عربي

حماية أفكارك: هل هي فعلاً ضروريّة؟

English

حماية أفكارك: هل هي فعلاً ضروريّة؟

Protection in all its glory

يجب حماية هذه الأفكار. (الصورة من "فايموس إنفنتورز" FamousInventors.org)

إّنه سيناريو كثير الحدوث، يبتكر رائد أعمالٍ فكرة أو مفهوماً رائعاً، ويبدأ بالعمل لتحقيقه، ويحلم بأن يُحدِث ثورةً في عالم الشركات الناشئة.

بعد بضعة أشهر، يسمع أنّ أحد معارفه بدأ بالعمل على فكرة شبيهة فجأة. أيذكركم ذلك بأحد؟

بالفعل، إنّ الأفكار والمفاهيم تأتي تارةً وتغيب تارةً أخرى، وحماية أفكارك لا تفيد بالضرورة شركتك الجديدة على المدى البعيد لكنّ سرقة فكرتك قد تضرّها.

إذاً كيف يجب أن تتعامل مع المنافسين؟  للإجابة عن هذا السؤال، لجأنا إلى أصحاب شركات في منطقة الشرق الأوسط، ومستشارين قانونيين ومستثمرين في الشركات الناشئة، ليقدّموا لنا النصائح في هذا الإطار.

تقبّل أنّ بعض أفكارك جيّدة للغاية ومن الظلم عدم استعارتها

يتوجّب على الشريكة الإدارية في "سبريد كومونيكايشنز" Spread Communications، شميم كسيباوي، كونها تعمل في العلاقات العامة، أن تشارك أفكارها بشكلٍ دائم مع العملاء المحتملين لاكتساب الزبائن.

وتقول لـ"ومضة" "إنّنا "نحاول الحدّ من عدد الأفكار التي نقدّمها في العروض، لذلك نركّز على الأفكار العامة ونفسّر لماذا لا نشارك الكثير منها خلال عمليّة عرض الأفكار. في المقابل، عليك مشاركة بعض أفكارك لإظهار طريقتك في التفكير لكنّ الشركات أحياناً [تستغلّ هذه العمليّة] فتأخذ الأفكار، وتنفّذها بنفسها."

ماريانا بوجوسلافسكي، الخبيرة في المجال الرقمي ومؤسِّسة "بوجوسلافسكي أند كو" Boguslavsky & Co تقول إنّ هذا هو السبب الذي يجعلها تتجنّب عرض الأفكار التقليدي.

وتضيف أنّها تجد الفكرة "بربريّة، فأحيانا ًيتوقّع العملاء المحتملون أن تقدّم لهم استراتيجيّة لثلاثة أشهر من دون الاستعانة بخدماتك. لكنّني في المقابل، أركّز على مناقشة مشاريع وكالتي السابقة، والعالم الرقمي، وعرض أفكار عن استراتيجيّات عامة يمكن تطبيقها في شركتهم، إنّما من دون الدخول في التفاصيل."     

القانون يحميك

تقول إيرينا هيفر، محامية شركة "سفيتزر" Svitzer في الشرق الأوسط، والمستشارة القانونية لبعض الشركات الناشئة وصناديق الاستثمار المخاطر، أنّه بالرغم من أنّ المرء لا يمكنه حماية الفكرة، لكنّ يمكنه حماية المعلومات السريّة المحيطة بها.

وتشرح أنّه في الإمارات، "المعلومات السريّة يحميها كلٌّ من القانون الجنائي والمدني وقانون العمل [فيما يتعلّق بالموظفين]"، كما يتضمّن قانون براءات الاختراع والتصميمات التخطيطية بعض البنود التي تحمي معارف خاصّة محدّدة في بعض القطاعات.   

تصرّف كشخصٍ ناجحٍ حتّى تصبح كذلك

"يُصرّ عددٌ كبيرٌ من روّاد الأعمال على اتفاقيات السريّة،" بحسب هيفر، "لكنّ عدداً قليلاً من المستثمرين يوقّع هذه الاتفاقيات، وإن وقّعوها فإنّ تطبيقها يكون عالي الكلفة وكثير الصعوبة."

تنصح هذه الخبيرة بالحدّ من المعلومات التي تقدّمها في عرض الأفكار وعدم الإفصاح عن "المصدر السرّي"، وإذ توصي بالتحدّث عن المشاكل التي تعمل على حلّها تشير إلى عدم الإفصاح عن كيفية السعي إلى القيام بذلك.

وتقول: "عند عرض الأفكار في فعاليّةٍ عامّة أضِف علامة ’سرّي‘ على عرضك، وعندما تعرض أفكارك في لقاءٍ خاص أضف بنداً عن ’الشروط والمواصفات السريّة‘."

المستثمرون يقفون إلى جانبك

كارلوس دومينجو، الرئيس التنفيذي للشركات الجديدة والابتكارات في "شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة" Emirates Integrated Telecommunications Company، والذي يستثمر في الشركات الناشئة في المنطقة، يشير في حديثه مع "ومضة" إلى أنّ "المستثمرين المتمرّسين لا يستثمرون بالأفكار فقط بل بالفريق أيضاً، لذلك لا تخشَ مشاركتهم فكرتك."

ويضيف أن ّ"المستثمرين مشهورين بالحماية، لذلك، من المستبعَد أن يسرقوا أفكار رائد الأعمال لأنّها ستكون آخر مرّة يشاركون في صفقةٍ ما عندما ينتشر الخبر."

قد تكون هذه القساوة الكافية لتحفيزك

أورور بلفراج، من شركة الاستثمار المخاطر السويدية "إي كيو تي فينتشرز" EQT Ventures، والشريكة المؤسِّسة لـ"راب" Wrapp، تمتلك فكرةً أخرى عن حماية الأفكار، إذ تنصح بالترويج... دائماً، عوضاً عن الاحتفاظ بالفكرة.

وتشرح قائلةً: " لا تحاول حماية فكرتك. أخبِر الجميع، في كلّ وقتٍ وأينما كنت، عن فكرتك. واجمَع التعليقات. لا تخَفْ إزعاج الآخرين. وفي حال سرقَها أحدٌ ونفّذها بشكلٍ أفضل، فذلك يمكن أن يحصل [وعليك تقبّل الموضوع وتخطّيه]. هذا يعني أنّك لم تكن الشخص المناسب لهذه الفكرة وعليك إيجاد فكرة ناجحة أخرى."

فكّر بالتنفيذ عوضاً عن التصميم  

لنواجه الحقيقة؛ من النادر جدّاً ابتكار فكرة أو مفهومٍ جديد بالكامل، ولكن حتّى لو اعتقدتَ أنّ أحداً يريد أن يسرق فكرتك التي تساوي الملايين، يمكنك أن تبرهن قدراتك من خلال العمل الدؤوب التقليدي.

"لا تساوي الأفكار الكثير من دون التنفيذ، لذلك من جهتي، أعير اهتماماً أكبر لتنفيذ هذه الأفكار بتميّز عوضاً عن سرقة الآخرين لأفكاري،" حسبما يقول موفق لحّام، المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة "إي 3" E3 Corporation التي تتعاون مع عملاء في الرعاية الصحيّة والتصنيع والتوزيع لتحسين الأعمال بالاستعانة بالتكنولوجيا.

ويضيف أنّه "حتّى لو سرق أحدهم فكرتك، يمكنك الإطاحة بهم من خلال التنفيذ المتقن."

بدورها توافق مايا عيتاني، المحرّرة والمستشارة في "ذا ماركتينج سبارك" The Marketing Spark على هذا الرأي، وتعبّر عن ذلك بالقول: "أوافقه الرأي تماماً، فالناس في هذه المنطقة يخشون أن تُسرَق أفكارهم لدرجة أنّهم يحدّون من التعاون والتعليقات البنّاءة بسبب خوفهم."

أخيراً، ثِقْ بنفسك

على قدر ما يبدو هذا ممجوجاً غير أنّه صحيحٌ جدّاً. وللتأكّد ما عليك سوى أن تسأل ثيا ميهرفولد، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لـ"علّمني الآن" Teachmenow.com التي حصلت مؤخّراً على 40 ألف دولار كتمويلٍ تأسيسي من "إنفينيتي لابز" Infinity Labs.

تقول ميهرفولد إنّ "عليك أن تؤمن بقدرتك على تطبيق فكرتك أفضل من أيّ شخص آخر، وأن تبقى في الصدارة لأنّه سيكون هناك دائماً منافسين. فالفكرة لا تعني شيئاً من دون التنفيذ وأغلب الناس لن يشاركوك رؤيتك أو يتمتّعوا بالوقت أو المعرفة لتنفيذها، والمثال على ذلك يظهر في ’فايسبوك‘ Facebook و’ماي سبايس‘ Myspace."

"تحدّث عن فكرتك، احصل على التعليقات والملاحظات، واعمَل دائماً على تحسين فكرتك ومنتجك وعرضك."

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.