عربي

ثلاثة أمور يغفلها رواد الأعمال الاجتماعيون

English

ثلاثة أمور يغفلها رواد الأعمال الاجتماعيون
الصورة عبر Shutterstock

سوزان السيّد زميلة في برنامج السياسة من غوغل لدى "ومضة" وباحثة مستقلة تركّز بشكل خاص على الثورة الصناعية الرابعة ومستقبل الوظائف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. عملت سابقاً كمستشارة استراتيجية في مجلس التعاون الخليجي ولندن.

غالباً ما يساء فهم الريادة الاجتماعية على أنها "لا تبغي الربح" أو ببساطة أنها عمل خيري. ولكن الواقع أن العديد من الشركات في هذا المجال تنفّذ عمليات تخارج والعديد أيضاً تسعى لجني الأرباح. ويعرّف منتدى الاقتصاد العالمي الريادة الاجتماعية بأنها قيام فرد أو شركة بإطلاق مشروع خاص بدافع حل مشكلة اجتماعية وترك أثر اجتماعي اقتصادي على منطقة معينة. ويقاس نجاح هذه المشاريع بمدى تأثيرها على المجتمع وليس فقط بمدى جنيها للأرباح. وإذ تنتهز فرصة تلبية العرض والطلب في السوق، ترسي لنفسها قيمة ضمن المجتمع.

ظهرت العديد من المؤسسات الاجتماعية في أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ونجد اليوم شركات ناشئة تعالج مسائل مرتبطة بالرعاية الصحية وقطاع التعليم، وتقدّم خدمات فعّالة وولوج أفضل للخدمات، كما نجد شركات تركز على مشاكل بيئية ناتجة عن سوء استخدام الموارد وعن التصحّر.

غير أن رواد الأعمال الاجتماعيين، لا سيما الذين يبغون الربح، يواجهون مجموعة من التحديات، لا سيما حين يتعلق الأمر بالمحافظة على تركيزهم على مسألة معينة وفهم لغة الأعمال.

ويؤدّي انعدام التواصل والفجوة في فهم ضرورة واحتياجات مؤسسات الريادة الاجتماعية إلى إساءة الحكومات والمستثمرين والشركات الناشئة فهمها. وكبداية يجب على رواد الأعمال الاجتماعيين التركيز على هذه "النقاط العمياء" الثلاثة:

المال يقول كلمته

في جلسة نقاش جرت أخيراً، كان لأحد المستثمرين تصريح بالغ الأهمية. فقد لفت إلى أنه نظراً إلى الوضع السياسي في المنطقة، لا يمكن للكثيرين منّا التعبير عن آرائهم أو التصويت على التحديات التي تواجه مجتمعاتنا. لذلك، "يمكن للتمويل الخاص أن يؤمّن هذا التصويت الديمقراطي". وحيث أن الاستثمارات هي المحرك الرئيسي للتغيير، يحتاج رواد الأعمال الاجتماعيون إلى التحدث بلغة قطاع الأعمال. ونظراً إلى العدد المحدود لأصحاب الرساميل المخاطرة المنفتحين على الريادة الاجتماعية في المنطقة، ثمة حاجة ماسة إلى لغة استراتيجية يمكن التعبير عنها مع المستثمرين المحتملين.

ومن جهة أخرى، من الأساسي تسليط الضوء على معاناة البيئة الحاضنة للريادة الاجتماعية مع غياب التمويل السابق للتأسيس وجولات التمويل الثانية. غير أن هذه الفجوة يتم استبدالها بمنح وتمويل من مانحين دوليين وجمعيات خيرية وهي طرق تمويل غير مستدامة. وعادة ما يقدم المانحون التمويل كجزء من استثمار لمرة واحدة ولا يحرّكون عقلية الأعمال لدى الرياديين الاجتماعيين إذ إنهم لا يتوقعون الحصول على عائد على استثمارهم أو جني أية أرباح.      

نماذج مبتكرة للأعمال

ما يحرّك رواد الأعمال الاجتماعيين هو الحماسة لتحقيق تأثير واضح في مجتمعاتهم. غير أنّه قد يكون من الصعب ترجمة ذلك إلى نتائج قابلة للقياس ويمكن التعبير عنها. لذلك فإن المفتاح هو جعل نماذج أعمالكم طموحة وفي الوقت نفسه أن تكونوا متواضعين حيال تأثيركم الاجتماعي. على سبيل المثال، إذا كنتم تضيفون اثنين إلى ثلاثة من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، فسوف يثير ذلك بعض الشكوك حيال إمكانية إنجاز المشروع لا سيما إن لم يكن مدعوماً بأرقام مالية صلبة. لذلك من الحيوي أن تتمتعوا بتفكير استراتيجي وأن تحددوا هدف الشركة الناشئة بناء على مؤشرَي أداء أولي وثانوي.

يُفهم أن المؤسسات الاجتماعية لا تملك بنية أعمال تقليدية وقد تحتاج إلى مدة زمنية أطول. لذلك، من المفيد لرواد الأعمال الاجتماعيين التفكير بعقلية المستثمرين وإنشاء ملف خاص بالمخاطر يشمل منظمات أو كيانات قادرة على تحمّل مثل هذه الابتكارات الاجتماعية. يتم اختبار هذا حالياً من خلال نماذج مماثلة تقوم على الأثر الاجتماعي. ويتطلب مثل هذا التفكير الإبداعي والاستراتيجي وصول رواد الأعمال إلى مجموعة من المرشدين الذين يفهمون طبيعة مشاريع الأعمال التي تقوم على مهمة اجتماعية ويدركون أهدافها.

تعرّفوا على جمهوركم

يكافح العديد من رواد الأعمال الاجتماعيين للتعريف بمشاريع أعمالهم لأنها تعتبر بين البعض منظمات غير ربحية أو خيرية. لذلك، يجب أن يُعدّ رواد الأعمال الاجتماعيون عرضاً مبتكراً لمشروعهم بشكل يُظهر العقلية التي يقوم عليها والتأثير الاجتماعي المرجو منه. ويمكن القيام بذلك بطريقتين. على سبيل المثال، ليس من الضروري إن كان لدى شركتك تأثير اجتماعي أن تلصق بها قيم منظمة أو أهدافاً من أهداف التنمية المستدامة لمجرد استعراض أثر اجتماعي.

بالنسبة لكثير من قادة الأعمال والمستثمرين، قد يكون من الصعب فهم التأثير الاجتماعي وقياسه. وبالتالي، من الأهمية بمكان تقييم وفهم الجمهور قبل تقديم المشروع أو عرضه. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري التراجع خطوة إلى الوراء وإنشاء سلسلة قيمة بسيطة للخدمة أو للمنتج ـ بما في ذلك تأثيرهما الاجتماعي. ويجب أن تكون هذه القيمة قابلة للقياس وقابلة للحياة مالياً وتتعاطف مع مشكلة اجتماعية. أخيراً وليس آخراً، لا تذهب إلى العرض بسيارتك الفيراري. إقرن قولك بالفعل!

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.