English

موقع The Dream Matcher في بيروت يظهر قيمة إنشاء شبكة تواصل اجتماعية متخصصة

English

موقع The Dream Matcher في بيروت يظهر قيمة إنشاء شبكة تواصل اجتماعية متخصصة

دعيت مؤخراً إلى فعالية ثانية أقامها في بيروت موقع The Dream Matcher ، وهو مشروع يصفه مؤسسه علي شحادة بأنه طموح يهدف إلى زيادة احتمال أن يحقق الناس أحلامهم عبر التمويل أو المنح أو فقط الرغبة في المساعدة، وشحادة متخصص في الإعلام بدأ هذا المفهوم في إطار برنامج تلفزيوني.

وبعد أن أدرك علي كلفة تنفيذ المفهوم ضمن برنامج تلفزيون، ارتأى أن يحوّل الإطار إلى شبكة اجتماعية وأن يجعله موضوع رسالة الماجستير، ما جعله يحشد آراء إيجابية من أستاذته في الولايات المتحدة.  

ويخطط علي في المستقبل لإدراج خدمات العضوية الممتازة مثل Dream Counselors أو المستشارون في الأحلام" وهم بحسب علي، "أشخاص يساعدونك على زيادة قدرتك على تحقيق حلمك"، وذلك من أجل أن يضيف إلى هذه المنصة القدرة على عرض أكبر عدد ممكن من الأحلام وطلب المال من الآخرين لتمويل الأحلام مثل "بناء منزل" مثلاً.   

ومع طرح فيسبوك مؤخراً أسهمه للاكتتاب العام، يمكن للشخص أن يخلص إلى أن مواقع الشبكات الاجتماعية دخلت التيار السائد وهي هنا لتبقى. ولكن هذا النجاح قد لا يدوم كثيراً كما نظن نتيجة الإحباط المتزايد لدى المستخدمين من هذه المواقع خصوصاً من انتهاكها الخصوصية. لذلك فإن البدائل عن الشبكات الاجتماعية التي تتضمن اقتراحات فريدة خاصة بالقيمة تستهدف دوائر محددة تكتسب زخماً كبيراً ليس فقط في الدول في طور التقدم بل في الدول الناشئة أيضاً بينها الشرق الأوسط.  

يجعل فيسبوك من المشاركة أمراً سهلاً، والبعض يصفه بالسهل جداً. ولأن صفحتك لا تتضمن فقط الأصدقاء الفعليين بل الأقارب والرفاق إضافة إلى أصدقاء الأصدقاء، يجب أن تكون حذراً مما تنشره. ولكن في المقابل، تتضمن الشبكات الاجتماعية الأحدث مثل Path وFamilyLeaf و Pair عدداً من القيود. فصفحة المستخدم على Path المتوفر فقط على الهواتف الذكية، تسمح لك بجمع 150 صديقاً فقط. وPair أيضاً تستخدم للهواتف الذكية فقط، وهي أصغر ما يمكن أن تكون عليه الشبكة الاجتماعية: أي شخص آخر واحد.

يؤكد روبن دونبار عالم الأنتروبولوجيا التطويري أن "الشبكات الاجتماعية تشبه مجموعة من الدوائر المتحدة المركز، و150 شخصاً يشكلون الحدود الخارجية، و50 هو الحد الأقصى للأصدقاء الموثوق بهم، و15 للأصدقاء الجيدين، وخمسة للأصدقاء الحميمين".

وحين أطلق Path شبكته الاجتماعية، حدّدت عدد الأصدقاء بـ50 قبل  أن ترفع العدد إلى 150 لأن المستخدمين كما يصفهم المؤسس دايف مورين في مقالة نشرت مؤخراً في نيويورك تايمز هم "مثل المساحة بين الرأس والسقف". ويشرح أن بإمكان المستخدم أن ينتمي إلى عدة شبكات، وأن كل واحدة لديها حارس بوابة معيّن. وPath الآن تضم أكثر من مليون مستخدم نشيط بعدد أصدقاء متوسط يبلغ 40.

هذه الشبكات المصغّرة والمصغّرة جداً لا تتنافس مباشرة مع فيبسوك أو حتى مع بعضها البعض. وهي تقدم منتجات حسب الطلب تناسب الحاجة إلى مستخدمي شبكات اجتماعية واعين وأذكياء ويحبون المواقع ذات القيمة الفريدة التي تحترم الخصوصية مثل The Dream Matcher.   

وبالعودة إلى فعالية The Dream Matcher، يمكن ملاحظة وجود خط جديد من الشبكات الاجتماعية  المدموجة بالتعارف الحقيقي وجهاً لوجه بما يعزز جودة المنتج. ويخطط الموقع للذهاب أبعد عبر الإعلان عن تطبيق في المستقبل القريب يمكنه أن ينبّهك إلى وجود شخص يتطابق معك حين تكون في مكان عام وبإمكانك تحقيق أحد أحلامك مع شخص على مسافة ستة أمتار.

غصّت الفعالية بالمشاركين، حيث تدفق الشباب عليها للتعبير عن أحلام متواضعة مثل الرغبة في السفر بالطائرة للمرة الأولى أو مكافحة الجوع من خلال الدعوة لاعتماد وسائل تحديد النسل. وخلال الحدث، أمكن للحضور اختيار ثلاثة أحلام يرغب في تحقيقها ونشرها على لوحة ضمن ثلاثة فئات رئيسية هي "لقاء مشاهير" و"السفر" و"تعلم مهارة".

وخلال الدردشة ضمن مجموعات صغيرة استطعنا أن نفهم أحلام بعضنا البعض وأن نقدّم اقتراحات حول كيفية تحقيقها ومطابقة الأفكار والوسائل بين بعضنا البعض من أجل تحويلها إلى حقيقة. وقد حصلت على شخص أنسجم معه ليساعدني في تعلّم كيفية وضع شيفرة أو برنامج. وقد خضت تجربة رائعة حيث التقيت بالناس وناقشت معهم أحلامهم من اجل التغيير وهو موضوع خارج المعتاد في لبنان حيث معظم الناس يتحدثون عن السياسة والاقتصاد والقضايا اليومية حين يجتمعون.

ربما إذاً يمكن للأحلام أن تتحقق في أماكن أخرى غير هوليوود، كبيروت مثلاً.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.