English

موقع ديزادو يعلن عن تلقيه استثمارًا، فما الجوانب التي سيعمل على تحسينها؟

English

موقع ديزادو يعلن عن تلقيه استثمارًا، فما الجوانب التي سيعمل على تحسينها؟

 لطالما قيل إنّه ثمة حاجة ماسة إلى إطلاق أسماء مبتكرة على الشركات في المنطقة العربية.

إنّ إعلان "ديزادو" Desado عن تلقيه استثمار من "آي مينا هولدينغز" iMENA Holdings بعد أيام معدودة من إعلان "وسادة" Wysada عن تلقيه استثمارياً من "مينا فنتشور إنفستمنتس" MENA Venture Investments بالكاد يدحض هذه النقطة. فلدينا هنا شركتان قابضتان في اسمهما كلمة "مينا" (منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) وهما شركتا استثمار تتخذان عمّان مقراً لهما وتستثمران بموقعا عروضات محدودة المهلة اسمهما مؤلفان من ثلاثة مقاطع صوتية.    

وقد بدأت المنافسة بين موقعي التجارة الإلكترونية منذ أن انطلقا بفارق أيام قليلة في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي.

(ملاحظة: يتشارك صندوق "ومضة كابيتال" موارده الاستثمارية والإدارية مع "مينا فنتشور إنفستمنتس". ولم تتم استشارة أيّ منهما لكتابة هذا المقال).

كلا الموقعين يبيعان سلعاً متشابهة؛ وفي حين أن "وسادة" الذي يعمل من عمّان يركّز أكثر على السلع المنزلية (من أدوات وأكسسوارات وأغراض للمطبخ وتناول الطعام وقطع أثاث)، يركز "ديزادو" الذي يعمل من دبي أكثر على مزيج من الأغراض المنزلية والأزياء والترفيه وأغراض الديكور "الغربية" والأدوات وأغراض الأطفال والحيوانات الأليفة بحسب مؤسس الموقع، محمد شبيب.

وبالطبع ما من موقع تجارة إلكتروني حاليّ سيعتبر أنّ المنافسة أمر سيء في قطاع جديد. ويقول شبيب "لا نشعر أنه ثمة منافسة، بل على العكس، أظنّ أن وجود مفاهيم أخرى هو أمر جيد أيضًا وبإمكاننا الاستفادة من بعضنا البعض. لقد تواصلنا مع ديزادو لبناء شراكة وتبادل الأفكار".

وعند معرفة كيف يتنافس الموقعين مع بعضهما البعض نستطيع اكتشاف ما المنتجات التي تلقى شعبية في قطاع السلع المنزلية. أما فيما يتعلّق بتقييم ما ينجح وما لا ينجح، فكلا الموقعين لم يقدّما معايير واضحة للإجابة عن ذلك.

في حديثنا المقتضب الأسبوع الفائت، وصف موقع "وسادة" نفسه بأنه يستوفي طلب السوق بشكل ثابت. الزبائن مسرورون، إذ وفقاً لمدير التسويق الإقليمي، 30% من الشارين هم زبائن متكررون و 60% من جردة مخزون سلعه تتألف من عمليات إعادة شراء. تركز الشركة الآن على بناء علامتها الخاصة لتلبي حاجةً في السوق إلى قطع الأثاث الأكبر حجماً، فيما تقدّم معارض يقدّمها أشخاص مشهورون من أجل زيادة شعبية قسم سلع المطبخ على الموقع.  

من جهة أخرى، يبدو أنّ "ديزادو" يحصد عائداته من مبدأ التركيز على خلق الطلب – فيقدم للزبائن أغراضاً لا يعرفون أنّهم بحاجة إليها حتى. فيكرر شبيب قائلاً: "[منصتنا] منصة استكشاف. فلا يكون لديك فكرة عما تريده، ثم تزور "ديزادو" وتجد أشياءً لم تفكر فيها قطّ. 90% مما نقدمه لا يحمل اسم علامات تجارية مشهورة. فنحن نحاول جعل الناس تقدّر التصاميم".

وهو لَهدف طموح – فهو لا يقضي برفع الوعي حيال التسوّق الإلكتروني فحسب، بل حيال تقدير قيمة التصاميم أيضاً. غير أنّ شبيب معه حقّ بأن خلق الطلب (خلق رغبة عند الزبائن في شراء أمور لا يعرفون أنّهم بحاجة إليها حتى) يضع الموقع في مكانة قوية ويجعله أكثر ربحية، بدلاً من أن يقوم فقط بتلبية حاجة السوق فحسب (استيفاء حاجات السوق الموجودة أصلاً).

لكنّه من الصعب تقييم مدى شعبية كل من الشركتين من دون أي بيانات فعلية.

لم يبدِ "ديزادو" استعداداً للكشف عن مدى رضا الزبائن، عدا عن الكشف أنّ الفترة التي تفصل بين الطلبية الأولى والثانية بالنسبة إلى الزبائن المتكررين، انخفضت من ثلاثين يوماً إلى ثلاثة أو أربعة أيام. في حين يكشف "وسادة" عن معدل خمسة أيام تفصل بين الطلبيتين الأولى والثانية مؤخراً بالنسبة إلى الزبائن المتكررين. ولكن، من دون أي معلومات إضافية عن حجم العينتين التي تستند هذه الأرقام إليهما، لا يمكن مقارنة عدد الأيام بين الموقعين.

ويوضح شبيب قائلاً: "لقد وضع عددٌ لا بأس به من الزبائن أكثر من عشر طلبيات وعدد قليل منهم وضع أكثر من 30 طلبيةً، وذلك أمرٌ لم أشهده قط في الشرق الأوسط. وهؤلاء ليسوا حتى زبائن من داخل الشركة".

من بين الـ 250 عرضاً التي يقدمها "ديزادو" في الشهر الواحد، 85% من الأغراض يتم توصيلها خلال شهر. ويتم توصيل 90% من الطلبيات عبر الشحن من المورد عند الطلب. فيقول شبيب: "نحن لم نبتع مخزوناً في هذه المرحلة بعد. الأمر خطر جداً، ولا  نملك بعد ما يكفي من المعطيات لفهم احتياجات الزبون بعد". ويقول إنّه مع حلول نهاية 2013، ستصبح معالم الصورة واضحة أكثر.

وتنطبق هذه القاعدة نفسها على أغلب إحصائيات الموقع وفقاً له؛ فما زال من المبكر مناقشة هذه الأمور إذ من الواضح أنّ الموقع يختبر حالياً قطاعات عدة. فيقول: "يختلف المصممون لدينا من شهر إلى آخر، فنحن نجرب أموراً جديدة". ومع ذلك، تحافظ الشركة على بعض الإحصائيات التي تكاد لا تتغير، فـ 25 إلى 30% من مبيعاتها تتألف من أغراض"طريفة وغريبة" في حين أنّ 10% فقط تأتي من الأزياء ذات العلامات التجارية. وقد تكون هذه الأرقام موضع اهتمام لموقع "حرير"، الذي يعرض منتجات 50% منها تكون علامات تجارية عالمية و 50% منها تكون مصممين محليين، ويحاول أيضاً التشجيع على شراء الأغراض الفريدة "الغريبة".

ومن الأوجه الأخرى التي يصر شبيب على أنّ "ديزادو" يتميز بها هي تركيزه على البيانات. فيقول: "نحن شركة ترتكز على البيانات. والعمق الذي نصل إليه هو أبرز ما ننفرد به. لا يمكنني الادّعاء أنّه أمرٌ ثوري غير أنّني لم أرَ بعد أمراً مشابهاً في الشرق الأوسط. فنحن نتخذ قرارات مدروسة بدلاً من الاعتماد على حدسنا".

أكرّر أنّه من الصعب تقييم صحة ادّعاءٍ من دون أي تفاصيل إضافية. فالأمثلة الوحيدة التي حصلنا عليها هي أمور مثل تشخيص الصفحة الرئيسية استناداً إلى جندر الزائر وتقسيم أوقات إرسال النشرة الإخبارية بحسب الأوقات التي يفتح فيها الزبائن بريدهم الإلكتروني وتفصيل النشرات الإخبارية بحسب المجالات المفضلة عند الزبون.

ويصرّ شبيب، أنّ أيًّا كان ما يفعلونه، "أتمنى أن تقوم شركات تجارة إلكترونية أكثر بما نقوم به، فيتقدم عندئذٍ هذا القطاع أكثر".

ما زلنا ننتظر تعليقات من جهات أخرى حول تحاليلهم.

ولكن في كافة الأحوال، يقول شبيب إنّ "ديزادو" لا يزال يركز على الأسس التي إما تُنجح موقع التجارة الإلكترونية أو تُفشله، مثل تحسين سلسلة التوريد الخاصة به وتقديم باقة متنوعة من العروضات لجذب الزبائن والمحافظة عليهم؛ وسيساعد المبلغ الاستثماري الجديد الذي تلقاه في تحقيق هذين الهدفين. فقد أطلقت الشركة نظاماً خاصاً بها لتوصيل البضائع الى الزبائن في الإمارات المتحدة وهي تأمل أن تُطلق، تماماً مثل "نمشي" Namshi و"ماركة في آي بي" MarkaVIP و"حرير" Harir، خدمةً مشابهةً في السعودية هذا العام (تقوم بتوصيل المنتجات إلى دول الخليج).

كما ستطور الشركة خدمةً لها على الهاتف المحمول، فيعلّق شبيب قائلاً: "نحن نتطلّع قدماً لذلك. فأكثر من 30% من حركة الزوار على الموقع تأتي من الهواتف المحمول. الهواتف مستقبل عملنا".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.