English

هل تنجح منصة تقليدية للنساء كمجلة وصفات على الآيباد؟

English

هل تنجح منصة تقليدية للنساء كمجلة وصفات على الآيباد؟

يعتبر موقع "عالم حواء" أحد أقدم، إن لم يكن الأقدم، والأكثر شعبية بين المنصات التي تستهدف النساء في المنطقة العربية اليوم. بالاضافة الى أن المنصة التي انطلقت على الانترنت منذ ١٩٩٨ هي أقدم شركة ناشئة تملكها المبادرات الوطنية للانترنت N2V.

واصلت المنصة توسّعها عبر السنوات بفضل نشر الاعلانات اليومية ومقاطع الفيديو المسلية والوصفات والاعلانات المبوبة ونصائح اسلوب العيش للنساء. واليوم، تعيش المنصة حلماً يحاول الجميع في المنطقة تحقيقه: دخول السوق العربية والسعودية وجني الملايين من عائدات الاعلانات.

بفضل ستة ملايين مستخدم وأكثر من ٨٠ مليون زيارة للموقع شهرياً، احتلت المنصة المرتبة الرابعة في قائمة "فوربز الشرق الأوسط" لأفضل المواقع على الانترنت في المنطقة العربية عام ٢٠١٢ والمرتبة الأولى للمواقع المخصصة للنساء على اللائحة ذاتها. بالاضافة الى أن المنصة تعتبر الـ٦٢ من بين أكثر المواقع زيارة في المملكة العربية السعودية بحسب موقع "الكسا" بحيث أن المنصات المنافسة على غرار "ليالينا" في الامارات العربية المتحدة و"نواعم" احتلت المرتبة ٤٧٤ و٧٢٢ على التوالي.

ولا تشهد المنصة توسعاً فحسب لا بل أنها تجني الأموال بشكل جنوني. "نقدّم فرص إعلانات لأهم العلامات التجارية التي تستهدف النساء ونملك نحو مليوني عضو مسجّل وملايين الدولارات من الإعلانات،" يقول محمد خواجة.

وفيما تسعى جاهدة لتلبية حاجات جمهورها، يستهدف محتوى المنصة السعوديات بشكل خاص. وبالتالي، تولي أولوية على صفحتها الرئيسية للأخبار السعودية على غرار الكسوف القادم في المملكة في وقت لاحق هذا العام، وتغيير التوقيت والاعلانات حول التدريبات المتوفرة للنساء. بالاضافة الى مواعيد الصلاة التي ترسم هوية المنصة السعودية من النظرة الأولى.

أما في ما يتعلّق بالتصميم والشعار، فيذكران بالمنتديات الشعبية التقليدية التي انتقلت الى شبكة الانترنت عند اطلاقها. ولا يأتي هذا التصميم مصادفة لأن شعبية المنصة الأساسية ولِدت من منتدياتها. 

من الإنترنت الى المطبوع فالمحمول

بما أن المواضيع الأكثر شعبية على المنتديات كانت وصفات الطبخ، قررت الشركة أن تخوض هذه الصناعة من خلال نشر مجلة للوصفات. أصدرت المجلة ستة أعداد شهرية قبل توقفها لأن الفريق قرر الغوص في عالم اللوحات الرقمية وتطوير تطبيق iOS تفاعلي، "عالم حواء للطبخ" المتوفّر حالياً على آيباد وآيفون.

وساعد الفريق كثيراً أن تكون الشركة الناشئة تابعة لشركة N2V، فاستفاد من مواردها وسلّم مشروع اطلاق مجلة تفاعلية لشركة أخرى تابعة لـN2V، "ستارتبز" Startappz .

بعد اطلاق المجلة أولاً على الآيباد خلال شهر رمضان هذا العام، اعتبر الفريق هذه المجلة التفاعلية كتوسّع لمنصته. وتقول هامة يسين، مديرة الإعلام التفاعلي في "ستارتبز" ان "المجلة تجمع وصفات الطبخ الأكثر شعبية التي نشرها أعضاء المنتدى بالاضافة الى محتوى عن المأكولات والمشروبات انتقاها الطهاة والخبراء وتنشرها بطريقة تفاعلية على اللوحات الرقمية والهواتف الذكية."

مع الزخم الكبير الذي تعرفه المنصة، لا عجب أن يسرق التطبيق بعضاً منه، كما هو الحال على الأرجح. ونشرت المجلة الفصلية الموسمية التي تقدّم محتوى تفاعلي بفضل المقالات والفيديو والتسجيلات الصوتية ثلاثة أعداد حتى الآن، اثنان منها تركّز على مواضيع رمضانية وأطلقت خلال شهر رمضان من هذا العام. وتمّ تحميل العديدَين أكثرمن ٥٠ ألف مرة في أقل من شهر. وحتى الآن، بعد ثلاثة اشهر تقريباً وبعد اصدار العدد الثالث في أيلول/ سبتمبر الماضي، تم تحميل المجلة ١٠٠ ألف مرة بحلول نهاية أيلول/سبتمبر.

تزداد شعبية منصات الطبخ. ففي شباط/ فبراير ٢٠١١، أطلقت جوجل خدمة البحث عن وصفات الطبخ من أجل تحسين ردّها على مليارات الطلبات التي تحصل عليها شهرياً، بحسب ما أفادته منصة "فودتك كونيكت" FoodTechConnect. 

كما ان هذا القطاع يزداد شعبية بسرعة هائلة في العالم العربي حيث ينافس "عالم حواء" الموقع اللبناني "شهية" Shahiya وهو رائد في السوق قد سجل 1.3 مليون زائر شهرياً و2.5 مليون خلال شهر رمضان الماضي. كما ان "شهية" قد شغر حصة في السوق السعودية نظراً الى أن معظم النساء في السعودية يعتبرن "جمهوراً مأسوراً" بحسب ما قالته المؤسسة الشريكة لمنصة "شهية" هلا لبكي، خلال حديث مع موقع ومضة والى أنهن يمضين وقتاً طويلاً في إعداد الطعام لعائلاتهنّ، في بيئة غالباً ما تحدّ من تفاعلهنّ خارج المنزل، باتت النساء هدفاً ديمغرافياً للمنصات لاسيما لتلك المتخصصة بالطبخ.

وتركّز بعض منصات المحتوى العربي الأخرى التي تستهدف النساء على أقسام وصفات الطعام وتبتكر أقسام جديدة على غرار ما فعلته منصة "عائلتي" باطلاق أقسام "أطيب طبخة" و"سوبرماما" وقسم وصفات "ليالينا".

وفي ما يتعلّق بتجربة المستخدم والتصميم، تقدّم مجلة الطبخ تجربة مسلية لمستخدميها. وتشكل ألوان الباستيل الهادئة نقيضاً لطيفاً مع ألوان مكونات الطعام الطبيعية. ويسهل استخدام التطبيق بفضل إضافة اسهم صغيرة لارشاد المستخدمين خلال التصفّح العمودي والأفقي.

ومن بين العناصر المميزة في التصميم، يطلّ عرض كيفية إعداد الطبق في الوقت الذي تمزج المكونات تلقائياً في رسوم متحركة لطيفة. بالاضافة الى أن عرض بعض المكونات من خلال رسومات وبعضها الآخر بصور حقيقية يمنح التطبيق طابعاً يشبه الألعاب حتى ولو أن الفريق لم يصل الى هذه المرحلة بعد. وتقول ياسين "سنعمل عل دمج الألعاب في قطاع الأعمال مسقبلياَ أي أن المستخدمين سيتمكنون من جرّ المكونات بأصابعهم ومزج المكونات على التطبيق".

ويبقى أن ما يميّز مجلة "عالم حواء للطبخ" عن مجلات أخرى مثل "كوكيري بلاس" CookeryPlus و"فتافيت" Fatafeat وأن ما قد يلعب دوراً ايجابياً في نجاحها، هو أنها مجانية ولا ينوي الفريق تغيير الوضع بالاضافة الى انها خالية من الإعلانات. ويشرح خواجة "لا نخطط لجني الأموال. ولازلنا نبحث في طريقة جني الأموال من المجلة الرقمية وقد يتغير الوضع. الا أن الطرق الأخرى لجني الأرباح قد تكون ذكر متقن لمنتجات أخرى مذكروة في محتوانا. على سبيل المثال، قد نذكر أن "نستليه" Nestle كمكوّن "نوصي به" في بعض الوصفات."

الا أن التحديات مستمرة. حتى الآن، واجه فريق N2V صعوبة مع الـHTML5 الذي يستخدمه لبناء التطبيق. وتقول ياسين "يناضل فريقنا مع التكنولوجيا الجديدة لبناء تطبيق آيباد جذاب كاستعمال HTML5 والتصميم الذي يعمل مع النقرات المتعددة لاسيما أن المصممين اعتادوا على النسخات المطبوعة ولا يملكون المعرفة الكافية للعمل على مجلة رقمية. مع الوقت، سنتخطى هذه المشكلة."

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.