبيق المحمول لطلب الصناديق وجدولة ساعة أخذ الصناديق الممتلئة (ويدفعون معدل 2.5 ديناراً كويتياً شهرياً الذي يختلف بحسب مدّة التخزين)، ثم يطلبون تسليم جميع الصناديق أو البعض منها. وأثناء تعبئة الصناديق، يستخدم العميل التطبيق لإنشاء "كتالوج بصريّ" لكلّ صندوق، أي يقوم بالتقاط صورٍ لمحتويات كلّ صندوق لتسهيل العثور على ما يبحث عنه في المستقبل. وبحسب بريملال، فإنّ هذا الكتالوج البصري، وكذلك خيار النقل والتسليم ونموذج الدفع عن كلّ صندوق الأكثر فعالية من حيث التكلفة، يجعل من "بوكس إت" أفضل من أيّ خيار تخزين آخر متاح حالياً.

BoxIt Kuwait How It Works

هذه الفكرة خطرَت على بال بريملال بينما كان يتنقّل مع زوجته من منزلٍ إلى آخر، فنقل هذه الفكرة مع مؤسّسَيْن شريكَيْن إلى "سرداب لاب" Sirdab Lab في الكويت، وهي مساحةٌ لريادة الأعمال المجتمعية لبناء العلاقات والإرشاد والتعاون. ويشرح رائد الأعمال هذا قائلاً: "ساعدنا "سرداب لاب"، وبخاصة مؤسِّساه الشريكان عبد الله ساير ومنى المخيزيم، في صقل نموذج أعمالنا وإيصاله إلى مرحلة عرض الفكرة."

وبشكلٍ أكثر تحديداً، كان مؤسِّسا "بوكس إت" ومرشدوهما بحاجةٍ إلى ضبط خيارات الدفع لمنتَجهم الذي يركّز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والعمل بمستويات أدنى من استخدام بطاقات الائتمان وتعوّد العميل الإقليمي مع أسلوب الدفع عند التسليم COD. يشكّل الدفع عبر الإنترنت تحدّياً كبيراً لشركاتٍ ناشئةٍ إقليمية عدّة، "ونستخدم لهذه الطريقة خدماتِ شركةٍ ناشئةٍ كويتية للدفع بواسطة الهاتف النقال تدعى تاب بايمنتس Tap Payments للدفع بواسطة البطاقة المصرفية. أما الدفع نقداً عند التسليم، "فينفّذه فريقنا عندما نقوم بتسليم الصناديق الفارغة. وعند التجديد، نقابلهم شخصياً ونستلم الأموال." 

More specifically, the BoxIt founders and their mentors needed to adjust the payment options for their MENA-focused product, reckoning with lower rates of credit card usage and the regional customer’s familiarity with cash on delivery. For online payment, a serious challenge for many regional startups, “we’re using a Kuwaiti mobile payment startup called Tap Payments” for debit card payments. COD, on the other hand, “is done by our team when we deliver the empty boxes. For renewal, we meet them personally and collect the cash.”

 

A photo posted by Boxit Co (@boxitstorage) onFeb 19, 2015 at 1:17am PST

 

و"بوكس إت" التي انطلقت بمرحلة الحجز المسبق pre-booking في أوائل فبراير/شباط، بات لديها حتى الآن "حوالي 60 صندوقاً محجوزاً،" بحسب بريملال. وكلّ ذلك من خلال الإعلان في "سرداب لاب" وعلى وسائل التواصل الاجتماعي (وبخاصة "إنستاجرام"Instagram ). ويضيف المؤسِّس: "ننوي أن نضيف قرابة 200 عميلٍ كلّ شهرٍ في الكويت،" من خلال التركيز على تجربة المستخدم بدايةً. وفي وقتٍ لاحق، سيبدأ الفريق بالإعلان عبر وسائل الإعلام المطبوعة "المؤثرة جداً في هذا السوق،" وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحملاتٍ أخرى على الإنترنت. وفي وقتٍ لاحقٍ أيضاً، ينوي الفريق تنفيذ نموذج التوصية referral model، مثلما فعلت "دروب بوكس" DropBox، الذي يسمح بالحصول على حسومات أو منافع إضافية أخرى عند التوصية بالخدمة لصديق. 

علاقة "سرداب لاب" بالشركة الناشئة، ساعدّتها في الحصول على استثمارٍ شخصيٍّ داعمٍ في أواخر العام الماضي، بلغ 74 ألف دولار من صباح البدر، وهو "رجلٌ كويتي متحمّسٌ للشركات الناشئة." وقد موّل هذا الاستثمارُ عملياتِ الشركة الناشئة وموظفيها الـ12 حتّى الآن. وحقّقَت "بوكس إت" قفزةً أخرى من خلال فوزها في النسخة الكويتية من تحدّي طرح الأفكار في دول مجلس التعاون الخليجي، ما منح المؤسِّسين فرصة التنافس في الفعالية النهائية في أبريل/نيسان على 20 ألف يورو وجوائز أخرى لم تُحدّد بعد.

يجري بريملال وشريكاه المؤسِّسان حالياً محادثاتٍ مع مستثمِرين محتمَلين للتمويل التأسيسيّ؛ وهم يبحثون عماّ يتراوح بين مليون و1.2 مليون دولار لأتمتة الخلفية backend automatization (التي لجأوا بهدف إنشائها للاستعانة بمصادر خارجية في بلد بريملال الأمّ أي ولاية كيرالا الهندية)، وإطلاق خدمة B2B للشركات الصغيرة والمتوسطة والتوسّع إلى أبو ظبي ودبي.

وعلى الرغم من أنّه ما زال ينبغي إطلاق التطبيق أمام الجمهور، يفكّر بريملال والمؤسِّسان الشريكان في خططٍ كبيرة للمستقبل. ولِمَ لا؟ إذا تبع التخزين الذاتيّ سرعة الصاروخ التي تتبعها الصادرات الأميركية الأخرى، مثل السيارات والهمبرجر في الخليج، فلا شكّ في أنّ "بوكس إت" ستحقق الكثير.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.